لم أر المشكلة الكبرى فى ما قاله فريد الديب وحبيب العادلى ومساعدوه ومبارك -كبيرهم الذى علمهم السحر- فدفاعهم عن أنفسهم ضد الثورة التى وضعتهم فى السجن طبيعى ومنطقى، وتعجبت من تعجب البعض لوصف المذكورين سالفا إياها ب«المؤامرة»، وإنما فى المسرح المنصوب فى فضائيات رجال أعمال مبارك، والذين تنتهك على شاشاتهم الثورة 24 ساعة فى اليوم و30 يوما فى الشهر، وإن كان هناك شىء يستدعى الغضب فليكن ذلك بما تحمله وراءها من تفاصيل يكتب ويقال فيها الكثير، ولم أكن أنتوى التعليق على كلام الطغمة سابقة الحكم المعزولة بأمر الشعب وبما صنعت أيديهم، وإنما شاهدت بالمصادفة مقطعين مصورين لحلقتين إحداهما مع عمرو أديب ومصطفى شردى، وكان الضيف الدكتور مصطفى الفقى –القريب من نظام مبارك كما يعلم الجميع– والثانية لمداخلة لمقدم شرطة مع حافظ الميرازى فى حلقة كان كل ضيوفها من الضباط تقريبا، وقررت أن أكتب نص كلامهما دون تعليق أو تحليل. بداية فالحلقة كانت قبل محاكمة مبارك وأبنائه على ما اتضح من سياقها: سأله عمرو أديب فى جزء من الحوار «هو جمال كان ممكن يبقى رئيس؟»، فقال مصطفى الفقى «كان هيبقى رئيس ولكن لن يستمر»، فقال أديب «كان يقال دوما يجيبوا جمال مبارك فهل لو مشيت الأمور كويس وماحصلتش ثورة 25 يناير كان جمال مبارك هيبقى رئيس مصر؟»، فقال الفقى «آه كان سيأتى فى ظروف الفوضى، ظروف صعبة كأنه المنقذ، وكان هيقولك الفوضى والدنيا اتفتحت، والسجون و و و و، المنقذ جمال مبارك وكان السيناريو كده، ولكن جرى تطبيقه فى لحظة غلط»، فقال له مصطفى شردى «يعنى قصدك إن الفوضى التى حدثت فى أثناء الثورة كان مرتبا لها؟»، فقال له الفقى «لا، مش المرة دى، لكن كانت شبيهة بنظام معد فى حالة الفوضى فى حالة الوفاة المفاجئة للرئيس»، فقال شردى «كانوا هيعملوا إيه بقى؟»، فرد الفقى «كنت هتبص تلاقى البلد ولعت والحقوا الإخوان والحقوا كذا، فالناس تقلك هاتولنا الشاب»، فقال شردى «يعنى الفوضى كان معدا لها خطة عشان تتعمل فى مصر؟» فقال الفقى «سمعنا هذا أن الفوضى دى لم تكن وليدة لحظة وإنما كانت مرتبة لظروف أخرى، وإنما جاءت الأمور على هذا النحو، فأخدوا السيناريو وطبقوه بسرعة»، وأضاف الفقى «المشكلة كانت أنه لن يجد قوى تدعمه، فمبارك كان مدعوما من الجيش، لأنه من القوات المسلحة، ولذلك القوات المسلحة تقبل محاكمته واتهامه بالفساد ولكن لا تقبل التجريح فى شخصه». فى حلقة حافظ الميرازى جاءت مداخلة الضابط كالتالى: عرف الرجل نفسه أنه مفتش مباحث سجن أسيوط، وأنه كان رئيس مباحث سجن المنيا فى أثناء الثورة، وقال «أحداث سجن المنيا بدأت يوم 14 فبراير فى أحداث الهروب التى بدأت يوم 29 يناير حتى وصل عددها إلى 12 سجنا، وأن سجون مثل المرج هربت مرتين، ومن ضمن السجون ما تم اقتحامه من الخارج مثل المرج وأبو زعبل وهذا مافيهوش كلام، أما باقى السجون هربت إزاى، فده يسأل فيه قيادات مصلحة السجون التى كانت موجودة فى هذا التوقيت، وتستشفوا من سؤالى ما حدث معنا فى سجن المنيا يوم 14 فبراير وكان وقتها اللواء محسن مراد مدير أمن القاهرة حاليا كان مدير أمن المنيا، ونحن بعد قطع الاتصالات مع قيادتنا قمنا بواجبنا واتخذنا إجراءاتنا وأقمنا فى مكاتبنا 38 يوما بالكامل، ويوم 14 فبراير فى أثناء محاولة الهرب، وصل محسن مراد بعد عشر دقائق من إخطار الهروب، وطلبت منه فرد أمن مركزى بغاز لأسيطر على الموقف، لكنه رفض وصمم على الرفض حتى فتحت 113 غرفة من أصل 186 غرفة بمن فيها نزلاء الإعدام وشديدو الخطورة، فتبادر إلى ذهنى ما كنا نسمعه من يوم 28 يناير عن إهمال الضباط، ولم أكن أتخيل يعنى إيه ضابط يفتح سجن، وشهادتى لله أن فى هذه اللحظة فى أثناء الموقف المتخاذل للواء محسن مراد الذى لا يتناسب مع خطورة الموقف فذهبت وقلت له ماذا أتى بك إلى هنا، أنت لا تتصرف، فقال لى اجلس على مكتبك، فقلت له إيه اللى فى دماغ سعادتك مش هيتم عندى، فقال له يعنى إيه، فقال يعنى مافيش مسجون هيهرب من سجن المنيا إلا على جثتى، فأعطانى ظهره واتصل بالموبايل وأعطانى التليفون، وقال لى كلم عدلى بيه فايد، فقال لى أنا أخوك الكبير وخايف عليك أطلع بره وسيب محسن بيه وهو هيتصرف، فقلت له أنا مش هسيب مكانى، ومافيش مسجون هيهرب وكان معايا ضباط جيش وشرطة تشرف، فاقتحمنا العنبر وحررنا أفراد الشرطة المختطفين لدى المساجين، بعد ذلك بشهر انتدبت لإدارة البحث الجنائى فى القاهرة وبعدها إيقاف عن العمل بتاريخ 21 مايو، وقال سئلت فى التفتيش بالمستندات 6 مرات واحنا ليس لدينا تفتيش، احنا عندنا جهاز بيدار بقيادات من الوزارة ما زالت بتعمل لصالح حبيب بيه العادلى».