عندما تقوم جماهير فريق بقذف المدرب بالزجاجات الفارغة، فهذا أكبر دليل علي أن هذه الجماهير تخطت مرحلة عدم الرضا، ووصلت إلي مرحلة عدم القدرة علي الاحتمال.. لذلك يمكن القول بأن العلاقة بين حسام البدري - المدير الفني للأهلي - وجماهير النادي تكاد تصل إلي طريق مسدود بسبب سوء النتائج محلياً وأفريقياً وهبوط مستوي الأداء إلي أسوأ درجاته في السنوات الست الأخيرة. جماهير الأهلي تحملت التعادل مع الشرطة والمصري محلياً، وتحملت التعادل مع هارتلاند النيجيري المتواضع أفريقياً و«بلعت» الهزيمة أمام شبيبة القبائل الجزائري علي أمل التعويض في لقاء العودة بالقاهرة، وعندما فشل الأهلي في تحقيق الفوز رغم تقدمه بهدف وطرد يحيي شريف - لاعب الشبيبة - في الدقيقة 43 من الشوط الأول بقرار هدية من الحكم، كاوما ويلنجتون انفجر بركان الغضب وطال الجهاز الفني واللاعبين. سيناريو المباراة يؤكد أن حسام البدري ارتكب عدة أخطاء بدأت بالدفع بشهاب الدين أحمد كمحور ارتكاز في وسط الملعب بجوار حسام عاشور وعلي حساب محمد شوقي الذي كان أساسياً في مباراة المصري، صحيح أن شوقي لم يظهر بمستوي مقنع أمام البورسعيدية إلا أن «شهاب» لم يكن ضمن التشكيل الأساسي في المباريات الأخيرة وشارك في الشوط الثاني لمباراة المصري، وبالتالي لم يصبر حسام البدري علي محمد شوقي حتي يستعيد لياقته البدنية ومستواه الفني، وإذا كان البدري لا يطيق الصبر علي اللاعب فلماذا قام بقيده في القائمة الأفريقية علي حساب المعتز إينو. مباراة الشبيبة أكدت أن البدري يعتمد علي «رص» النجوم داخل الملعب ويترك مهاراتهم الفردية تحسم الأمور أو لا تحسمها فالبدري يصر بشدة علي وجود بركات وأبوتريكة وجدو داخل الملعب ومعهم مهاجم وحيد قليل الحيلة هو محمد فضل الذي لم تشعر به جماهير الأهلي طوال الشوط الأول، كما لم تشعر ببديله أسامة حسني في الشوط الثاني إلا في الثواني الأخيرة عندما سدد كرة برأسه كادت تكون هدفاً. لاخطة.. لا تكتيك لا شيء يفعله البدري سوي الاعتماد علي المهارات الخاصة للنجوم ورغم أن «جدو» نجح في تسجيل هدف السبق إلا أن الأهلي لم يحتفظ به سوي 7 دقائق فقط حتي سجل الشبيبة هدف التعادل. الشوط الثاني يعتبر كارثة تدريبية حقيقية فما حدث من حسام البدري يفوق الخيال، لأنه لم يسع لاستقلال النقص العددي للاعبي الشبيبة واللعب بمهاجمين ودفع فقط بأسامة حسني بدلاً من محمد فضل، وعندما أصيب أحمد فتحي في الدقيقة 65 كانت الفرصة واتية أمام البدري للدفع بمحمد طلعت وإعادة محمد بركات لمركز الظهير الأيمن وقلب طريقة اللعب إلي 2/4/3/1 لعدم وجود أي لاعب متقدم من الفريق الجزائري سوي محمد أمين عودية وكان يعتمد للبدري أن يدفع أيضاً بأحمد حسن لكنه اختار الحل التقليدي بإشراك أحمد السيد ونقل شريف عبدالفضيل لمركز الظهير الأيمن، ورغم المجهود الذي بذله اللاعب إلا أنه لم يكن مثمراً هجومياً لأنه لعب في مساحة «مخنوقة» بجوار الخط الجانبي للملعب تحتاج إلي مهارة لا يملكها شريف عبدالفضيل، وعندما قرر البدري إجراء التغيير الثالث دفع بأحمد حسن بدلاً من أبوتريكة قبل 11 دقيقة من نهاية المباراة، وهو ما أثار حفيظة الجماهير. البدري سكت علي أوضاع خاطئة داخل الملعب أهمها عدم دقة الكرات العرضية المرسلة من أحمد فتحي أو سيد معوض والكرة الوحيدة التي كانت دقيقة نسبياً سجل منها «جدو» هدف الأهلي ولم يلحظ البدري أن سيد معوض يقوم بإرسال الكرات العرضية من أي مكان ولا يكلف نفسه الوصول لخط المرمي أو قبله قليلاً حتي يكون كراته العرضية مؤثرة، إضافة إلي أن معظم كراته العرضية أشبه بالبالونات لم تسبب أي إزعاج من أي نوع لمدافعي الشبيبة. باختصار البدري لم يملك شجاعة كانت مطلوبة أمام فريق لا يضم أي لاعب دولي في المنتخب الجزائري ولعب 47 دقيقة كاملة بعشرة لاعبين أمام الأهلي الذي يضم نجوم المنتخب الوطني، لكن مدربه آثر السلامة وتعامل مع المباراة بشكل روتيني وأهدر فوزاً كان ممكناً وسهلاً.