أنا مش عايز حاجة من حد ولا أسعي للحصول علي موقع داخل الجماعة وأطالب بتصحيح الأخطاء وإصلاح الأوضاع لم يتم استئذاني قبل نشر مقالي في "إخوان أون لاين" محمد حبيب للمرة الأولي منذ تفجر الخلافات داخل جماعة الإخوان علي خلفية انتخابات مكتب الإرشاد التي تم إجراؤها منذ أكثر من 6 أشهر، فاجأ الموقع الرسمي للجماعة « إخوان أون لاين» الجميع بمن فيهم الدكتور محمد حبيب- النائب الأول للمرشد سابقًا -بإعادة نشر المقال الذي ينشره في إحدي الصحف اليومية، وهو الأمر الذي اعتبره الكثيرون مبادرة من الجماعة لاحتواء الدكتور حبيب ومحاولة إسترضائه، وقد أكد الدكتور محمد سعد الكتاتني عضو مكتب الإرشاد والمتحدث الرسمي باسم الجماعة- عدم علمه بقرار نشر مقال الدكتور حبيب، وقال: إن الدكتور حبيب له التقدير والاحترام بين الجميع، وأشاد الكتاتني بنشر المقال علي الموقع الرسمي للإخوان، أما عبد الجليل الشرنوبي- رئيس تحرير «إخوان أون لاين»- فقد أكد أنه قام بإعادة نشر مقال الدكتور حبيب بناء علي تعليمات المرشد الدكتور محمد بديع، رغم أن سياسة الموقع الثابتة هي عدم نقل مقالات للإخوان من الصحف ... وقد أجرينا حوارًا مع الدكتور محمد حبيب هو الأول من نوعه منذ استقالته من جميع مناصبه داخل الجماعة وسفره إلي مقر إقامته في أسيوط، وتحدث حبيب بعد أن هدأت العاصفة عن علاقته الحالية بقيادات الجماعة والوساطات التي تتم حاليًا لإعادة المياه إلي مجاريها، كما تطرق إلي مذكراته التي يعكف علي كتابتها ويتناول فيها الأحداث التي شهدتها الساحة الإخوانية في الفترة الأخيرة .. كل ذلك وغيره في الحوار التالي: هل تم اسئذانك قبل نشر مقالك في إخوان أون لاين؟ - لا .. لم يستأذني أحد. يتردد أن نشر المقال جاء كمبادرة لترضيتك؟ - مسألة الترضية لها قنواتها ووسائلها، وترضيتي لن تكون بنشر مقال، لأن هذا تسطيح للمسائل ونشر المقال لن يغير من حقيقة الموقف شيئًا، وأنا ما زلت علي موقفي ومتمسك بتحفظاتي التي سبق أن أعلنتها، خاصة أنه كانت هناك مخالفات في الانتخابات الأخيرة التي شهدتها الجماعة، ويجب تصحيح الأخطاء التي حدثت. ولكن أصبح هناك واقع جديد في الجماعة وتخطت التطورات والأحداث قضية الانتخابات ؟ - أحب أن أؤكد للجميع أنني لا أريد شيئًا وليست لي مطامح أو مطالب معينة ولا أسعي للحصول علي موقع داخل الجماعة، ولكن يهمني أن يكون هناك التزام بالعمل المؤسسي وأن يتم تفعيل دور مجلس الشوري العام حتي يؤدي المهام التي يفترض أن يقوم بها بما يؤدي إلي إحداث نقلة نوعية في عمل مؤسسات الإخوان لتحقيق الآمال المعقودة علي الجماعة من الشعب المصري ، بالإضافة إلي تعديل اللوائح الخاصة بالجماعة وإزالة التناقضات بين عدد من موادها واستحداث مواد جديدة تتواكب مع العصر ومتطلبات المرحلة، وأحب أن أكرر مرة أخري أنني أطالب بإصلاح الأوضاع وإزالة الأخطاء التي وقعت لتصحيح المسار داخل الجماعة، وأنا ليس لي أي مطالب شخصية، فأنا لا أريد شيئًا ومش عايز حاجة من حد. أنت كنت في موقع القيادة داخل الجماعة طوال السنوات الماضية، لماذا لم تقم بتعديل اللوائح وتصحيح الأخطاء التي تتحدث عنها الآن؟ - لقد سبق أن تقدمت بمشروع للإصلاح أثناء وجودي في قيادة الجماعة ولا أدري أين وقف هذا المشروع! أما الملاحظات والاستفسارات التي طرحتها بخصوص ما أري أنها أخطاء فأنا أتساءل عن سبب عدم تشكيل لجنة من أهل العلم والاختصاص والذين لا يشغلون أي مواقع في مكتب الإرشاد أو مجلس الشوري العام ليقوموا بالتحقيق في أقوالي ويسمعوا وجهة نظري وتساؤلاتي وتحفظاتي، ثم يسمعوا وجهة نظر الأطراف الأخري، لكن ما حدث أنه تمت التغطية علي كل ما حدث وهو ما يُعتبر خطأً كبيرًا ويتنافي مع العمل المؤسسي، لأنه من الممكن أن تعلن هذه اللجنة العلمية المحايدة أنني كنت علي خطأ، أما إذا كانت ملاحظاتي صحيحة فلماذا لا يتم الاستفادة بها لتصحيح المسار داخل مؤسسات الجماعة؟! وأنا أخشي أن يأتي من يقوم بتزوير التاريخ ويتحدث عن الوقائع والأحداث علي غير الحقيقة ويخدع الأمة والأجيال القادمة، وأحب أن أؤكد هنا أنني لا أسعي من وراء توثيق وتحقيق الوقائع التي أتحدث عنها إلي إدانة أحد أو بهدف أن أنكأ الجراح، ولكنني أهدف إلي أن نأخذ العظة والعبرة من الدروس والمواقف لأننا بشر ولسنا ملائكة أو أنبياء، ويجري علينا في الجماعة ما يجري علي البشر حيث نصيب ونخطئ، وللمصيب أجران وللمخطئ أجر. هل تمت أي محاولات للتوسط بينك وبين المرشد وقيادة الجماعة؟ - نعم هناك محاولات لإيجاد نوع من التواصل من قادة الجماعة عن طريق وساطات نثق فيها، وهؤلاء الوسطاء من الإخوان ومن خارج الجماعة يقوم بها بعض القيادات السياسية والوطنية، ولكن لم يتم التوصل لتوافق حتي الآن. يتردد أنك علي وشك الانتهاء من كتابة مذكراتك وإصدارها في كتاب يكشف خبايا وتفاصيل الأزمة التي شهدتها الجماعة أثناء الانتخابات الأخيرة ؟ أنا شغال حاليًا في هذه المذكرات وكان من المفروض أن أنتهي من كتابتها في شهر يوليو القادم، وسأتناول فيها العديد من المواقف والأشخاص، ولكنني سأتعرض لهؤلاء الأشخاص ومواقفهم بالأدب والأخلاق التي تربينا عليها وتعلمناها من ديننا الحنيف، وأؤكد أنني لن أنكأ الجراح لأنني حريص علي الجماعة ووحدتها وتماسكها، وأنا أسعي فقط إلي محاولة تصحيح وتصويب مسيرة الجماعة لأنها صاحبة مشروع حضاري وركيزة أخلاقية يحتاجها المجتمع المصري لتقوية أمنه واستقراره ومناعته، خاصة أن نهضة مصر وتقدمها يرتبط بنهضة الجماعة. يتردد أنك تلقيت عرضًا بتولي رئاسة مجلس الشوري العام في الجماعة في إطار المحاولات الرامية لترضيتك؟ - أنا أرفض رئاسة مجلس الشوري لأنه ليس من اختصاص أحد من قادة الجماعة أن يعرض هذا الأمر علي شخصي سوي أعضاء مجلس الشوري العام أنفسهم، أما مسألة قبولي من عدمه رئاسة مجلس الشوري فهذا يرتبط بتعديل اللوائح الخاصة بالجماعة، كما أنه لم يتم تقديم عرض رئاسة مجلس الشوري لي بصورة رسمية ولكن الأمر مازال يخضع للنقاش . هل حدثت أي إتصالات بينك وبين المرشد الدكتور محمد بديع أو مع المرشد السابق مهدي عاكف أو الدكتور محمود عزت ؟ - لم تحدث أي اتصالات بيني وبينهم علي الإطلاق طوال الفترة الماضية هل تم توجيه الدعوة إليك لحضور حفل تنصيب الدكتور بديع كمرشد ثامن للجماعة خلفًا لمهدي عاكف؟ -تم توجيه الدعوة لي ولكنني رفضت الحضور بسبب موقفي الذي سبق وأن أعلنته من الأخطاء التي شابت الانتخابات.