الشرطة الإسرائيلية تنشر آلاف الجنود في محيط البلدة القديمة بالقدس وحول المسجد الأقصى هنية يدعو فتح إلى الحوار وإعادة المحادثات بشأن المصالحة مع حركته
إسماعيل هنية فرضت السلطات الإسرائيلية اليوم الجمعة قيودًا مشددة على دخول المصلين الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى المبارك لأداء صلاة الجمعة الثانية من رمضان المبارك، والتي تأتي تزامنا مع الذكرى ال 41 لإحراق المسجد الأقصى. وفي تصريحات غريبة من نوعها برر يتسحاق أهرونوفيتس وزير الامن الداخلي الإسرائيلي انتشار قواته بالقدس بأنه "يهدف لضمان حق العبادة للمسلمين"موضحا في تصريحات صحفية أنه "يخشى من تفجر الأوضاع في القدس على الرغم من الهدوء المضلل" على حد وصفه . ونشرت الشرطة الإسرائيلية صباح اليوم الآلاف من عناصرها في محيط البلدة القديمة بالقدس وحول المسجد الأقصى كما قامت بتكثيف إجراءاتها عند حواجز التفتيش ونقاط العبور المؤدية إلى المدينة المقدسة التي تزدحم منذ ساعات الفجر بألاف المواطنين رغم الحر الشديد، في محاولة للوصول إلى المسجد الأقصى لأداء صلاة الجمعة الثانية من شهر رمضان . كما قامت قوات الشرطة بعزل البلدة القديمة بالكامل عن محيطها، مغلقة بالحواجز جميع محاور الطرق المؤدية إليها، وشملت إجراءات العزل هذه أحياء مثل سلوان والثوري ورأس العمود والصوانة ووداد الجوز والشيخ جراح التي سدت مداخلها هي الأخرى بالحواجز، وأرغم المواطنون على السير على أقدامهم . في المقابل أكدت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" أن الاحتلال شدّد منذ ساعات الصباح الباكرة إجراءاته العسكرية والشرطية على أبواب المسجد الأقصى وأمر المصلين بالسير مشيًا نحو المسجد الأقصى المبارك، موضحة في بيان لها أن المصلين اضطروا للسير لمسافات بعيدة ، لافتة إلى قيام تل أبيب بتنصيب نقاط ومراكز شرطية متنقلة في مناطق ونقاط تحكم قريبة من مداخل المسجد الأقصى المبارك. بدوره حذر حسن خاطر أمين عام هيئة الدفاع عن المقدسات أن آلاف الفلسطينيين من الضفة يخضعون لإجراءات معقدة أثناء مرورهم على المعبرين الوحيدين المخصصين للدخول للقدس وهما معبرا قلنديا وبيت لحم كالتفتيش باستخدام أجهزة الفحص الضوئي والاحتجاز واستخدام الكلاب البوليسية، إضافة لإرجاع الكثير منهم لأسباب مختلفة موضحا أن الأخطر من ذلك هو الحواجز النفسية التي زرعتها سلطات الاحتلال مسبقا في نفوس المواطنين بعدم القدرة على الوصول للقدس، "وأن الصلاة بالأقصى باتت مستحيلة". وشدد خاطر على أن هذه الإجراءات تشكل اعتداء صارخا على الحريات الدينية للمسلمين والمسيحيين على حد سواء، واستشهد على ذلك بتأكيده أن عدد المصلين في مثل هذه الأيام من رمضان خاصة أيام الجمع كان يتجاوز المليون في السابق، بينما الآن لا يصل لمائة ألف موضحا أن تل أبيب تحاول من خلال ذلك لمحاربة الوجود العربي بالمدينة المقدسة وعزلها عن امتدادها العربي والإسلامي على حد وصفه . في سياق منفصل دعا إسماعيل هنية رئيس حكومة حماس بغزة وفد حركة فتح المتواجد في القطاع إلى الاجتماع مع قيادة حماس، للحديث في أمور تتعلق بالمصالحة بين الحركتين وذلك بعد انتهاء أيام العزاء في اللواء أمين الهندي مدير عام جهاز المخابرات الفلسطينية السابق ،وقال هنية خلال زيارته هو و أعضاء حكومته لبيت العزاء بغزةمساء أمس الاول نريد الجلوس للحديث عن المصالحة بعد انتهاء العزاء نحن لا نقبل بما يحدث وحماس لا تلغي فتح ويجب أن تقوم العلاقة بيننا على الاحترام المتبادل والشراكة السياسية. كما توجه هنية إلى عضوي اللجنة المركزية لحركة فتح، زكريا الأغا، وعبد الله الإفرنجي، بقوله: تعالوا نتفاهم على نقاط يتم التوقيع عليها ، نحن لا نقبل بما يحدث ولكن من الصعب أن نبني مصالحة ونوقع على ورقة ناقصة وبعد ذلك نشتبك بالسلاح، ونكرر التجارب السابقة، في إشارة إلى الاشتباكات المسلحة التي وقعت بين حماس وفتح بعد توقيعهما اتفاق مصالحة بمدينة مكةالمكرمة في ال 8 من فبراير 2007. ومن جهته، قال عضو اللجنة المركزية لفتح عبد الله الإفرنجي، زيارة بيت العزاء خطوة طيبة من حركة حماس وإن شاء الله يتبعها خطوات أخرى في طريق المصالحة مضيفا بقوله : نريد أن نتفاهم فالجميع يريد المصالحة والفرصة موجودة حسب قوله .