اعتقلت السلطات اللبنانية أمس العميد فايز كرم، القيادي في التيار الوطني الحر بتهمة التخابر مع إسرائيل، وتنفذ السلطات اللبنانية منذ أبريل 2009 حملة واسعة ضد شبكات تجسس إسرائيلية أوقف خلالها أكثر من 100 شخص بينهم عناصر من الشرطة والجيش كانوا مزودين بأجهزة تكنولوجية متقدمة، وصدرت ثلاثة أحكام بالإعدام في حق ثلاثة من المتهمين. والعميد فايز كرم منسق التيار الوطني الحر في الشمال منذ أكثر من عام ونصف، ودخل المدرسة الحربية سنة 1969 وتخرج فيها برتبة ملازم سنة 1972. الكشف عن الجاسوس يؤكد محاولات إسرائيل اختراق التيار المتحالف مع حزب الله وزرع عملاء في أماكن قد يطلع أصحابها علي أسرار وتحركات سياسية وغير سياسية لحزب الله، مما يفسر وجود جاسوس لإسرائيل في منطقة حساسة سياسياً وقريبة من المقاومة، وهذه هي المرة الأولي التي يتم فيها كشف جاسوس في تيار متحالف مع حزب الله، حيث كان الجواسيس الذي يتم القبض عليهم ينتمون إلي التيار المسيحي المعارض لحزب الله حتي إن السيد حسن نصر الله ألمح ذات مرة للبيئة الحاضنة للجواسيس. جدير بالذكر أن التيار الوطني الحر الذي يرأسة العماد ميشال عون، المتحالف مع حزب الله، يعد أحد الداعمين الأ ساسيين للمقاومة ضد إسرائيل وجزءاً من قوي «14 آذار» إلا أنه انسحب منها فيما بعد عندما تحالف مع الحزب وحركة أمل وبعض دروز الجبل، وتتهمه قوي «14آذار» بأنه غيّر مبادئه وتوجهاته السياسية للوصول إلي كرسي الرئاسة وقصر بعبدا. وفي انتظار صدور بيان عن التيار أكد النائب عقاب صقر -الموجود في سردينيا برفقة رئيس الحكومة سعد الدين الحريري- أنه في صدد إصدار بيان يعبر عن وجهة نظر الحريري وتيار المستقبل يدعو فيه الجميع إلي توخي الحذر من أي كلام غير مسئول يصدر عن أي جهة معارضة للتيار الوطني الحر وأن فايز كرم ينتمي الي نفسه. وكانت سلطات الأمن اللبناني قد أعلنت في يوليو الماضي عن قيامها بتفكيك 22 شبكة متهمة بالتجسس لصالح إسرائيل، وذلك منذ بداية عام 2009، وأفاد بيان صادر عن قوي الأمن اللبنانية أنها تمكنت من توقيف 22 شبكة منذ بداية العام الماضي، منها عشر شبكات خلال العام الحالي، كان آخرها في 21 يونيو الماضي تمثلت باستدراج المدعو (أ.خ) من داخل أحد المخيمات الفلسطينية في الجنوب من خلال تنفيذ عملية نوعية وضبطت معه أجهزة اتصال وبرامج تشفير متطورة. وأضاف: إنه نتيجة للتحقيق تبين مع الموقوف المذكور إنه «كان يعمل لمصلحة استخبارات العدو الإسرائيلي منذ العام 2005 وزوده بمعلومات أمنية مهمة علي صعيد منطقة الجنوب اللبناني بواسطة جهاز الإرسال المضبوط وأحيل الموقوف المذكور علي السلطات القضائية المختصة»، وبدأت ملاحقة هذه الشبكات في أبريل 2009 باعتقال عميد سابق في مديرية الأمن العام، ووجهت الحملات ضربة كبيرة لشبكات التجسس الإسرائيلية في لبنان حسب مسئولين أمنيين في هذا البلد يقولون إن كثيرًا من المشتبه فيهم لعبوا دورًا في تحديد أهداف «حزب الله» في حرب 2006، ويشتبه في أن بعض الموقوفين كانوا يراقبون تحركات مسئولي «حزب الله»، وقيل إن واحدًا علي الأقل لعب دورًا في اغتيال قائد مجموعة من مجموعات «حزب الله» في 2004. وفي فبراير الماضي حكم حضوريًا بالإعدام علي رقيب لبناني سابق في قوي الأمن الداخلي، وسلط الحكم ذاته لكن غيابيًا علي فلسطيني، بعد أن أدين المتهمان بالتجسس ل «إسرائيل» والتورط في اغتيال ناشطين فلسطينيين في 2006. كما أوقفت الأجهزة الأمنية اللبنانية في يوليو الماضي شخصا ثالثا عمل في قطاع الاتصالات في إطار تحقيق حول شبكة تجسس لصالح إسرائيل، حسبما أفاد مصدر مطلع علي التحقيق لوكالة الأنباء الفرنسية، وأوضح المصدر رافضا الكشف عن هويته ، أنه تم توقيف موظف سابق في قطاع الاتصالات يشتبه بتعامله مع إسرائيل، ولم يؤكد المصدر أو ينف ما إذا كان الموقوف علي علاقة بالموظفين الاثنين في شركة (ألفا) للهاتف المحمول الموقوفين للاشتباه بتعاملهما مع إسرائيل، كما لم يعط أي معلومات عما إذا كان الموظف السابق عمل في الشركة نفسها.