منذ عشر سنوات أو يزيد قليلاً استغرب الناس من إقامة مبني غريب في وسط القاهرة.. هو برج «إيفر جرين». وتساءل الناس وقتها: لماذا هذا البرج المبني بالطراز الحديث وسط مباني وسط البلد الخديوية التي تضارع مباني في عواصم أوروبية وتتسم بالجمال والذوق ومراعاة الأصول المعمارية المتميزة في تشييدها؟! لكن فجأة ظهر هذا البرج «الشاذ» الحديث وسط المباني والعمارات العتيقة، التي تحتاج فقط إلي شيء من المتابعة والنظافة التي لم تعد موجودة لدي المسئولين عندنا لإعادة الرونق إلي وسط القاهرة التي هجرها الكثيرون إلي مناطق أخري، نظراً لإهمالها الشديد.. وقد ترك المسئولون شركات غريبة وصفها البعض بالمشبوهة لتحاول الاستيلاء علي تلك المباني والعقارات لإعادة تجميلها وبيعها من جديد. وتساءل الناس: من سمح بإقامة هذا البرج «الشاذ» وسط تلك المباني وبهذا الشكل المعماري الغريب عن مباني وسط القاهرة، ليشير إلي الفوضي في وسط القاهرة؟! ولم يجب أحد عن سؤال الناس.. ليفاجأ الجميع خلال هذا الأسبوع بتصدع ذلك المبني الحديث.. وبدا خطراً علي الجميع. .. ولعل هذا المبني «الشاذ» يعبر بشكل واضح عن ثقافة النظام وحكومته في اعتمادهم علي القبح في كل شيء.. ليس علي المباني والعقارات فقط وإنما في جميع المجالات. فالحمد لله لدينا حكومة لا تستطيع التخلص من القمامة ومنظر القبح في الشوارع. .. ولدينا نظام وحكومته اعتمد الفوضي في سياساته وكل همه إذلال المواطنين وانتهاك حقوقهم.. وفرض مزيد من الضرائب حتي علي من يشغل مسكنه الخاص. نظام يجعل من قبح تزوير الانتخابات.. نزاهة وشفافية ولعل انتخابات مجلس التزوير «الشوري سابقاً» دليل علي ذلك فقد كان هناك قبح في التزوير وفجاجة حتي إن بعض المرشحين الذين يريد النظام منحهم العضوية والحصانة حصلوا علي مئات الآلاف من الأصوات. .. وعندما اختاروا امرأة لتمثلهم ويتباهون بها أمام الأمم بأنهم يمكنون المرأة لم يجدوا إلا سيدة صدر ضدها العديد من الأحكام القضائية.. وصدر حكم قضائي من المحكمة الإدارية بإبعادها عن الانتخابات إلا أنهم أصروا علي وجودها ومنحوها 207 آلاف صوت. أليس ذلك هو القبح؟! إنهم يعشقون القبح. ويشغلون الناس بالفوضي.. من أجل أن يحافظوا علي وضعهم وكراسي حكمهم.