أول يوم عمل ل«عسكرى الدرك» فى العاصمة بعد غياب 60 عامًا مدير قوات أمن القاهرة تفقَّد انتشار القوات بالزمالك وقصر النيل.. و3 دوريات فى اليوم عناصر «عساكر الدرك» بعد غياب دام نحو 60 عامًا وبالتحديد بعد ثورة 23 يوليو، عادت أمس «الأحد» للانتشار فى شوارع أحياء الزمالك وقصر النيل، وذلك بعد أيام من زيارة وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، لمعسكر التدريب بالجبل الأحمر، وقيامه بحضور عرض تدريبى للقوات قبل نزولها إلى الشوارع، حيث تقوم ثلاث دوريات بالتناوب على مدار اليوم، بواقع 8 ساعات لكل منها، لحفظ الأمن فى الشوارع. وجاء نزول عناصر الدرك إلى الشوارع بعد تأكيدات اللواء علِى الدمرداش مساعد وزير الداخلية لأمن القاهرة، أول من أمس، بأنه سوف يتم نشر القوات بدءًا من صباح أمس «الأحد»، وأن الهدف من تعميمها هو المساعدة على استتباب الأمن بشوارع العاصمة، مشيرًا إلى أفراد قوات الدرك تم تدريبها للتعامل بشكل فورى مع جميع أشكال الجريمة وصور الخروج عن القانون لحماية المواطنين، وأنه سيتم نشر عسكرى الدرك بصورة كاملة فى منطقتى «الزمالك وقصر النيل» وسيشرف عليهم بصورة مباشرة بالتعاون مع مأمورى الأقسام. من جانبه، قام اللواء خالد متولى مدير الإدارة العامة لقوات أمن القاهرة، بالمرور على إدارة تأمين الزمالك، لتفقّد الأوضاع ومتابعة عملية انتشار القوات، مؤكدًا أن الهدف من عسكرى الدرك هو إشعار الموطن بالأمن، إضافة إلى سرعة انتقال القوات إلى أماكن البلاغات، وللحفاظ على الأمن العام.. مشيرًا إلى أن القوات ستقوم أيضًا بتأمين الأماكن المهمة والحيوية فى القاهرة، مثل محيط السفارات والوزارات والهيئات والمتحف المصرى ومبنى ماسبيرو والشوارع التى توجد بها البنوك والأندية، وأن البداية ستكون فى منطقتى الزمالك وقصر النيل، لما تحويه هذه المناطق من منشآت وأماكن حيوية، على أن يتم تفعيل النظام فى جميع محافظات وميادين مصر بشكل تدريجى فى المرحلة المقبلة. كان اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية، أكد خلال زيارته معسكر قوات أمن القاهرة بالجبل الأحمر، مساء «الثلاثاء» الماضى، أن التطوير المستمر فى منظومة العمل الأمنى أصبح ضرورة تفرضها تحديات المرحلة. وتفقد اللواء إبراهيم عملية تجهيز وتدريب قوات الانتشار السريع، التى تم إعدادها وتسليحها وانتقاء عناصرها وتدريبهم وفق برامج متطورة لرفع اللياقة البدنية والرماية القتالية الثابتة والمتحرّكة، ووجَّه بنشر قوات التدخُّل السريع بمختلف المحاور بنطاق محافظة القاهرة، لتحقيق الردع والتصدِّى الفورى لأى اعتداء على المواطنين أو المنشآت العامة والخاصة. وشاهد الوزير بيانًا عمليًّا لفصيلة من قوات «الدرك» المترجّلة، والتى تم استحداثها لتحقق الوجود الأمنى اللصيق فى شوارع القاهرة، واطلع على معايير اختيار تلك القوات من المجندين المؤهلين وطرق تدريبهم. وشدَّد وزير الداخلية على أنه سيقوم بمتابعة تلك التجربة المستحدثة وتقييم أدائها ومدى ملاءمتها للاحتياجات الأمنية، ووجه ببدء العمل المرحلى لتلك القوات فى بعض المناطق بعدد من المحافظات على أن يتم تعميمها عقب تقييم مدى نجاحها فى الواقع العملى. جدير بالذكر، أن «الدرك» هى هيئة شرطية مكلَّفة بواجبات ومهام خاصة لحماية السكان من المدنيين، ويطلق على أعضاء هذه الهيئة اسم «رجال الدرك» أو «رجال الجندرمة» أو «البيشمركة».. وفى النصف الثانى من القرن التاسع عشر، ارتبطت كلمة «درك» بالعثمانيين بعدما أدخلوا قوات الدرك لحفظ الأمن، ومنذ ذلك الحين واسم رجل الدرك مرتبط بتعريف قوات الشرطة فى كثير من البلدان العربية حتى وبعد انتهاء الخلافة العثمانية واستقلال الدول العربية عن الاستعمار الأجنبى، مثل تونس والمغرب والجزائر.