انتقد بشدة عدد من المنظمات الحقوقية ومنظمة «هيومان رايتس ووتش» التعامل الأمني الوحشي لقوات الأمن مع المتظاهرين الذين شاركوا في مسيرة أمس الأول للتضامن مع الشهيد السكندري خالد سعيد، وطالبت بمحاسبة المسئولين عن جريمة قتله من الضباط وإقالة وزير الداخلية، والإفراج عن كل معتقلي الطوارئ، مؤكدة - المنظمات - رفضها الشديد لقمع أجهزة الأمن حق التجمع السلمي وقيامه بضرب المتظاهرين والتحرش بالناشطات وخطف واعتقال عدد كبير من النشطاء وصل لخمسين ناشطاً من وسط القاهرة تم الإفراج عنهم في التاسعة من مساء أمس الأول. ودخل مساء أمس الأول العشرات من نشطاء القوي السياسية وعدد من الصحفيين في اعتصام مفتوح علي سلم نقابة الصحفيين للإفراج عن المعتقلين منذ بدء القبض علي المعتقلين في حوالي الخامسة والنصف ولم يتحرك المعتصمون من أمام نقابة الصحفيين إلا في حوالي العاشرة مساء حيث تم الإفراج عن كل المعتقلين. وردد المعتصمون الذين كان يرتدي بعضهم «تي شيرت» الشهيد خالد سعيد ويرفع البعض الآخر صوره، هتافات ساخنة ضد نظام مبارك وحبيب العادلي وزير الداخلية، وتصدرها الهتاف اللافت «خالد سعيد يا ولد.. دمك بيحرر بلد»، وهتافات أخري مثل «قاتل خالد يا خسيس، دم خالد مش رخيص»، «مصر دي مش عزبة»، «لو كان خالد ابن وزير.. كانت رقبة العادلي تطير»، و«إحنا شعبين.. شوف الأول فين والتاني فين» . اتفقت القوي السياسية في عدد من البيانات علي ضرورة إقالة حبيب العادلي وزير الداخلية فوراً، ومحاكمة مجرمي وزارة الداخلية الذين تسببوا في قتل الشاب خالد سعيد وعبد السميع صابر الإفراج عن جميع المعتقلين في ظل قانون الطوارئ. وحصلت «الدستور» علي شهادات عدد من المعتقلين في مسيرة أمس الأول التي تم القبض فيها علي ما يزيد علي خمسين ناشطاً سياسياً، حيث أكد بعضهم أنه تعرض للإغماء بسبب حرارة الجو العالية وعدم وجود منافذ للهواء بعربات الترحيلات بينما كشفت شهادات البعض تعرض بعض المعتقلين للضرب المبرح وإصابة بعضهم بجروح في الرأس فيما استولي بعض رجال الأمن علي نقود أحد المعتقلين!. وقال عبد الحليم حنيش، ناشط، إنه تم القبض عليه وخمسة نشطاء آخرين قبل دخولهم المسيرة وأنه جري خطفهم من جانب فرق الكاراتيه التي رمتهم في عربة الترحيلات غير أنه وزملاءه ظلوا يهتفون بسقوط مبارك ووزارة التعذيب وقتلة خالد سعيد داخل عربة الترحيلات حيث أسمعوا صوتهم للمارة في الشوارع الذين ما إن تجمعوا حولهم حتي تحركت عربة الترحيلات من خارج وسط القاهرة «وبدأوا يدوخونا لأكثر من أربع ساعات، من طريق مصر إسكندرية الصحراوي لطريق مصر الإسماعيلية وصولا لطريق الأوتوستراد - حلوان حيث تم رمينا هناك جنب الصحراء»!. واستولي رجال الشرطة علي نقود وكاميرا ومتعلقات شخصية من الناشط هاني خيري الذي تعرض لضرب مبرح بالعصا الكهربائية من جانب ضباط الشرطة في المسيرة في مناطق متفرقة من جسده خاصة منطقة الظهر الذي أصيب بكدمات شديدة، علي أن الناشط قال في شهادته إنه يعاني أيضاً مرض السكر وقد أصيب فعلا بنوبة إغماء سكر داخل عربة الترحيلات التي ضمت 29 ناشطاً آخرين مما دفع رفاقه المعتقلين إلي الخبط علي العربة لإنقاذه فتوقفت وتمت إفاقته بالماء البارد ونقل إلي مستشفي قليوب فلم يتم إسعافه، وأبلغه رجال الشرطة ساخرين أنه إذا أراد أن يذهب لمستشفي آخر فعليه أن يدفع جنيهين عن كل كيلو تسير إليه عربة الترحيلات «إلا أن ربنا ستر ورمونا علي طريق مصر الإسكندرية الصحراوي حوالي الساعة الثامنة مساء»!. وقال الناشط هيثم عبد العزيز: إن رجال الأمن استولوا علي ذاكرة هاتفه المحمول ومسحوا من جهاز المحمول كل الرسائل والصور الشخصية بعد القبض عليه من مسيرة التضامن مع خالد سعيد بشارع شريف، موضحاً أن عدداً من أفراد الأمن المدنيين قاموا بخطفه من قلب المسيرة ومجموعة أخري من الناشطين بطريقة مهينة، وأشار الطالب مصطفي فؤادإلي إنه شارك في المسيرة من نقطة انطلاقها من ميدان باب اللوق مروراً بشارع شريف بجوار البنك المركزي إلي أن قام أفراد من فرق الكاراتيه برفعه من ملابسه في الهواء ورموه في عربة الترحيلات لمدة ثلاث ساعات إلي أن تم الإفراج عنه وآخرين بجوار منطقة ترب الوزير بالقرب من منطقة القطامية وهو الكلام الذي أكده عدد من المعتقلين. وكشف الناشط محمد المصري الذي تعرض للضرب المبرح علي رأسه حتي نزف دماً علي ملابسه أنه تعرض لنوبة إغماء بسبب إصابته بمرض السكر بسبب الحرارة الشديدة لجسم عربات الترحيلات وعدم وجود منافذ هواء بالعربة إلا أن زملاءه أسعفوه وقاموا بإفاقته ببعض التمارين، فيما أوضح سيد تركي، الباحث في «هيومان رايتس ووتش» أنه تحرك لإنقاذ عدد من الناشطات والفتيات اللاتي كن يتعرضن للضرب من جانب العساكر ورجال الشرطة المدنيين فتم القبض عليه، لافتاً إلي أن الأمن أصر علي وضع الكلابشات الحديدية لبعض المعتقلين حتي داخل عربة الترحيلات ومنهم الناشط «خالد السيد»، مؤكدا أن الأمن لم يسمح لأحد بشرب المياه إلا بعد القبض عليهم بساعتين!.