وزير التعليم : الدولة تعتزم استحداث وزارة جديدة للتعليم الفنى ..ونائب الوزير: نعد دراسة متكاملة لتشريع قانونى جديد لإنشاء الوزارة تربويون : نحتاج لوزير للتعليم الفنى لتطويره بعد إهماله لعشرات السنين فكرة إنشاء وزارة للتعليم الفني بدأت قديمًا وبالتحديد عام 2008 فى مؤتمر تطوير التعليم والذي عقد برئاسة الرئيس «المخلوع »محمد حسني مبارك، ولكن المقترح لم يلق قبولاً في ذلك التوقيت، وتجدد طرح الفكرة من قبل نشطاء المعلمين.
كانت البداية عام 2011 عقب ثورة المعلمين الأولى التي أطاحت بوزير التربية والتعليم، الأسبق أحمد جمال الدين موسى، وذلك بسبب تدهور مستوى التعليم الفني وتراجعه عن الدور المنوط به.
وفى هذا العام كانت هيئة ضمان جودة التعليم برئاسة الدكتور مجدي قاسم فى هذا التوقيت أعدت إطارًا قوميًا للمؤهلات بالنسبة لطلاب الدبلومات الفنية، وصدر الإصدار الأول من المشروع عام 2009، وكان ذلك بهدف توصيف طلاب التعليم الفني بعد تخرجهم وفقًا لما درسوه، وكان ذلك استجابة لمؤتمر تطوير التعليم المشار إليه في عهد مبارك، كخطوة نحو تطوير التعليم الفني بعد أن تراجعت الحكومة في هذا التوقيت عنن فكرة استحداث وزارة لهم.
وعقب ثورة 25 يناير ومجيء جماعة الإخوان «الإرهابية » لسدة الحكم، بدأت تتردد مجددًا فكرة إنشاء الوزارة ، وقت أن كان الإخوان يسيطرون على مجلس الشعب في وقت كان فيه جمال العربي وزيرًا للتربية والتعليم وهو المشروع الذي رفضته الجماعة، واستعاضت عنه فيما بعد بفكر إنشاء هيئة مستقلة للتعليم الفني تكون مهمتها التنسيق بين الوزارات المعنية لتطوير وربط مراكز التدريب . محمود أبو النصر كان له دور فى هيئة التعليم الفني فترة تولية الإشراف على وضع خطة لها، وقت أن كان رئيسًا لقطاع التعليم الفني، في عهد حكومة الدكتور هشام قنديل، ولكن مات المشروع قبل أن يولد بسبب سقوط الجماعة الإرهابية، لتعود فكرة إنشاء وزارة للتعليم الفني مجددًا مع حكومة المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء الحالي، والذي كان يميل إلى استحداث وزارة خاصة بالتعليم الفني للارتقاء به ، وهو المشروع الذي لم يكتمل بسبب وجود عدد من العوائق . عوائق إنشاء الوزارة رصدها «محلب » فى التشريعات المستقلة للتعليم الفني لأنه لا توجد تشريعات مستقلة للتعليم الفني، كما أنه لا يمكن وضع ميزانية مستقلة للوزارة بحجم التعليم الفني، إضافة إلى أن الاختصاصات المتشابكة بين التربية والتعليم والتعليم الفني كانت أحد العوائق، فاستعاض رئيس الحكومة عن الفكرة بتعيين نائب لوزير التربية والتعليم لشئون التعليم الفني، ووقع الاختيار على الدكتور محمد يوسف رئيس مركز التدريب السابق بشركة المقاولون العرب. ورصد «الدستور الأصلي » رأي الخبراء فى استحداث وزارة منفصلة للتعليم الفني وقالت مصادر مسئوالة داخل وزارة التربية والتعليم ل «الدستور الأصلي» ، إن الحكومة تعتزم استحداث وزارة للتعليم الفنى ضمن الحكومة التى ستشكل ما بعد إجراء الانتخابات البرلمانية . وأكد الدكتور محمود أبو النصر ، وزير التربية والتعليم ، عزم الدولة على استحداث الوزارة للتعليم الفني لأنه قاطرة التنمية ، موضحًا أن تراجع المهندس إبراهيم محلب،عن استحداث وزارة جديدة للتعليم الفني فى الحكومة الجديدة الحالية لعدم وجود تشريعات مستقلة للتعليم الفني. وأضاف أبو النصر فى تصريحه ل «الدستور الأصلي» أن محلب أكد أنه لا يمكن وضع ميزانية مستقلة لوزارة بحجم التعليم الفني، إضافة إلى أن الاختصاصات المتشابكة بين التربية والتعليم الفني كانت أحد العوائق، فاستعاض رئيس الحكومة عن الفكرة بتعيين نائب لوزير التربية والتعليم لشئون التعليم الفني، ووقع الاختيار على الدكتور محمد يوسف رئيس مركز التدريب السابق بشركة المقاولون العرب. ولفت أبو النصر إلى أن منصب نائب الوزير لشئون التعليم الفني، لا يعطي صاحبه صلاحيات الوزير فيما يتعلق بالتعليم الفني، وإنما يعطي صلاحيات أعلى من صلاحيات رئيس قطاع التعليم الفني فيرأس نائب الوزير رئيس القطاع، مشيرًا إلى أن الدكتور محمد يوسف الذي تم تعيينه نائبًا للوزير للتعليم الفني سيكون مقر تواجده بقطاع التعليم الفني بشارع فيصل، ومهمته الأساسية التنسيق بين الوزارات المعنية ومراكز التدريب لدعم وتطوير المدارس الفنية.
وأشار إلى أن الوزارة تعمل على إعداد هيكل هذه الوزارة استعدادًا لقدوم مجلس الشعب الجديد، مضيفًا أن التعليم الفني من أولويات الدولة المصرية وأنه سوف يتم ربط المناهج بالمهارات المطلوبة في سوق العمل ، معتبرًا أن التعليم الفني ثروة قومية ولو تم الاستفادة منها سيصبح قاطرة التنمية لمصر.
وأوضح أن أهم التحديات التي تواجه التعليم الفني تغيير نظرة المجتمع المصري لخريجي التعليم الفني، الذي ينظر إليه على أنه درجة تانية، موضحًا ضرروة تغيير نظرة المجتمع السيئة للتعليم الفني وإدخال تقنيات حديثة وربط المناهج بسوق العمل، لتحقيق جذب المواطنين إلى المدارس الفنية.
وقال الدكتور محمد يوسف، نائب وزير التعليم لشئون التعليم الفنى والحاصل على دكتوراه فى الكبارى، إنه يعكف حاليًا على إعداد دراسة حول إنشاء وزارة التعليم الفنى والتدريب المهنى الجديدة وهيكلها والميزانية المطلوبة لها أسوة بباقى الوزارات ، تمهيدًا لتشكيل البرلمان الجديد لوضع تشريع جديد لها يمنح صلاحية إنشاء الوزارة .
وأشار يوسف إلى أنه بعد الانتهاء من الهيكل الكامل للوزارة سوف يتم عرضه على «محلب» فى أقرب وقت ممكن لإحداث مراجعة وإبداء ملاحظاته على الدراسة ، مشيرًا إلى أنه يتم حاليًا أيضًا دراسة إمكانية اعتماد تشريع حكومى لإنشاء تلك الوزارة وصلاحية اعتماد التشريع من رئيس الجمهورية ذاته أو انتظار البرلمان لتشريعها، وندرس إمكانية وضعه أما فى تعديل قانون التعليم أو وضع تشريع خاص بالتعليم الفنى ".
ورأى الدكتور كمال مغيث " الخبير التربوى " أننا بحاجة ملحة الى وزارة جديدة للتعليم الفنى مستقلة عن التعليم العام ، لافتًا إلى أن المسألة ليست فى إنشاء الوزارة من عدمه وإنما القصة هو أن يكون لدى الدولة رؤية وإرادة سياسية لإنشاء تلك الوزارة ، موضحًا أن وزير التعليم يقود 20 مليون تلميذ ومليونًا و500 الف معلم و48 ألف مدرسة، وبالتالى أصبح الموضوع أكبر من طاقته ، وبالتالى التعليم الفنى مهمل تمامًا يحتاج الى تطوير بعيدًا عن التعليم العام من حيث المناهج والمدارس والورش الفنية، قائلا " التعليم الفنى أهمل عشرات السنين "، لذا يفضل أن يكون للتعليم الفنى وزير خاص به ليعمل على مد جسور بين التعليم الفنى والصناعة والتجارة وتغيير نظرة المجتمع له .