في أحيانٍ كثيرة يكون مجرد الصمت علامة جودة للممثل، وفي ظل حالة التشنج التمثيلي التي نراها سمة للكثير من الفنانين الآن، والتي تمثل عودة لمدرسة الحواجب والمعهد الفني المتوسط لبحلقة العيون في التمثيل، أتابع ليلي علوي في الموسم الثاني من مسلسلها حكايات وبنعيشها وتقديمها لدور «الكابتن عفت» بكثير من البساطة وكثير من المتعة. أن أداء ليلي علوي متماشي جدًا مع كتابة دكتور محمد رفعت الهادئة جدًا وسط موجة من المسلسلات الثقيلة فيما تطرحه، فالحكاية كلها تدور حول أرملة لديها ثلاثة أبناء تحاول أن تحصل لهم علي حقوقهم في ظل مجتمع متوحش يدفع الجميع للتنازل.. أرملة لديها ثلاثة أبناء تدفعها الظروف لأن تعمل مدربة لياقة بدنية في أحد النوادي الشعبية.. بس خلاص.. تلك هي الحكاية، ولكننا نراها وسط سيمفونية من التفاصيل الكثيفة فيما يخص حياتها ومشاعرها كأرملة.. هي امرأة في النهاية وتفاصيلها مع أبنائها ووالدها المريض وتحايلها علي كل شيء في الحياة في محاولة لأخذ بعض من حقها من «نن» عين أم الحياة.. تلك حكاية كابتن عفت، أما حكاية ليلي علوي بقي مع التمثيل والفن، فبدأت بتلك الفتاة الجميلة التي كانت مرشحة لدور فنانة إغراء بعد جيل مديحة كامل وسهير رمزي، ولكن بعد قليل من الأفلام تُفاجئنا تلك الفتاة بأنها حافية القدمين.. تسحب جاموسة في فيلم من أعذب أفلام محمد خان، فتنازلت ليلي عن ترشيحها كفنانة إغراء واكتشفت أنها تنحاز للفن أكثر وأنها ليست مجرد موديل بل قماشة يمكن تفصيلها.. صحيح أنها قدمت أفلامًا تجارية بحتة كنوع من استثمار المنتجين لجمالها مثل «جحيم تحت الماء»، وفيلمها الشهير مع يوسف منصور المشهور ب«الأومبلأ»، إلا أنها قدمت أيضا «إنذار بالطاعة»، و«سمع هُس»، و«المغتبصون»، ثم جاء منتصف التسعينات لتظهر لنا في أدوارٍ مختلفة مثل أفلام «يا مهلبية يا» و«يا دنيا يا غرامي»، ومرحلتها مع المخرج رأفت الميهي في«تفاحة» و«ست الستات» التي أوصلتها لحالة من النضج الفني تجلت في فيلم مثل «بحب السيما» لأسامة فوزي. أما علي مستوي التلفزيون، فقد قدمت ليلي علوي عددًا من الأعمال المهمة مثل «حديث الصباح والمساء» و«بنت من شبرا» و«التوأم» و«العائلة» وغيرها، نهاية ب«حكايات وبنعيشها» والذي تفوقت به ليلي خصوصًا مع تكريسها لفكرة الخمسة عشر حلقة للحكاية كطقس رمضاني جديد وقلدتها فيها إلهام شاهين لتبقي ليلي علوي هي كابتن التمثيل النسائي لدراما رمضان.