حذرت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز»الأمريكية من احتمال تعرض مصر لأزمة غذائية بعد قرار روسيا بحظر تصدير القمح، متوقعة أن يتسبب هذا القرار في تأجيج حالة من التوتر بين المصريين، مشيرة إلي أن أزمة القمح العالمية قد تؤدي إلي نقص هائل في المواد الغذائية في أكبر دول العالم العربي سكاناً. ولفتت الصحيفة الأمريكية في التقرير الذي نشرته علي موقعها الإلكتروني أمس إلي أن مصر تعتبر من أكبر مستوردي القمح في السوق العالمية، حيث تشتري سنوياً من 6 إلي 7 ملايين طن نصفها من روسيا، والقرار الروسي بمنع تصدير القمح إلي الخارج يعني أن مصر لن تستقبل 540 ألف طن من القمح التي كان من المقرر أن تحصل عليها قبل 10 سبتمبر. وأشارت الصحيفة إلي أن نعماني نعماني، رئيس الهيئة العامة للسلع التموينية، حاول التقليل من مخاوف نقص الغذاء المحتملة، مشيراً إلي أن مصر لديها مخزون لمدة أربعة أشهر من القمح في الأسواق المحلية، وأن الحكومة ستقوم بشراء 60 ألف طن إضافية شهرياً من بلدان أخري. ومع ذلك، قال علي شرف الدين، رئيس اتحاد الغرف التجارية المصرية لشعبة الحبوب، إن الحكومة مسئولة عن هذه الأزمة لأنها لا تنتج سوي 8 ملايين طن فقط من القمح المحلي سنوياً، وأضاف «أن خزانة الدولة لن يمكنها إنفاق مبلغ 5 مليارات جنيه إضافية لمواجهة الزيادة في أسعار القمح الدولية». وأضافت الصحيفة أن الخوف الأكبر الذي يسيطر علي المصريين الآن هو الزيادة المحتملة في أسعار منتجات القمح المدعوم مثل الخبز، الذي يعتمد عليه الملايين من المواطنين الفقراء اعتماداً كبيراً، فخمس سكان مصر البالغ عددهم 80 مليون نسمة يعيشون علي أقل من دولار في اليوم الواحد، وفقا لأرقام الأممالمتحدة. وأبرزت الصحيفة أن الأسواق الدولية شهدت بالفعل زيادة قدرها 40% في أسعار القمح، بينما حذرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) من «عواقب وخيمة علي إمدادات القمح في العام2010/2011 ومن استمرار الجفاف الروسي». وأشارت «لوس أنجلوس تايمز» إلي النقص في الخبز المدعوم الذي شهدته مصر علي نطاق واسع في عام 2007، والذي تسبب في وفاة وإصابة العديد من الأشخاص في الطوابير أمام المخابز، مما اضطر الرئيس المصري حسني مبارك لطلب تدخل الجيش لإنهاء الأزمة.