الفوبيا هي الخوف المرضي من شيء ما. الخوف اللاإرادي المسيطر الذي يصل في بعض الحالات إلي ما يشبه الهيستيريا، كالكلاستروفوبيا - علي سبيل المثال لا الحصر - أو الخوف المرضي من الأماكن المغلقة، أو كالإثيوفوبيا أو الخوف الهيستيري من ركوب الطائرات، أو كالماروفوبيا أو الخوف المرضي من البحر. وقد تتجاوز الفوبيا الفرد أحيانًا لتتخذ شكل الوباء الذي يضرب المجتمع بكامله، كما يحدث في مصر أو المنطقة عمومًا - علي الأقل فيما أعتقد أنا شخصيًا - مع الكينوفوبيا أو الخوف الهيستيري من التجديد، أو مع الفيردادوفوبيا أو الخوف المرضي المزمن من مواجهة الحقائق، أو مع اليوثيروفوبيا أو الخوف الهيستيري المتأصل من الحرية أو المصائب التي سوف تجلبها. إلا أن المعضلة الأكبر في مصر أو المنطقة عمومًا تظل هي الجينوفوبيا أو الهلع الهيستيري تجاه المرأة، أو الإيروتوفوبيا أو حالة الذعر التاريخي من الجنس التي تدهورت كثيرًا - بالمناسبة - خلال الفترة الأخيرة. عمري ما سمعت أن أحدًا من الدعاة الجدد أو القدامي راح يدعو إلي مقاومة الطغيان أو الفساد أو يدافع عن حرية الإبداع أو البحث العلمي. عمري ما سمعت أن أحدًا من الدعاة الجدد أو القدامي راح يأمر بالنهي عن تزوير الانتخابات أو استيراد المبيدات المسرطنة أو تعذيب الناس حتي الموت في سلخانات لاظوغلي أو كف الأذي عن الذين يفكرون بطريقة مختلفة أو حتي ينتقد السحابة السوداء. المرأة - بالنسبة لمن يعانون الجينوفوبيا أو الإيروتوفوبيا هي دائمًا أصل البلاء. طبق الفاكهة المحرمة علي موائد الرجال السذج الذين يدرأون الفتنة بالتحرش. المرأة التي يطلقون عليها في هذه البلاد أوصافًا يتعلق معظمها بالأكل، كتشبيه الجنس اللطيف بالمهلبية أو العسل أو البالوظة أو السكر المعقود أو صفايح الزبدة السايحة أو براميل القشطة النايحة. الوصف التفصيلي لمواطن الجمال عند المرأة لا يختلف كثيرًا في الواقع، فالخدود كالتفاح الأمريكاني بالذات. الأنف كالنبقة. الصدر كالرمان. الشفاه كحبات الكريز، ولا أرغب في التعرض لبقية الوليمة من باب التظاهر بالكسوف. لا يحتاج الإنسان إلا إلي إلقاء نظرة خاطفة علي الدعاة الجدد أو القدامي في الفضائيات، ليدرك أن الجميع في هذه البلاد أصبحوا يتحدثون ليل نهار عن الفضيلة. إلي درجة أن أحدًا لا يجد من الوقت ما يكفي ليمارسها.