.. في الوقت التي انتشرت فيه شائعة كاذبة مساء الاثنين بمدينة الإسكندرية روجها بعض رجال وأتباع الأمن، حول وفاتي في الإسكندرية.. كانت هناك حقيقة، تسترت عليها أجهزة الأمن لحماية بعض رجالها!! .. الحقيقة هي أن خالد محمد سعيد صبحي(28 عاماً) مات وسط ذهول وصمت الجميع!!.. «خالد» لم يكن إرهابياً مطارداً تطلبه الشرطة - حياً أو ميتاً- ولم يكن يمثل خطراً علي أي شيء في الحياة التي فارقها دون ذنب أو جريمة. .. كعادته ذهب «خالد» إلي نت كافيه بشارع بوباست، بمنطقة كليوباترا، التابعة لقسم شرطة سيدي جابر!!، وأثناء جلوس خالد في النت كافيه لاحظ دخول مخبرين يفتشون رواد الكافيه بغلظة لم يقبلها «خالد» مبدياً امتعاضه فقط. .. وقبل أن يبدي خالد اعتراضه علي الإجراء التعسفي، سحبه المخبر محمود الفلاح من ملابسه وصفعه علي وجهه، لم يكذب عوض- المخبر الآخر- زميله «الفلاح» وانهال علي خالد بالصفعات واللكمات، حتي سقط الشاب «خالد» علي أرض النت كافيه وسط ذهول الجميع من رواد الكافيه وأصحابه. .. فجأة أمسك أحد المخبرين برأس «خالد» وظل يرطمها في رخامة بالمقهي، حتي فقد «خالد» الوعي وسالت الدماء من فمه ووجهه، بينما أصحاب المقهي يتوسلون للمخبرين بالتوقف عن ضربه، فسحبه أحدهم مرة أخري إلي مدخل عقار مجاور للمقهي وانهالوا عليه ركلاً وضرباً ورطماً لجسده بمدخل العقار وبوابته الحديدية. .. «خالد» كان يلفظ أنفاسه الأخيرة، بينما الجناة يحملون جسده النحيل ويلقون به داخل سيارة الشرطة، التي انطلقت به بعيداً عن عيون الناس والشهود وعادت بعد مدة بسيطة لتلقي بالجثة في قارعة الطريق!! .. مات «خالد».. دون أن يعرف جريمته، دون أن يفهم أحد لماذا قتلوه!! .. المشهد في تلك المنطقة كان مثيراً للذعر والرعب في نفوس الناس، حيث انتشرت مباحث سيدي جابر بالمنطقة ليس بحثاً عن الجناة، بل بحثاً عن محمول مزود بكاميرا التقط صوراً للجناة وللجريمة البشعة التي اقترفوها. .. مباحث سيدي جابر، مارست كل أنواع الضغط لإثناء شهود الواقعة عن الإدلاء بشهاداتهم علي تفاصيل ما حدث، بل استعانت بعدد من «تجار الوصلة» ليكونوا شهود نفي لحماية المخبرين من العقاب علي جريمتهم البشعة!! .. ورغم هذا الإرهاب شهد بعض شهود الواقعة علي تفاصيل الجريمة البشعة، وحررت أسرة القتيل عريضة للنيابة العامة برقم 1545 بتاريخ الاثنين 7 يونيو 2010، وقررت النيابة استدعاء الطبيب الشرعي، ولكن الجناة مازالوا طلقاء يعبثون بالأدلة ويرهبون الشهود!! .. هذه الواقعة الخطيرة المعفرة بتراب الواقع والملوثة بدماء الشاب «خالد» نهديها لكل الشرفا ء في هذا الوطن وكل المؤسسات التي تدعي حمايتها حقوق الإنسان. كما ننشر علي موقع elghadnews.com وصفحتي بالفيس بوك صوراً للفقيد قبل وبعد تحطيم وجهه وجمجمته بيد الجناة.. حقيقة وفاة «خالد» شغلتني عن شائعة وفاتي الكاذبة.