أثارت واقعة سرقة لوحة «زهرة الخشخاش» من داخل متحف محمود خليل العديد من التساؤلات حول مدي الإهمال الأمني في حماية الآثار وأسلوب المراقبة في تلك المتاحف الذي ينم عن أسلوب بدائي في حماية اللوحات الأثرية ذات القيمة الفنية الكبيرة، حيث تبين أن المتهم دخل إلي المتحف وسط مسمع ومرأي من العاملين بالمتحف والأمن الذي يقوم بمراقبة اللوحة، ثم أخرج آلة حادة وقام بقطعها من البرواز الخاص بها ثم خرج بعد ذلك دون إلقاء القبض عليه من قبل شرطة السياحة التي تتولي حماية وتأمين المتحف من الخارج وبعد أكثر من ساعة علي السرقة تم اكتشاف الواقعة. أيضاً في حادث سرقة 9 لوحات فنية نادرة من قصر محمد علي بشبرا الخيمة قام مجهولون بالتسلل إلي القصر وقطع ال 9لوحات من البراويز الخاصة بها باستخدام آلة حادة ويرجع تاريخ هذه اللوحات إلي ملوك وامراء أسرة محمد علي وبعد أكثر من 10 أيام علي السرقة أعلنت وزارة الثقافة العثور علي اللوحات بجوار القصر دون تحديد الجناة وقد تعرضت اللوحات إلي التمزيق بسبب السرقة. ومن أشهر السرقات الأخيرة للوحات الفنية سرقة لوحتان للفنان التشكيلي المصري حامد ندا من داخل دار الأوبرا عن طريق موظف بالأوبرا وبعد حوالي سنة من السرقة تم إعادة اللوحة المسروقة من السعودية بعد أن اكتشف الفنان التشكيلي المصري هشام قنديل مدير أتيلية جدة للفنون التشكيلية بالسعودية وجودها. كل هذه الحوادث المتكررة لسرقات اللوحات الفنية ذات القيمة العالية من داخل المتاحف المصرية تدل علي وجود إهمال جسيم في أنظمة الحماية والأمن داخل المتحف والاستهتار من قبل مسئولو المتاحف في إداراته، فقد ثبت أن جميع كاميرات المراقبة بمتحف محمد محمود خليل كانت معطلة ولا تعمل منذ فترة، علاوة علي وجود اللوحة داخل غرفة منفردة دون حراسة أمنية. الغريب في سرقة لوحة «زهرة الخشخاش» أنها سبق سرقتها في منتصف السبعينيات، وتم إعادتها من إحدي الدول العربية بعد العثور عليها في أحد الأتيليهات. قصة خليل وحرمه محمد محمود خليل ولد في 1877 لأسرة ثرية درس الزراعة أول الأمر بناء علي رغبة الأسرة وحسب التقاليد السائدة، ليكون مشرفًا علي العقارات والأطيان الزراعية، لكن ما أن تخرج في الجامعة حتي سافر إلي فرنسا اتجه إلي دراسة الحقوق، وأثناء إقامته هناك أحب ثم تزوج فتاة فرنسية كانت تدرس الموسيقي. تغيرت حياته وتغير دوره في هذه الحياة، إذ لم يعد يهمه أن يواصل عمل العائلة، وخاصة بعد أن استبدت به هواية جديدة مختلفة عن غيره من أغنياء مصر وهي عشق الفن. ويرجع إنشاء المتحف إلي عام 1915 وقد ظل القصر مسكنًا لأسرته حتي عام 1960 إلا أنه بناء علي رغبته وتنفيذًا لوصية زوجته تحول هذا القصر إلي متحف يحمل اسمه عام 1962 ، وكان محمود خليل يعمل رئيسًا لجمعية محبي الفنون الجميلة التي اشترك في تأسيسها عام 1924 وحصل علي أرفع الأوسمة والنياشين الفرنسية. ويحتوي المتحف علي أشهر اللوحات والمقتنيات الفنية والتي تضم اللوحة الأصلية «لفان كوخ» وتبلغ مساحة القصر أو المتحف 8 آلاف متر وقد أعيد افتتاحه في سبتمبر 1995 وقد أنفق عليه 20 مليون جنيه مصري.