يشكل حارس مرمي أي فريق العمود الفقري واللبنة الأولي لأي منتخب في العالم، وتجتمع أهم مميزات حراس المرمي في حارس أوروجواي الشاب فرناندو موسليرا، حيث تألق في نهائيات كأس العالم وعمره لا يتجاوز 24 سنة، ونجح في قيادة كتيبة السيليستي إلي المربع الذهبي بعد غياب طويل، كما سيكون واحداً من العناصر التي تنتظر منها جماهير فريقه التألق أمام الهولنديين الليلة في مباراة الفريقين في نصف النهائي. وما زالت ذكريات موقعة غانا حية في ذهن حارس تشارواس المولود في مدينة مونتيفيديو يوم 16 يونيو 1986، حيث ما زال يستحضر صور مسلسل الركلات الترجيحية المثير وكيف نجح في صد تسديدتي جون منساه ودومينيك أدياه، حيث قال موسليرا: «عندما بدأت الركلات الترجيحية، حاولت الحفاظ علي هدوئي، كما حالفني الحظ بعض الشيء بطبيعة الحال، لأن مهمة الحارس صعبة في الركلات الترجيحية». وتغلبت أوروجواي علي غانا في دور ال8 بعد أن تعادل المنتخبان في الوقتين الأصلي والإضافي قبل أن يلجأ لركلات الترجيح التي أهلت الأوروجوانيين. وجرب أوسكار تاباريز المدير الفني لأوروجواي ثلاثة حراس قبل موسليرا لكنه لم يقتنع بأداء أي واحد منهم، وقد أثبتت مجريات المونديال الحالي صحة اختيارات المدرب، إذ يعتبر حارس فريق لاتسيو الإيطالي ثاني أفضل حارس في المربع الذهبي من حيث التدخلات الحاسمة، بعدما تصدي ل15 محاولة. ولم يتفوق عليه سوي الحارس الألماني مانويل نيوير الذي تصدي ل18 تصويبة، بينما يحتل الهولندي مارتن ستيكيلنبورج المركز الثالث برصيد 13 تصدياً، ويوجد الإسباني إيكر كاسياس في المركز الرابع برصيد 10 تصديات. ولم تستقبل شباك حارس لاتسيو سوي 0.4 هدفاً في كل مباراة، وهو معدل أفضل بكثير مما حققه إنريكي باييستيرو، بطل العالم سنة 1930 وصاحب معدل 0.75، وجاستون ماسبولي، بطل العالم بطولة 1950 ووصيف بطولة 1954 (1.30 هدفاً)، ولاديسلاو مازوكييويش (1.23 هدفاً) الذي بلغ ربع نهائي بطولة 1966 ونصف نهائي بطولة 1970 وشارك أساسياً في بطولة 1974 أيضاً. كما لم يخض أي من هؤلاء الحراس الكبار تجربة المونديال في سن أصغر من موسليرا باستثناء مازوكييويش، الذي شارك في نهائيات إنجلترا 1966 وعمره لا يتجاوز 21 سنة. حيث شارك باييستيرو في المونديال وهو في الخامسة والعشرين من عمره، بينما لم يذق ماسبولي طعم هذه التجربة إلا عندما بلغ 33 سنة.