في فيلم «الديلر» حدثت مقارنة ولا شك بين أداء بطلي الفيلم «أحمد السقا» و «خالد النبوي».. كانت أغلب إن لم تكن كل الآراء النقدية لصالح «النبوي».. السيناريو انحاز إلي دور «السقا» ضارباً كل قواعد المنطق الدرامي الذي كان يقتضي قدراً من التوازن إلا أن علي الشاشة كانت مساحة «السقا» أكبر مع اختفاء شبه كامل في النصف الثاني من الفيلم للشخصية التي يؤديها «النبوي».. فرض البطل سيطرته علي كل مفردات الفيلم وهكذا أصبح «النبوي» هو نمرة «2» في المساحة الدرامية وعلي الأفيش والتترات.. ولم تكن هذه هي المرة الأولي، فقد سبق في فيلم «مافيا» الذي لعب بطولته «أحمد السقا» أن تكرر الأمر مع «مصطفي شعبان» كان أيضاً أغلب ما تناوله النقاد يشير إلي تفوق واضح لشعبان الذي انطلق بعدها للبطولة.. كثيراً ما يؤدي البطل الثاني دوراً لافتاً وقد تكتب له النجومية من خلال هذا الدور.. في فيلم «حب في الزنزانة» لعب «يحيي الفخراني» الدور الثاني أمام «عادل إمام» فكان مؤثراً ومن بعدها صار بطلاً لعدد من الأفلام التي دخلت تاريخ السينما المصرية.. في فيلم «إسماعيلية رايح جاي» الذي غير ملامح السينما المصرية قبل 13 عاماً انطلق «محمد هنيدي» من هذا الفيلم.. البطل هو «محمد فؤاد» وهو أيضاً كاتب القصة السينمائية، إلا أن الجماهير توحدت مع «هنيدي» والتقطت شركات الإنتاج في مصر هذا التوجه وهكذا انطلق البطل الثاني ليجلس علي عرش إيرادات السينما عدة سنوات.. فعلها مرة ثانية «محمد فؤاد» مع «أحمد حلمي» في فيلم «رحلة حب» وبعد هذا الدور عرف مباشرة «حلمي» البطولة ليعتلي في فترة لاحقة وحتي الآن عرش الإيرادات.. الممثل الثاني في الفيلم السينمائي يبدو لي وكأنه في حالة شحن لكل قواه التعبيرية الكامنة كأنه في مباريات كرة قدم محسومة نتيجتها مسبقاً لصالح الفريق الأقوي ولكن روح المقاومة والنضال تنتصر مثلما فعل فريق دولة أفريقية فقيرة وهي غانا وانتصر علي فريق الولاياتالمتحدةالأمريكية.. قوة داخلية كامنة يفجرها التحدي، بينما البطل أحياناً يرتكن إلي جماهيريته وقوته المفروغ منها والمعترف مسبقاً!! النجم ينتظر أرباح رصيد الأعمال السابقة لنشفع له في فيلمه الجديد.. بينما البطل الثاني يرنو إلي تكوين رصيد ولهذا يدرس الشخصية الدرامية ويضيف إليها تفاصيل ولكن في كل الأحوال لا نستطيع أن نغفل قدرة النجوم علي السيطرة أثناء كتابة السيناريو ثم في الأستوديو وبعد ذلك يمتد تأثيرهم إلي غرفة المونتاج.. كثير من النجوم يعتبرون أنهم أصحاب المشروع ويتدخلون في كل التفاصيل إلا أنهم يفاجأون بأن الجمهور له رأي آخر وهو لا شعورياً يعقد هذه المقارنة وهكذا قد يكسب نمرة «2» رغم أنف نمرة «1»!!