لا يوجد منافس لأحمد مكي سواء في دراما رمضان أو في أعماله السينمائية لسبب بسيط، هو أنه يلعب في منطقة من الكوميديا لم يتطرق إليها أحد، وهي «الكوميديا الساخرة» أو ال Parody، وهذا النوع من الكوميديا ربما يعتبر أصعبها، إذ أنه يتطلب ورقا به تفاصيل مكتوبة بشكل قوي، وحضورا كبيرا لمن يؤدي هذا الورق، وبالطبع ضعف الورق أو الممثلين كان السبب في كثير من التجارب ذات الدم الثقيل التي شاهدناها مرارًا وتكرارًا، وقد حاول أصحابها تقديم هذا النوع من الكوميديا الذي يتطلب في المقام الأول رؤية مختلفة للأشياء. هذا الفقر في الخيال أفسح المجال لموهوب مثل أحمد مكي أن يحقق جماهيرية عالية، لأن الناس تري شيئًا جديدًا، وفي الحلقة الحادية عشرة قدم «مكي» في «الكبير أوي» رؤية ساخرة للإعلام المصري في الوقت الحالي، بطريقة لا تسخر منه، ولكنها تقدمه بشكل كوميدي، إذ تبدأ الحلقة، بحلقة لدنيا سمير غانم من برنامج «جاموستي»، وهو محاكاة كوميدية لبرنامج الأطفال الشهير في التسعينيات «عروستي»، كما قدم «مكي» من خلال شخصية «الكبير» برنامج «المزاريطة اليوم» في نسخة خاصة بالمزاريطة من برنامج «القاهرة اليوم»، وبعد أن عرض علي عزت أبوعوف مشاركته في البرنامج ولم يتوصلوا لاتفاق، فتشارك فيه مع زوجته «هدية»، وقدموا أول حلقة، وكانت خناقة بينهما أثناء استضافتهما ل«فاطمة عيد».. أقسم فيها الكبير علي قتل هدية علي الهواء مباشرة، ثم «يتاويها» في البلاتوه، فيما كان يحاول «جوني» مجاراة نجاح الكبير، فبدأ في برنامجه «جوني شو» وبدأ باستضافة حالات إنسانية، لكن في النهاية اتضح أن جميع من استضافهم ناس مفترية ولم ينجح برنامجه في اجتذاب أي مشاهدات أمام قناة «الكبير 1» التي يبثها الكبير، ويعرض عليها برامجه التي يخرجها ويقف في البلاتوه مرتدياَ سماعات الرأس ويشير لعازفي الموسيقي التصويرية ببدء العزف بالناي بدلا من الكمان، ويبدي إعجابه ب«الأيربيس» التي يرتديها المذيعون أثناء تقديم البرامج ويعلق قائلا: «آني بأحب البتاعه دي.. شبه بتاعة تامر أمين». ما يميز «الكبير أوي» كمسلسل كوميدي هو هذا النوع من الكوميديا الساخرة، هو وجوب تقديم الهزل بمنتهي الجدية حتي يتحقق الإضحاك ويكون هناك كوميديا، وهو ما قدمه أبطال «الكبير أوي» في استثمار لتوافق رؤيتهم سويا في أعمال أخري قدموها سابقا.