- زملاء الأستاذة الجامعية المتوفاة: «أماني» لم يفحصها أي طبيب فور دخولها المستشفى - عميد «طب طنطا»: حالة المريضة كانت متأخرة للغاية «وأسرتها تعرف ذلك» حالة من الغضب اجتاحت أساتذة جامعة طنطا، وخاصة بكلية التربية، بسبب ما وصفوه بالإهمال داخل قسم الأورام بمستشفى الأساتذة التابع للجامعة، والذي انتهى بوفاة زميلتهم الدكتورة "أماني البساط"، الأستاذ المساعد بالكلية.
عدد من أعضاء هيئة التدريس رووا القصة الأليمة التي تعرضت لها "البساط" داخل المستشفى، والتي تمثلت في دخولها مستشفى طنطا يوم السبت الماضي 30 أغسطس، بسبب شعورها ببعض التعب جراء عملية توسيع القناة المرارية، وما يصاحبها من فقدان للشهية، وعقب دخولها المستشفى اطمأن زملاؤها على حالتها، وأكدوا أن أحد الأخصائيين من الأطباء سوف يأتي لفحصها، وبحث حالتها، إلا أنه حتى صباح الأحد 31 أغسطس اتصلوا بزوجها للاطمئنان عليها، فأكد لهم أنه لم يأت أحد لرؤيتها أو حتى لفحصها، وأنه منذ دخولها ليس هناك سوى المحاليل، وأنه هو الذي أخذ الأشعة والتحاليل لرئيس قسم الأورام الدكتور أشرف بركات، وطلب منه أن يأتي ليفحصها، وأنه ما زال في انتظاره.
زملاء أماني أكدوا في روايتهم أن رئيس القسم بالفعل حضر مع طبيبة أخرى، وطمأن أهل المريضة، وقال لهم إنه سيحدد مسارا لعلاجها بعد أن تسترد عافيتها، مؤكدين أنه ترك الأمر في أيدى الممرضات، مشيرين إلى أنه بعد ساعات قليلة تلقى الزملاء اتصالا من زوج الدكتورة أماني، مبلغا إياهم أن أماني دخلت في غيبوبة، وهو ما دفع الممرضات للاتصال بالمسئول الذي لم يذكر الأساتذة اسمه، وقال للممرضات إنه يجب على أهلها نقلها لقسم العناية المركزة في إحدى المستشفيات الخاصة.
وتابع الأساتذة في روايتهم أنه تم بالفعل نقل المريضة إلى مستشفى الشروق، بسيارة إسعاف على نفقتهم بعد أن رفضت المستشفى نقلها بسيارة الإسعاف التابعة لها، بحجة أنها منقولة لمستشفى خاص، ومن ثم نجحوا في حجز سرير لها في قسم العناية، وبعد ساعات أكد الطبيب مدير العناية بمستشفى الشروق أن الحالة سيئة للغاية، وأن الضغط منهار منذ فترة دون التعامل معها، بالإضافة إلى أن الكلى متوقفة تماما، وأن نسبة الصفراء مرتفعة، ولم تمض بضع ساعات وتوفيت المريضة، الأمر الذي دفع الأساتذة بالدعوى للاتصال بالخط الساخن لمجلس الوزراء للإبلاغ عن الواقعة.
ومن جانبه أكد الدكتور ايمن السعيد، عميد كلية طب جامعة طنطا، أن لا يجب الأخذ بالروايات "عشوائيا"، ففي مثل تلك الحالة الأحاديث يجب أن تكون بشكل علمي، مؤكدا أن المستشفى لم يقصر في حق المريضة، خاصة أنها أستاذة بالجامعة، مضيفا "الدكتورة أماني البساط كانت تعاني من "سرطان في البنكرياس" ما أدى لسد القناة المرارية، والذي نتج عنه ارتفاع في الصفراء، مشيرا إلى أنه في بداية الأمر تم تركيب الدعامة في إحدى المستشفيات في القاهرة، مؤكدا أن المريضة حضرت إلى مستشفى الجامعة لقسم الأورام وهي في حالة صحية متأخرة تماما، وتم الكشف عليها على الفور من قبل المدرس المساعد في بداية الأمر، ثم تم عرضها على قسم الأمراض الباطنة.
السعيد أكد ل"الدستور الأصلي" أن المريضة كانت لا تستطيع أخذ الكيماوي في تلك الحالة المتدهورة، فتم وضع المحاليل لها، مشيرا إلى أنه تمت مطالبة أسرة المريضة بإجراء التحاليل اللازمة، والتي على أساسها سيتم تحديد ما إذا كانت تستطيع تلقي العلاج الكيماوي أم لا، ولكن بعد أن تستقر الحالة، لافتا إلى أن أخذ الكيماوي ليس بالأمر البسيط، وله بعض الخطوات التي يجب توافرها.
وتابع أنه تم عرضها على الدكتور أشرف بركات، رئيس قسم الأورام بجامعة طنطا، الذي قيم حجم العلاج الدوائي لها، كما طلب دخولها على الفور لرعاية العناية المركزة، لافتا إلى أنه نظرا لعدم وجود سرير خال في قسم العناية بمستشفى طنطا، تم نقل المريضة لإحدى المستشفيات التي تتعاقد معها مستشفى طنطا، مؤكدا أنه تم نقل المريضة لمستشفى "الشروق الخاص" بالتنسيق مع مستشفى طنطا، وأنه قبل نقلها لمستشفى الشروق، شرح الدكتور بركات حالة المريضة لذويها، وأطلعهم على نتائج التحاليل داخل مكتبه الخاص بالمستشفى.