وزير التعليم يستعرض جهود تنفيذ مبادرة التربية الإيجابية مع قيادات الوزارة    القمح الليلة ليلة عيده.. "تعزيز الأعمال الزراعية" يحتفي بنجاحه في أسيوط    المصرية للاتصالات تحقق أرباحًا ب 7,3 مليار جنيه في الربع الأول    خبراء: «الحزام والطريق» تدعم اقتصادنا باستثمارات ضخمة    أسعار تذاكر قطارات النوم.. في عيد الأضحى 2024    قبرص: شحنة مساعدات لا تزال عالقة قبالة غزة بسبب تضرر الرصيف العائم    الزمالك يحصل على توقيع 3 حراس مرمى تمهيداً لضم أحدهم نهاية الموسم    عملت نسخة من المفتاح.. قرار من النيابة للمتهمة بسرقة شقة الفنان تامر عبد المنعم    هارب من 7 قضايا قتل ومقاومة سلطات.. سقوط عنصر إجرامي شديد الخطورة بأطفيح    إصابة عامل بطلق ناري في مشاجرة مع مدرس لخلافات الجيرة ب سوهاج    توافد الفنانين على حفل زفاف ياسمين رئيس| صور    وزير خارجية بريطانيا: نحتاج إلى سلطة فلسطينية فعالة من أجل سلام دائم    مدير مشروع تطوير ميناء السخنة: استخدمنا ناتج الحفر في إنشاء جسور القطار السريع    من يشعل النار في أوروبا؟.. حرائق ضخمة وأعمال تخريب تجتاح القارة العجوز    رئيس هيئة الدواء: نساند «سلامة الغذاء» لتوفير منتجات صحية آمنة    رسميا.. تحديد موعد عيد الأضحى 2024 في مصر والسعودية في هذا التوقيت    «السكة الحديد» تقرر إيقاف تشغيل بعض قطارات الوجه القبلي مؤقتا    إنجازات برازيلية وقيادة مزدوجة لمنتخب المكسيك.. من هو كارلوس شوانكي مدرب طائرة الزمالك الجديد؟    رد فعل مفاجئ من زوجة رمضان صبحي بعد أزمته الأخيرة.. ماذا فعلت؟    «الحياة اليوم»: «القاهرة الإخبارية» أصبحت مصدرا للمعلومة أسرع من وكالات الأنباء    أول تعليق من وفاء الكيلاني حول أنباء انفصالها عن زوجها تيم حسن    احتفالًا باليوم العالمي.. نقيب التمريض تشارك فى مؤتمر علمي بجامعة بدر    بريطانيا: نشعر بقلق من مقترحات إسرائيل بفرض قيود على أموال الفلسطينيين    رفع 61 حالة إشغال بالسوق السياحي في أسوان (تفاصيل)    رئيس جامعة كفر الشيخ يترأس لجنة اختيار عميد «طب الفم والأسنان»    للعاملين بالخارج.. 5 مميزات لخدمة الحوالات الفورية من البنك الأهلي    رياض محرز يرد على استبعاده من قائمة الجزائر في تصفيات كأس العالم 2026    محلل سياسي: الصين تتفق مع مصر في ضرورة الضغط لإنهاء حرب غزة    الاتحاد الأوروبي يدعو إسرائيل لوقف حملتها على الأونروا وعدم تصنيفها «منظمة إرهابية»    «السياحة» توافق على مقترح إقامة قاعة جديدة للتحنيط في متحف الحضارة    لمواليد برج الثور.. توقعات شهر يونيو 2024 على كافة الأصعدة (التفاصيل)    هل يجوز الجمع بين العقيقة والأضحية؟.. الإفتاء تحسم الجدل    «بيت الزكاة والصدقات»: صرف 500 جنيه إضافية مع الإعانة الشهرية لمستحقي الدعم الشهري لشهر يونيو    «عيوب الأضحية».. الأزهر للفتوى يوضح علامات يجب خلو الأضاحي منها    الصحة: تقديم الخدمات العلاجية ل 145 ألف مواطن بالمجان من خلال القوافل الطبية خلال شهر    الصحة: تقدم 4 آلاف خدمة طبية مجانية في مجال طب نفس المسنين    مطروح: توقيع بروتوكول تعاون مع المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية    مصدر أوكراني يؤكد أن البرلمان وحده بات السلطة الشرعية في البلاد30.05.2024    مصدر مقرب من حسين الشحات يكشف ل في الجول خطوة اللاعب بعد حُكم الشيبي    فيلم بنقدر ظروفك يحقق أقل إيراد يومي.. هل خسر أحمد الفيشاوي جماهيره؟    وضع حجر أساس إنشاء مبنى جديد لهيئة قضايا الدولة ببنها    اهتمام متزايد بموعد إجازة عيد الأضحى 2024 على محرك جوجل    من حقك تعرف.. إهمالك لأولادك جريمة.. ما هى عقوبتها؟    منتخب كولومبيا يبدأ الاستعداد لكوبا أمريكا ب10 لاعبين    سول: كوريا الشمالية أطلقت نحو 10 صواريخ باليستية قصيرة المدى    «التضامن»: طفرة غير مسبوقة في دعم ورعاية ذوي الإعاقة نتيجة للإرادة السياسية الداعمة (تفاصيل)    ما حكم صيام العشر الأوائل من شهر ذى الحجة؟ دار الافتاء تجيب    فرق الدفاع المدنى الفلسطينى تكافح للسيطرة على حريق كبير فى البيرة بالضفة الغربية    الحبس عام لنجم مسلسل «حضرة المتهم أبيّ» بتهمة تعاطي المخدرات    الدفاع المدني بغزة: الاحتلال دمر مئات المنازل في مخيم جباليا شمال القطاع    التعليم العالي: مصر تشارك في الاجتماع الأول للمؤسسة الإفريقية للتعلم مدى الحياة بالمغرب    رئيس هيئة الرعاية الصحية يجري جولة تفقدية داخل مدينة الدواء.. صور    الصحة: القوافل الطبية قدمت خدماتها العلاجية ل 145 ألف مواطن بالمحافظات خلال شهر    نقابة الأطباء البيطريين: لا مساس بإعانات الأعضاء    هل يعود علي معلول قبل مباراة السوبر؟.. تطورات إصابته وتجديد عقده مع الأهلي    سيد معوض: لست مؤيدًا لفكرة عودة أشرف بن شرقي للدوري المصري    أسعار الدواء بعد رفع سعر رغيف الخبز المدعم.. 40% زيادة    الإفتاء توضح حكم التأخر في توزيع التركة بخلاف رغبة بعض الورثة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سكينة فؤاد تكتب: حملة طرق الأبواب وإعلان نهاية نظام!
نشر في الدستور الأصلي يوم 30 - 07 - 2010

أتحدث أولاً عن شباب مصري رائع تتجاوز أعدادهم 500 شاب وتزايد هذه الأعداد كل يوم، شباب من الجمعية الوطنية للتغيير ومعهم رموز مصرية من الجمعية ومن مختلف جماعات العمل الوطني ومن الأحزاب الجادة والمحترمة، وأعتز بأن يكون شخصي المتواضع نقطة وسطهم، الفكرة والتنفيذ والإبداع الوطني في مجمله إبداع للشباب الذي يمثل حراكه ومشاركاته أكبر علامات الصحة والعافية الذي مازال يفيض بهما قلب هذا الوطن، رغم ما تعرض له من بلاء وابتلاء، هذا الشباب اختار أن يصحح بوصلة وتوجهات بعثات طرق الأبواب الرسمية والشهيرة والفضيحة والتي تتوجه إلي البيت الأبيض لتستجدي الرضا والدعم والمعونات ومن أجل الحصول علي صكوك أبدية وتوريث السلطة، تحدياً وسخرية وموقفاً اختار الشباب اسم «حملة طرق الأبواب» ليعطي درساً أين يكون التوجه الصحيح والقبلة للتصحيح؟ إنها من المصريين.. وليس من أولياء الأمر الأمريكيين، يجوب الشباب محافظات مصر لتحويل دعوة ونداء التغيير إلي وعي مصري عام بإمكانات أن يحيوا أفضل وأكرم ويحصلوا علي حقوقهم الأصيلة في وطنهم وتحويل الغضب الذي يملأ صدور المصريين إلي غضب إيجابي يفرض إرادته في صناعة التغيير ويوقف الكارثة التي أصبحت من الملامح الأساسية لحياتنا الآن، والتي تتبدي في تحول مخزون الغضب والقهر وفقد الإحساس بالقيمة الذاتية وبقيمة الوجود وجدوي الحياة إلي قنابل يفجرها المصريون في أنفسهم وفيمن حولهم في صورة جرائم عنف بشعة تترجم الاحتجاج السلبي والعاجز علي الحياة!
حملة طرق الأبواب تقول تعالوا نحول الغضب إلي طاقة منظمة للعمل وفرض إرادة التغيير.. الشباب بالغ المحبة والدماثة والوطنية يطرقون مع أبواب البيوت أبواب العقول والقلوب.. يحاولون أن يسقطوا زنازين الخوف والسلبية وعدم الانتماء من خلال حوارات يديرونها مع المواطنين، ومن خلالها يتواصلون مع المكونات الأصيلة والدفينة والمغيبة في الشخصية المصرية وتاريخها وأدوارها ومشاركاتها الإيجابية في صناعته.. وإنهاء هذيان الصراخ والشكوي من استحالة الحياة الذي يمارسه المصريون ليلاً ونهاراً.. ويسعون إلي تحويل بخار الغضب والألم والاستذلال إلي فعل وعمل ومحرك إلي المستقبل الذي يتطلعون إليه.. يدعون إلي فض الصمت والاستسلام لقطاع الطرق وسكان مغارات علي بابا وإلي فسدة وملوثين يواصلون سرقة مصر بجرأة وفجور ويسقطون ويدمرون ما عاشت تحتمي وتستقوي به الشخصية المصرية من مقومات أصيلة للبناء والإبداع والحضارة.
حملة طرق الأبواب تعيد تذكيرك أن فوق هذه الأرض شعباً لا قطعان أغنام.. وأن هذا الشعب يستطيع بتوجيه صفوف وإرادة أبنائه أن يستعيد توازن القوي المفقود ويضع نهاية أن تكون كل القوة والسلطة والنفوذ في مؤسسة واحدة تنتهي إلي مؤسسة الفرد الواحد، وأن يمتلك الشعب قوة حركية قادرة في إطار دستوري وقانوني علي مواجهة توحش مملكة الفساد وتسرطن الثروة والسلطة بين أيدي الشباب بيان التغيير.. يستكملون بالتوقيع عليه الحوار مع كل بيت ومع كل عقل وضمير وطني يطرقون أبوابه ومع التوقيعات ويهدون أعلاماً رمزاً للانضمام إلي حركة وحالة التغيير في المحافظات التي تتزايد أعداد انضمامها للحملة مثل تزايد أعداد الشباب المتطوع للقيام بها، الأسرع تزايداً استجابات الجماهير التي تتجاوز 90%، الحوارات والاستجابات والتفاعل يؤكد أن حدوث التغيير أصبح مشروعاً قومياً لجموع المصريين المروعة بالفقر والمرض والبطالة وإرهاب الطوارئ وعصا الأمن وسقوط القانون والفروق الفلكية في الدخول ومستويات المعيشة وانهيار العدالة الاجتماعية وصعود وسيطرة الدولة البوليسية وسيادة الهيمنة الأمريكية والصهيونية.
من أطرف التعليقات المتهافتة للحزب الحاكم، أنهم أول من تكلموا عن التغيير، ولا نعرف هل كل الانهيارات التي تشهدها مصر الآن هي علامات ونتائج هذا التغيير؟! وإذا كانوا خلال ثلاثين عاماً لم يستطيعوا أن يفعلوه فهل يحتاجو إلي ثلاثين عاماً أخري حتي يقوموا بإنهاء محو وجود مصر تماماً من علي خرائط القوة والوجود والإرادة والسيادة الإقليمية والدولية وقبلهم قوة وسيادة البشر أهم عناصر القوة في أي نظام ديمقراطي حقيقي يستمد قوته من سيادة وكرامة وقوة شعبه.
من ناصر عبدالحميد منسق حملة طرق الأبواب حصلت علي موقع الحملة:
[email protected]
أنادي علي الصحة والعافية التي تجعلني قادرة علي طرق باب كل بيت مصري، فقد عشت وانتميت كابنة لهذه الأرض الطيبة وكاتبة من خلال تواصل لم ينقطع مع البشر الجميل الذي رغم ما أصابه من صنوف تغيرات بالغة الخطورة، أعرف أن في العمق تكمن كنوز وذهب هذه الشخصية والتي احترفت البناء والإبداع منذ فجر التاريخ وإلاما حدث هذا الصمود وامتلكت الاستمرار به في مواجهة ما مر بها من محن وكوارث وتحديات تعيش الآن واحدة من الأقسي والأسوأ في تاريخها، أنادي علي ما تبقي لدي من الصحة والعافية لأشارك الشباب الرائع جهادهم من أجل صناعة حالة التغيير واسترداد الوعي الجماهيري بالقدرة وبالقيمة وبالحقوق في أرضهم وثرواتهم ولأواصل عشق التواصل الدائم مع جموع المصريين وأشارك جموع الشباب في حمل رسالة حملةطرق الأبواب لكل مصري.
أنت لست وحدك.. وأنت صاحب حق في كل ما يبدد ويباع بجنيهات ليتحول إلي ذهب ومليارات في جيوب وبنوك ناهبي هذا الورطن ولو أدبرت واشتثمرت هذه الثروات بعدالة وحكمة ورشد وأمانة وبأرقامها الحقيقية لكان المصريون من أغني شعوب الأرض وتلقوا التعليم والعلاج والسكن والحاضر والمستقبل الذي يليق بهم، للأسف إننا نفرط في كشوف الحساب التي يجب أن تقدم بيننا وبين هذا النظام نفرط عندما لا نجعلها فيصلاً وفاصلاً لاختطاف وطن ينادي علي من ينقذه من أيدي مختطفيه، خاصة أنه باق من الزمن 128 يوماً علي وقوع عملية اختطاف جديدة خمس سنوات أخري لا تعني إلاممارسة السياسات نفسها التي فعلت بمصر كل هذا الهوان والتراجع والضعف، باقي 128 يوماً علي انتخابات مجلس الشعب وإعادة استنساخ نسخة جديدة من حلقات الديمقراطية المزيفة التي تزور فيها إرادة الشعب وتستغل بأحط أشكال الاستغلال لظروفه الصعبة ويشتري صوته ومشاركته بمنح وعطايا هزيلة مضحكة ومبكية، تعبر عن انحطاط إنساني وأخلاقي لجوهر العملية الانتخابية وعن شعبية مفقودة رغم كل هذه المنح وأشكال الترغيب والترهيب والتهديد لم يعد الوطن قادراً علي الحصول علي نصاب النجاح حتي في دوائر لا منافس له فيها، وأقرب مثال يحكونه عما حدث في الإسماعيلية منذ أيام بعد وفاة نائب الوطني محمود سليم ونزول مرشح آخر للوطني وبلا منافس أمامه ولم يحقق 3% مما اضطرهم لاستبعاده لعدم الشعبية، هذاحال حزب الأغلبية الذي يفشل ويرسب رغم عدم وجود منافسين ورغم توافر جميع أدوات التزوير بين يديه، الحالة التي حدثت أخيراً في محافظة الإسماعيلية ألا تعني تمرداً شعبياً علنياً وعاماً، بعض أمناء الحزب لا يخفون في لقاءات واجتماعات، وعلي مرأي ومسمع من مواطنين وقيادات؟ إنهم سيفوزون في انتخابات الشعب قبل أن تبدأ، وهم محقون، فالوسيلة الوحيدة التزوير أو عدم إجراء انتخابات أصلاً كما في نموذج التجديد النصفي في مجلس الشوري، استطلاعات الرأي التي لا يعلنونها تؤكد وتدق أجراس الخطر بخراب الأرض تحتهم وانهيار الشعبية وهروب الشارع منهم وعلي خلاف استطلاع الرأي الذي أشرت إليه في مقال الأسبوع الماضي عن المصريين المتفائلين والسعداء بمستويات المعيشة، وأشرت إليه باعتبار الوطني اكتشف مصريين من كوكب آخر، فالأبناء تتسرب عن حقيقة الاستطلاعات التي يجرونها استعداداً لانتخابات مجلس الشعب وتجمع علي غضب يحرق الشارع المصري بسبب نار الغلاء واستحالة مستويات المعيشة والأسعار والتزايد السريع لنسب الفقر وزيادة ارتفاع الفجوات الحياتية الإنسانية بين أهالي القصور والمنتجعات الفاخرة وأهالي العشوائيات، وانتشار الرشوة كوسيلة وحيدة لقضاء أي خدمة أو الحصول علي أبسط حق في مصر الآن، وتفاقم جرائم العنف وارتفاع أرقام المدمنين والعاطلين وفشل سياسات خصخصة الحرامية وغياب الشفافية والعدالة الاجتماعية وحكايات ألف ليلة وليلة الجديدة، من استيلاء كبار المسئولين علي المال العام وأراضي الدولة، وأن الآراء التي تلقتها أمانة التنظيم بالحزب الحاكم، وشارك فيها نواب وأمناء للحزب بالمحافظات والمراكز وبعض الشخصيات المنتخبة للحزب توقعت عدم قدرة الحزب علي الاحتفاظ بالأغلبية النيابية في حالة إجراء انتخابات نزيهة يحتكم فيها بحرية إلي اقتراع حر لا تتدخل النظام لتزوير إرادة الناخبين أو استخدام القوة معهم!!
خلاصة الخلاصة من أحوال المصريين ومن نتائج استفتاءات الحزب الحاكم التي لم ولن تعلن.. ومن حوارات حملة طرق الأبواب أن الأرض والمصريين شراقي وعطشي للتغيير.. شراقي وعطشي للأمل.. شراقي وعطشي للتحرر من الفساد والاستبداد والتخلف.. شراقي وعطشي للكرامة والعزة واستعادة وطنهم الذي كان.. وحالة التغيير التي تصنعها حملة طرق الأبواب، وملء بيان التغيير ينتظرون أن تدعمهم مواقف صلبة وموحدة لجميع القوي الوطنية والأحزاب المحترمة والجادة ضد الأمل والطموح والعطش المصري للتغيير ضد منح إكسير حياة جديد للتزوير ولإقامة ديمقراطية مزورة ومزيفة وضد السماح باختطاف جديد لإرادتهم ولإرادة الشارع المصري وضد إهداء قتلة ولصوص أراضي وأمان وكرامة وعزة المصريين واستقلالهم وسيادتهم الوطنية ضد إهدائهم خمس سنوات أخري يقضون فيها علي ما تبقي من مصر ويحققون ما يطمحون إليه من تمديد وتوريث بما ارتكبوه من خطايا دستورية.
حملة طرق أبواب المصريين تستعيد وعيهم بحقوقهم المضيعة وبقدراتهم الكامنة وبأدوارهم التي حركت وغيرت وجه تاريخهم وتصنع منهم القوة الأعظم القادرة علي مواجهة وتحدي كل طاغوت وسلطان وسلطة خاصة إذا كان ينخر عظامها الفساد والإفساد والنهب والتربح وتبديد وإهدار رأسمال وطني.
وائل الإبراشي.. وبطرس الثاني!!
سيذكر المؤرخون أن من أهم علامات نهاية النظام تلك المحاكمة التي تجري هذه الأيام للكاتب الكبير وائل الإبراشي والابنة العزيزة سمر الضوي، رغم الثقة الكاملة والاحترام الكامل لقضاء عادل يستعصي علي جميع أشكال الاختراق.. النظام الذي يدعي أنه لا قلم قصف في عهده الميمون يحاكم كاتباً مارس حقوقاً وواجباً دستورياً نصت عليه ست مواد ومن بينها المادة 207 التي تنص علي أنه يعمل الصحفيون بحرية تامة وباستقلال وأن لهم ممارسة عملهم في حرية تامة ويبدون آراءهم بكل وسائل التعبير عن الرأي ويعبرون عن رأي المجتمع، وإلي هذه الحقوق الدستورية أضاف الدستور واجباً مهنياً علي الصحفيين أن يساهموا في تكوين وتوجيه الرأي العام، وائل الإبراشي عبر عن رأي ملايين المصريين ومئات من الكتاب والمفكرين وأهل القانون في رفض وإدانة وعدم دستورية وانعدام العدالة في هذا القانون، مما يفرض أن ينضم للقضية جموع المصريين وأن تقوم كتيبة الدفاع القانونية بتوضيح أشكال الانضمام ليكون إسقاط قانون الضرائب العقارية الجائر والظالم نموذجاً متواضعاً لقدرة الشعب علي فرض إرادته وتحدي جبروت الظلم والاستبداد تترجمها قوانين تفتقد أبسط قواعد العدالة التي كان عليها أن تلجأ إلي الضرائب التصاعدية وغيرها من وسائل تحميل استنفاد وتبديد وسرقة ثروات مصر وأرصدتها وأموال بنوكها وموت التنمية والإنتاج والزراعة والصناعة إلي المتربحين مما استثمروا هذا الانهيار وكونوا ثرواتهم المحرمة.
إذا كان الشباب في حملتهم لطرق الأبواب يواصلون البحث عن منافذ الأمل والإنقاذ لبلدهم، فالنظام المنهار الذي تفككت مفاصله يواصل الاستقواء بالقوانين الجائرة، ولا نحتاج إلي التقارير الدولية وأحدثها ما نشرته مجلة «السياسة الخارجية» الأمريكية، أن مصر تعيش أوضاعاً مشابهة تماماً لما كان قبل ثورة 23 يوليو، انفجار الفقر والاستبداد والتسلط وتصاعد الغضب الشعبي ودعنا من الغلاف المرعب ل«الإيكونوميست»، فغرق النظام ورموزه في صحراء الهرم، شهادات الواقع أخطر عن النهاية التي باتت أقرب من كل التوقعات.. يبقي فقط علي المعارضة الجادة والأمينة وعلي جماعات العمل الوطني ألا تسمح لهذا الضعف والانهيار العام باختراق صفوفها، وباعتبار هذا الاختراق والتمزيق أحد أهم وسائل الاستقواء الباقية.
ملحوظة أخيرة.. قرأت في «صوت الأمة» أن المادة 177 من قانون العقوبات التي يحاكم بها وائل الإبراشي التي لا علاقة لها بقضايا النشر، وتنص علي أنه يعاقب بالحبس مدة أقصاها خمس سنوات كل من حرض المواطنين، علي عدم الانقياد للقوانين وأن الحبس وجوبي في هذه المادة التي طبقت مرة واحدة من قبل بسبب بطرس غالي الجد.. أحد قضاة محكمة دنشواي!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.