قال الدكتور محمد البرادعي المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية إنه لا يستطيع تغيير مصر بمفرده، معلقاً علي تحوله من صدارة عناوين الأخبار كمفتش نووي إلي أحد رموز المعارضة في دولة بوليسية: «لم أكن أعرف ماذا ينتظرني، فأنا لست سياسياً محترفاً، وقد كتب البعض أنني سياسي مهجن مثل الرئيس الأمريكي باراك أوباما، لكنني في كل مكان أذهب إليه أري تأييدا هائلا». وتابع البرادعي في حوار مع صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية: «أنا مستمر في إبلاغ المصريين أنه لا شيء سيتغير في بلد تعداده 80 مليون نسمة عبر شخص واحد، فهذه أسطورة، والتحدي هو بطل هذه الأسطورة وهم بحاجة إلي الفهم والنضج». وقالت الصحيفة الأمريكية إن شهرة البرادعي منحت الجمعية الوطنية للتغيير المصداقية، لكن المظلة الرئيسية للمعارضة غير موجودة، فالبرادعي بحسب ناقديه بعيد ومحبط كما أنه ينزع إلي السفر للخارج بسبب التزاماته الدولية. وقالت الصحيفة إن المنشقين السياسيين في مصر غالبا ما ينتهون إلي السجن في ظل حكم الطوارئ، مشيرة إلي أن البرادعي لن يحظي باعتراف الحكومة ما لم يسر بمظاهرات تستمر لأسابيع في الشوارع، وهو ما قد يخلق مواجهات دامية مع الشرطة. وأشار جيفري فليشمان الذي أجري الحوار إلي أن البرادعي تنتابه إيماءات وحركات غاضبة عندما يتحدث عن الفساد في مصر والحياة في ظل حكم الرئيس مبارك. وتساءل البرادعي: «لماذا لا نواكب بقية العالم؟ فنحن نحتاج إلي ديمقراطية حقيقية كقاعدة للعدالة الاجتماعية، وأقول دائماً إن الفقر أكثر الأسلحة فتكاً حتي إنه أخطر من أسلحة الدمار الشامل». وأشارت الصحيفة إلي أن جمعية البرادعي جمعت نحو 100 ألف توقيع لتعديل الدستور منذ فبراير الماضي، وهو رقم غير كاف لإلزام الحكومة بتعديل الدستور، لكن البرادعي قال إن هذه الأرقام لا تعبر عن العدد الحقيقي للجمهور المؤيد لتعديل الدستور. مضيفا أن المصريين يعيشون ثقافة الخوف، ورغم أن الخوف تراجع قليلا، فليس لديهم الثقة بالنفس للتغيير وأؤكد لهم أنه لا شيء سيتغير ما لم يدعموني». وردا علي سؤال حول ما إذا كان البرادعي سيخرج إلي الشارع إذا فشلت الالتماسات لتعديل الدستور في إلزام الحكومة، قال البرادعي «استراتيجية الشارع تحتاج إلي إعداد، فلا يمكنك أن تحتج ب50 أو 100 شخص، لكن الوضع سيختلف إذا خرج 100 ألف شخص»، وتابع البرادعي:«إذا جمعنا مليوني توقيع فلن يتمكن النظام من الرفض. أنا الآن أقوم بدور عميل التغيير، وإذا أردت أن تكون قائدا للتغير فأنت بحاجة إلي أعداد».