يبدو أن المؤامرة علي وشك الانتهاء، وغزة علي وشك السقوط والتسليم.. هذا هو ما يشير إليه الاجتماع الأخير لوزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون مع نظيريها المصري أحمد أبو الغيط والأردني ناصر جودة، وهو اجتماع يؤكد أن الولاياتالمتحدة تكمل الدور الذي بدأته مصر لمحاصرة «حركة حماس» وإجبارها علي التسليم ل«فتح» أو إسرائيل، أيهما أقرب إلي الاتفاق. اجتماع هيلاري كلينتون مع المسئولين المصري والأردني - الذي زعموا أنه لبحث سبل التوصل لاتفاق سلام في منطقة الشرق الأوسط - دليل دامغ علي رضا الولاياتالمتحدةالأمريكية عن الأداء المصري والاستمرار والإصرار علي استكمال محاصرة شعب غزة المنكوب من خلال استكمال بناء الجدار الفولاذي علي الحدود مع قطاع غزة، الأمر الذي يجمع الكل علي أنه البداية الحقيقية لانهيار كامل داخل القطاع يبدأ بنفاذ المال والوقود والغذاء وينتهي بنفاد الأرواح.هيلاري كلينتون تستكمل دورها في دعم الحروب، فبجانب تنظيمها لسياسة قتل الشعب الفلسطيني تبدي حماسا كبيراً لاستمرار الحرب في أفغانستان، وتعد نفسها لتذليل كل المصاعب التي قد تعترض طريق استراتيجية أوباما الجديدة في أفغانستان، والتي تسمح بإرسال عدد كبير من قوات المارينز الأمريكية، وهو الجهد الذي تحاول وزيرة الخارجية الأمريكية بذله لتذليل كل العقبات التي قد تواجه الأهداف الأمريكيةالجديدة هناك. «هيلاري» معروفة بقدرتها علي المراوغة للحصول علي أفضل النتائج والمكاسب الدبلوماسية بالفعل، ففي محاولة ذكية منها لإثبات نجاح دبلوماسيتها منذ المرحلة الخارجية الأولي لها، اختارت كلينتون منطقة آسيا كأول رحلة لها خارج الولاياتالمتحدة لما تتسم به هذه المنطقة المحورية من أهمية. وقد بدت هذه الدبلوماسية في تصرفاتها عندما فضلت وزيرة الخارجية الأمريكية مصالح بلادها في زيارتها الأولي إلي الصين لتفتح الملفات الاقتصادية بين البلدين دون أن تتطرق إلي ملف حقوق الإنسان والأقليات الدينية والديمقراطية. كانت كلينتون قد أصبحت السيدة الأولي للولايات المتحدةالأمريكية بعد أن انتخب زوجها بيل كلينتون رئيساً للولايات المتحدة عام 1993، وتعرضت لضغوط شديدة بعد فضيحة مونيكا لوينسكي، التي تعاملت معها بثبات أعصاب تحسد عليه وتسبب في اتهامها وقتها بالبرود وأنها فعلت ذلك علي ما يبدو لخدمة أهدافها السياسية المستقبلية. ولها موقف سياسي مهم اتسم بالتناقض، فعند عملها كسيناتور عن ولاية نيويورك صووت لصالح قرار شن حرب العراق، ثم تغير موقفها أثناء الحملة الانتخابية الأخيرة وقالت إنها إن فازت سوف تقوم بوضع جدول زمني لانسحاب الجنود الأمريكيين من العراق، كما أنها مؤيدة لإسرائيل، وقالت في مؤتمر انتخابي أثناء الحملة الانتخابية إنها ستمحو إيران من الخارطة إذا فكرت في مهاجمة إسرائيل.