يستلهم مسلسل «أكتوبر الآخر» روح نصر أكتوبر وهو يرصد الفساد الحالي كعدو جديد يحتاج إلي حرب جديدة.. هذه هي التيمة التي تتحرك خلالها أحداث المسلسلات من خلال شخصيات تعيش بعد زمن الحرب بسنوات.. البعض ما زال يقف قوياً متصدياً للفساد مثل سامي «فاروق الفيشاوي»، والبعض يحاول الاستفادة من استشراء الفساد.. ذلك النموذج نراه في «سامية» الشابة الصغيرة التي عاشت في أمريكا وتتسم بالتفكير المادي والعملي والتي لا تتورع عن الدخول في قضايا ضد أمها من أجل بيع الأرض التي ورثتها عن أبيها وتتمسك بها الأم بشكل كبير. المسلسل رغم قيمة فكرته فإن الحوار الخطابي الجاف يسيطر علي شخصياته، ففي أحد مشاهد الحلقة - وهذا علي سبيل المثال وليس الحصر - تقوم الابنة «داليا مصطفي» بالتشاجر مع والدها ووالدتها وأشقائها لأنهم لم يستخرجوا البطاقات الانتخابية الخاصة بهم، بل إنها تزداد غضباً من سلبيتهم في الحوار معها وتذهب إلي حجرتها غاضبة، ونفس الشكل الخطابي ظهر في الشكل الميلودرامي الذي صور به المسلسل حادث حريق قصر ثقافة بني سويف عام 2005، والذي ذهب ضحيته أحد شخصيات المسلسل من المثقفين الشباب، وتحولت الحلقة الي بكائية، ووضع المخرج بشكل تسجيلي صور الشهداء علي الشاشة. الحلقة من الناحية الفنية كانت مرهقة بصرياً، حيث كانت الكاميرا تتحرك بسرعة بين الممثلين يميناً ويساراً، بالاضافة إلي كثرة ال Zoom In وال Zoom Out.