أجبر الدخان الكثيف الناجم عن حرائق الغابات العديد من سكان العاصمة الروسية موسكو علي المغادرة، وألغت السلطات العديد من الرحلات بسبب الحرائق التي تهدد قاعدة عسكرية، وقد قررت السلطات العمل علي مكافحتها علي مدار الساعة. قال المسئول الكبير في وزارة الحالات الطارئة فلاديمير ستيبانوف "للأسف إن عدد الحرائق تضاعف في منطقة موسكو، خلال الساعات ال24 الأخيرة، لأن أشخاصاً يحتفلون ويشعلون الألعاب النارية والمفرقعات قرب الغابات". ويحاول عدد كبير من سكان موسكو الهروب من العاصمة في رحلات خارج روسيا، للتخلص من ثاني أكسيد الكربون الذي ينتشر بنسب أكبر بست مرات من المعدل الطبيعي. كما قرر عدد من السفارات الأجنبية في موسكو، إجلاء موظفيها "غير الضروريين"، وأفراد أسر العاملين بها، بسبب مخاوف من أن تتسبب الحرائق التي تشهدها روسيا حالياً، في انبعاث مواد مشعة في الهواء، خاصة في منطقة "بريانسك"، التي شهدت كارثة انفجار مفاعل "تشير نوبيل" النووي، قبل 24 عاماً. ومازالت سحب الدخان تغطي موسكو وسط استمرار حرائق الغابات، وامتدادها من وسط روسيا إلي جنوبها، وحملت الرياح الساخنة دخان حرائق الغابات إلي كل أنحاء العاصمة، وحتي داخل مترو الأنفاق والمكاتب والمنازل مما اضطر الكثيرين إلي استخدام الأقنعة الواقية. وقامت السلطات بإرسال ألف رجل إطفاء إضافي إلي هذه المنطقة لإطفاء حرائق النباتات المتحجرة التي تبعد حوالي 100 كلم جنوب شرق العاصمة. ولجأ العديد ممن لم يتمكنوا من مغادرة موسكو إلي ارتداء كمامات واقية بسبب كثافة الدخان الذي غلف مبني الكرملين الشهير وحجبه عن الرؤية. وسارت السيارات في العاصمة ومصابيحها مضاءة بسبب تعذر الرؤية. وتجاوز تركيز أحادي أكسيد الكربون السام السبت 6،6 مرات الحد الأقصي المسموح به، كما أعلنت هيئة مراقبة جودة الهواء. وقد دفع ذلك أعداداً كبيرة من سكان موسكو إلي المطارات، ولا تتوقع هيئة الرصد الجوي انحسار الدخان الكثيف قبل الأربعاء المقبل. وقال مسئول في القوات الاستراتيجية لوكالة «إيتار تاس» للأنباء إن "الوضع لا يزال صعبا في منطقة كولوما بالقرب من موسكو، حيث يوجد مركز إنذار من هجمات الصواريخ". وأقرت السلطات هذا الأسبوع بأن النيران أحرقت قاعدتين عسكريتين في 29 يوليو بمنطقة موسكو، وأقال الرئيس ديميتري ميدفيديف عدة ضباط علي إثر ذلك. وكانت وزارة الحالات الطارئة أفادت بأن الحرائق تواصل انتشارها في غرب البلاد مع تسجيل 290 بؤرة جديدة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، حيث لا يتوقع خبراء الأرصاد أي تحسن قريباً في الوضع الذي تشهده روسيا منذ أكثر من شهر. وانتشرت الحرائق علي مساحة أكثر من 190 هكتاراً السبت الماضي ولم تبد أي مؤشر علي الانحسار، بعد أن أوقعت 52 قتيلاً وأتت علي قري بأكملها. وأعلن ميدفيديف تخصيص 350 ألف روبل (12 ألف دولار) من حسابه الخاص لمساعدة ضحايا الحرائق، كما قالت المتحدثة باسمه نتاليا تيماكوفا. وتواصل السلطات متابعة الوضع قرب مركز ساروف النووي في منطقة نيجني نوفغورود علي بعد 500 كلم شرق موسكو، حيث قطع الجنود الأشجار حول الموقع لتجنب أي خطر لانتشار النيران. وأعلنت السلطات إخلاء المركز من المواد المشعة.