مشروع تنمية قناة السويس ليس "اخوانياً" كما ادعى البعض ، لكنه ولد فى عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وطرح للتنفيذ فى عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك ، وحاول الإخوان فى عهد الرئيس الأسبق محمد مرسي تنفيذه إلا أنهم فشلوا فى ذلك ، بسبب إحتكارهم للمشروع وعدم طرحه فى حوار مجتمعى لعرض رؤية الجميع .
وقد تم طرح المشروع فى أوائل تسعينيات القرن الماضى على حكومة الجنزورى اثناء حكم مبارك وبدأ المشروع بشرق التفريعة لزيادة تدفق السفن التى كانت تسير فى قافلة الشمال والأخرى التى كانت تسير فى قافلة الجنوب، وكانت فترات الانتظار للسفن طويلة جداً وكان الهدف من هذا المشروع هو خلق أول منطقة لوجيستية فى الشرق الأوسط ، ولعل فكرة عمل منطقة لوجيستية فى قناة السويس بدأت أيام جمال عبدالناصر لكنه رفض فى ذلك الوقت وأ نشىء ميناء هونج كونج كأول منطقة لوجيستية وأدى ذلك الى انتعاش اقتصاد هونج كونج
وكان الهدف من مشروع تنمية قناة السويس أيام الإخوان ان يكون مشروعاً دوليا وليس محلى وكان من الأفضل ان يكون محلياً ثم بعد ذلك يتم تحويله الى دولى وسبق الإخوان إفشال المشروع فى التسعينيات وتعطيله فى مصر ، وشهد مشروع قانون تنمية اقليم قناة السويس فى عهد الاخوان العديد من الانتقادات من خبراء الاقتصاد ، ومن ابرزهم الدكتور عصام شرف الذى كان يرأس فريق استشارى لمشروع تنمية اقليم القناة، حيث تقدم هو واعضاء الفريق الاستشارى لمشروع تنمية اقليم قناة السويس، باعتذار عن عدم استكمال العمل مع الحكومة فى المشروع
وقال الفريق الاستشارى فى نص استقالته، أنهم قاموا بالاعتذار عن العمل مع الحكومة اعتراضاً على أخذ المشروع فى منحى غير المقرر له، وان الاعتراض الاساسى كان على نص القانون الذى تم تقديمه من وزارة الاسكان لمجلس الوزراء الشهر الماضى، لأنه نص لا يحقق الهدف من المشروع و يضع تصوراً لادارته باعتباره يوجد مناخاً للمنافسة بين مستثمرين محليين، وليس للمنافسة العالمية، مع كيانات ضخمة ، وأن المشروع الذى تم تقديمه من وزارة الاسكان لا يصلح لإدارة منطقة حرة تقدر على المنافسة العالمية، وهو أمر يفشل المشروع ويفوت على مصر فرصة ان تكون من رواد العالم.