صفوت الشريف عرض علي الرئيس أمس نتائج التجديد النصفي لانتخابات الشوري مبارك والشريف أثناء إستعراض أسماء مرشحى الشورى في أول لقاء من نوعه بين الرئيس حسني مبارك ومسئول أمريكي رفيع المستوي منذ الرحلة العلاجية الأخيرة للرئيس في ألمانيا، يجتمع الرئيس مبارك اليوم مع جو بايدن - نائب الرئيس الأمريكي - في منتجع شرم الشيخ علي ساحل البحر الأحمر. وكان «بايدن» قد أجل زيارة كانت مقررة له إلي مصر خلال شهر مارس الماضي في إطار جولة قادته إلي إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة والأردن، بسبب خضوع الرئيس مبارك آنذاك لعملية جراحية لاستئصال الحوصلة المرارية في مستشفي هايدلبرج الألماني. ويقوم بايدن بزيارة إلي مصر في طريقه إلي كينيا وجنوب أفريقيا لحضور افتتاح بطولة كأس العالم لكرة القدم التي ستنطلق الأسبوع المقبل، ومشاهدة المباراة الأولي التي يشارك فيها منتخب بلاده. ومن غير المتوقع أن يتطرق بايدن في محادثاته مع الرئيس مبارك إلي الوضع الداخلي في مصر في ضوء انتخابات مجلس الشوري الحالية أو الانتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة. كما نفي مسئول في السفارة الأمريكية في القاهرة ل «الدستور» أن يكون نائب الرئيس الأمريكي قد طلب عقد اجتماع مع الدكتور محمد البرادعي - المدير السابق لوكالة الطاقة الذرية - والذي يعتبر أبرز المرشحين لمنافسة الرئيس مبارك في الانتخابات الرئاسية التي ستجري العام المقبل إذا ما تغيرت قواعد اللعبة الانتخابية. ويُعتقد علي نطاق واسع أن إدارة أوباما المنهكة في العراق وأفغانستان والملف النووي الإيراني، قد أعطت ظهرها لتبني لهجة متشددة لمقاومة الرئيس مبارك والنظام الحاكم لفكرة الإصلاح والتغيير. وسبق لمسئولين كبار في الادارة الأمريكية بالإضافة إلي السفيرة الأمريكية في القاهرة أن أعلنوا أن الولاياتالمتحدة ليست طرفًا في هذه الانتخابات وأنها ملتزمة بمن سيختاره الشعب المصري رئيسًا تاليًا للبلاد. وتوقعت مصادر مصرية وأمريكية ل «الدستور» أن يجري بايدن محادثات وصفتها بالصعبة والحساسة مع الرئيس مبارك حول آخر التطورات في منطقة الشرق الأوسط خاصة فيما يتعلق بالموقف الأمريكي الأخير تجاه إسرائيل. وأوضحت أن بايدن قد يسعي لامتصاص غضب الرئيس مبارك بسبب امتناع إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن إدانة إسرائيل علي خلفية ما ارتكبته من مجزرة بحق أسطول الحرية. لكن المصادر قالت في المقابل إن حالة التململ المصرية الواضحة تجاه واشنطن لا تعني أن الرئيس مبارك سيقفز فوق التعاون الاستراتيجي بين مصر والولاياتالمتحدة، مشيرة إلي أن تعاظم المصالح الأمريكية في المنطقة سيفرض علي المسئولين الأمريكيين محاولة إرضاء مبارك. وعلي الرغم من أن بايدن يعلن باستمرار رغبته في الدفع بمحادثات التسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فإنه يُعتبر من غلاة المؤيدين لإسرائيل، وهو ما ظهر جليا في تصريحاته المثيرة للجدل علي خلفية الاعتداء الإسرائيلي علي أسطول الحرية الذي كان ينقل مساعدات إنسانية لسكان قطاع غزة الفلسطيني المحتل. وأكد بايدن أن لإسرائيل «الحق المطلق» في الدفاع عن النفس، مشيرًا في الوقت نفسه إلي أنه ينبغي إيجاد حل للوضع «السيئ» في غزة بعد الهجوم علي أسطول المساعدات الإنسانية إلي قطاع غزة. وقال في مقابلة مع التليفزيون الأمريكي العام «بي بي إس» بُثت مساء الأربعاء الماضي «أعتقد أن لإسرائيل الحق المطلق في الاهتمام بمصالحها الأمنية». إلي ذلك، استقبل الرئيس حسني مبارك أمس بمقر رئاسة الجمهورية صفوت الشريف - رئيس مجلس الشوري والأمين العام للحزب الحاكم - بعدما التقي مبارك مع الشريف برفقة وانج قانج - عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ونائب رئيس اللجنة الوطنية للمؤتمر الاستشاري السياسي - والذي يزور مصر حاليًا. وقالت مصادر مطلعة: إن الشريف عرض علي الرئيس مبارك نتائج المرحلة الأولي من انتخابات التجديد النصفي لمجلس لشوري التي جرت يوم الثلاثاء الماضي وفاز فيها الحزب الحاكم بالأغلبية رغم المخالفات العديدة التي شابت العملية الانتخابية.