رصد تقرير لمعهد بروكنجز الأمريكي للدراسات السياسية الخلافات بين الأحزاب المصرية حول مقاطعة الانتخابات البرلمانية المقبلة المقررة في نوفمبر. مؤكدا أن المعارضة تنوي خوض الانتخابات المقبلة مدفوعة بثقتها المتزايدة، مشيرا إلي تدهور صحة الرئيس حسني مبارك وإمكانية حدوث صراعات داخل الحزب الحاكم. وقال المعهد في تقرير أعده الخبير في شئون الأحزاب السياسية والإصلاح الديمقراطي ونائب مدير مركز "بروكنجز الدوحة" شادي حميد: إن البرادعي تمكن- رغم بعض خطواته المتعثرة- للمرة الأولي من إقناع المصريين بوجود بديل حقيقي لخلافة جمال مبارك لأبيه. وعليه فإنه من غير المفاجئ أن تستعد المعارضة لفترة انتقالية مقبلة. مشيرا إلي أن المعارضة لا تريد التخلف عن الركب عندما تتمكن مصر من هز عرش السلطوية. وأشار المعهد إلي أن الدعوات إلي مقاطعة الانتخابات تبدو الآن أقل جذبا عما كانت عليه في الماضي، فالمعارضة مصابة ببلاء الشقاقات الداخلية، علي الرغم من ثقتها المتزايدة. ولفت التقرير إلي أن الدعوات للمقاطعة أثارت العديد من الأسئلة الصعبة حول جدواها، وكيفية تنظيمها. وقال التقرير إن جماعة الإخوان المسلمين رحبت بفكرة مقاطعة الانتخابات وإنها ستحشد الدعم لها إذا جري إجماع عليها، لكن حشد هذا الإجماع صعب. ولفت التقرير إلي أن حزب الوفد يجادل بأن المقاطعة لا تحقق الكثير لعدم وجود إجماع كاف عليها. كما أن جماعة الإخوان المسلمين تراجعت عن دعمها للمقاطعة وتجنبت إعطاء إجابة قاطعة. ونقل التقرير عن سعد الحسيني- عضو مكتب إرشاد الجماعة- القول: «لن نتخلي عن المشاركة في الانتخابات إلا في حالة وجود مقاطعة جماعية، بضمانات أن الأحزاب الأخري لن تتراجع عن المقاطعة.. الإخوان يفضلون خوض الانتخابات وعدم مغادرة الساحة السياسية لينفرد بها الحزب الحاكم». ولفت التقرير إلي أن هناك اختلافاً بين التهديد بالمقاطعة والمقاطعة الفعلية. فالتهديد يهدف إلي الضغط علي الأنظمة الحاكمة لوضع شروط عادلة للمشاركة. لكن الحكومة المصرية، التي درجت علي زرع الشقاقات، واعية تماماً أن هناك أشياء غير واردة مثل إجماع المعارضة علي المقاطعة الآن. وعليه فهي لم تقدم أي تنازلات فيما تراجعت المعارضة.