مدعي عام المحكمة الدولية يدعو كل من يملك دليلا في قضية اغتيال الحريري لتقديمه توقعات بتأجيل صدور القرار الظني الى ما بعد نهاية السنة الحالية نصر الله بعد يومين على المؤتمر الصحفي لحسن نصر الله الأمين العام لحزب الله الذي كشف فيه عن مؤشرات وقرائن تشير إلى تورط تل أبيب في اغتيال رفيق الحريري رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، قال التليفزيون الاسرائيلي إن حزب الله لديه القدرة على اختراق نظام الاتصالات الخاص بالطائرات الاسرائيلية من دون طيار والتي تطلق عليها اسرائيل اختصار "مازلات ". وفي تقرير بثته القناة العاشرة بالتليفزيون الإسرائيلي قال اكثر من جنرال احتياط: على ما يبدو ان حزب الله كان تمكن من اختراق اتصالاتنا خلال عملية الانزال في موقع انصارية وتمكن من ابادة الكوماندوز الاسرائيلي حينها . وأضافوا بقولهم" على ما يبدو كان حزب الله قد اخترقنا وان كل طفل كان يعرف اسرار العملية ونحن لا ندري عن ذلك شيئا " ثم تساءل احد الجنرالات : لا اعرف ماذا سنقول لعائلات القتلى من الكوماندوز - وجرى بث صورة لشواهد قبورهم . كما أشار الجنرال جابي أوفير الذي ترأس لجنة التحقيق في واقعة أنصارية الذي سقط فيه 12 من جنود وضباط وحدة الكوماندوس البحري، إلى أن أقوال نصر الله "قد تكون صحيحة". وأوضح أوفير في مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي أنه لا ينبغي إنكار احتمال أن تكون صور طائرات إسرائيلية من دون طيار قد وصلت إلى "حزب الله" وأتاحت له الاستعداد لنصب كمين للجنود، كما قال نصر الله. وعلى المستوى الرسمي الإسرائيلي رفضت إسرائيل اتهامات الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بالتورط في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري عام 2005. وفي أول رد فعل على المؤتمر الصحفي الذي عرض فيه نصر الله القرائن التي تفيد بهذا التورط، قال مسؤول في الخارجية الإسرائيلية رفض الإفصاح عن اسمه إن "المجتمع الدولي والعالم العربي والأهم شعب لبنان يعرفون أن هذه الاتهامات ببساطة هي سخيفة". في الوقت نفسه، أكدت المتحدثة باسم المحكمة الخاصة بلبنان إن مدعي عام المحكمة يدعو كل من يملك دليلا متصلا بقضية اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري الى عرضه عليه، وذلك بعد يومين على عرض حزب الله "قرائن" قال انها تشير الى تورط اسرائيلي في الجريمة. وقالت فاطمة العيساوي "دعا مكتب المدعي العام على الدوام وهو لا يزال يدعو كل من لديه دليل متصل بالهجوم على رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري الى عرضه عليه". وشددت العيساوي، التي ذكرت انها تتحدث باسم المحكمة وليس باسم مكتب الادعاء العام، على ان المدعي العام دانييل بلمار "اعلن اكثر من مرة انه سيلاحق كل الادلة الموثوقة".واوضحت "اعلن مكتب المدعي العام ايضا وعلى الدوام ان اي ادعاء مستند الى عناصر موثوقة ومقدم اليه سيخضع الى مراجعة دقيقة". وجاءت تصريحات العيساوي بعد يومين على عرض الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله "معطيات" بينها مشاهد اكد ان طائرات استطلاع اسرائيلية رصدتها لموقع اغتيال الحريري، معتبرا ان هذه "المعطيات" تشكل "قرائن" و"ليس ادلة قاطعة" حول ضلوع اسرائيل في الجريمة. وكان نصر الله انتقد في وقت سابق عدم اخذ لجنة التحقيق الدولية بفرضية ان تكون اسرائيل هي التي اغتالت الحريري. في السياق نفسه، قالت صحيفة "السفير" اللبنانية إن بعض الأوساط السياسية والقضائية اللبنانية المطلعة بدأت تتداول في إمكان تأجيل صدور القرار الظني الى ما بعد نهاية السنة الحالية، فيما ذهبت بعض التقديرات الى استبعاد صدور القرار قبل شهر مارس المقبل، وهو التاريخ الذي سيضع المحكمة امام استحقاق آخر يتمثل في تأمين التمويل لها لسنة إضافية. وفي ردود الفعل اللبنانية تجاه ما كشفه الامين العام لحزب الله، قال نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني إن ما بعد المؤتمر الصحفي للسيد نصر الله هو غير ما قبله، ودعا السلطات اللبنانية الى ان تتخذ الخطوات المناسبة حيال ما كشفه نصر الله، من دون ان يحدد محتواها، معتبرا ان المعنيين هم أدرى بما يجب ان يفعلوه. كما رحبت كتلة المستقبل النيابية بعد اجتماعها الأسبوعي في قريطم برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة ب«كل جهد بالمطلق يسهم في تقديم أي معلومات أو معطيات أو قرائن أو دلائل تؤدي إلى كشف المجرمين». واعتبرت ان «المحكمة ذات الطابع الدولي الخاصة بلبنان هي الجهة الصالحة والمخولة التحقيق والملاحقة والبحث عن الأدلة». وقال رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط إنها تفتح بالحد الأدنى بابا واسعا لتحقيق جدي، مضيفا أنه "لا بد من وقفة أمام هذه المعطيات والقرائن". من جهته قال زعيم التيار الوطني الحر النائب ميشال عون المتحالف مع حزب الله إن ما قدمه نصر الله "يصلح لفتح تحقيق جديد". وكان الرئيس اللبناني الأسبق ورئيس حزب الكتائب أمين الجميل قد قلل أمس الأول من شأن ما أتى به نصر الله، وقال إن ما تحدث عنه "قرائن"، وهناك فرق بين القرائن والإثباتات. وأضاف أنه إن كانت لدى لجنة التحقيق قرائن فيتعين مقارنتها بقرائن حزب الله، أما إن كانت لديها إثباتات فيمكنها المضي في تقديم قرارها الظني، أما إن لم تكن لديها إثباتات فقرائن حسن نصر الله يجب على الجميع أن يتوقف عندها.