كما رفضت تماماً استخدام مفردة الخرفان في وصف الإخوان المسلمين ، أرفض وبكل شدة استخدام البذاءة نفسها مع المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي. المواقف والمبادئ لا تتجزأ يا سادة بل تبقى كاشفة للتناقض خاصة إذا أتت جملة ( انتخبوا العرص ) التي ملأت فضاء الانترنت ومواقع الفيس بوك وتويتر من الإخوان ومن يرددون أفكارهم أياً ما كانت دوافعهم ومبرراتهم ، وأولئك الذين رفضوا كل نقد أو تطاول على الرئيس مرسي مرددين قوله تعالى : " لا يحب الله الجهر بالسوء من القول الا من ظلم"، ولا تكون لعانا سبابا شتاما بذيئاً، إلى غير ذلك من طيب القول ، باعتبارهم في خندق المظلومين والضحايا، فماذا حدت؟ هل صار اللعن فريضة الآن، وبطولة ندعيها لنباهي العالم بأن الملايين يتبعون هاشتاج التويتر والفيس بوك ( انتخبوا العرص)؛ وأية بطولة تلك؟! الآن أنفض المولد ، لا مرسي راجع ولا فيه انتخابات ، وصار اللعن مبرراً لدى الإخوان، تناقض لا افهمه ولا اقبله ولا أستصيغه، خاصة وقد حول مصر والمصريين إلى قطيع من الرعاع بلا خلق ولا حياء أمام شعوب العالم أجمع.
من جانبي أدرك أن المولد قد انفض مبكراً وقبل شهور من إعلان السيسي ترشحه للرئاسة ، والحاصل أنه لا فيه انتخابات ولا معركة ولا تنافس ولا حملة ولا يحزنون ، العملية بقت وضع يد ، الكوميدي فيها أن الرئيس الفعلي للبلاد منذ 3 يوليو 2013 قرر أن يترشح لانتخابات الرئاسة !
وماذا نحن فاعلون: موقفي الشخصي البحت:
- الشتم والبذاءة ما أسهلهما بين كل الأطراف ..المحصلة صفر كبير لمصر.
- الترهيب بالقتل والاغتيال والاستهداف ، وعدم النوم وراحة البال والشك في ظهر اليد ، في وصف حالة السيسي الآن ، أشبه بحكاوي القهاوي، وكل نفس ذائقة الموت، والمحصلة صفر أكبر لدعاة الترهيب والمحرضين على العنف أما المستهدفون به فلكل أجل كتاب. أما حقائق الواقع فتشير إلى أن السيسي رئيساً وصهره رئيس أركانه، وتلك نسخة كربونية لتجربة سوريا مع عائلة حافظ الأسد من دون حزب البعث.. النتائج على رأس التجربة والزمن أكبر معلم!
- لا أقلل مطلقاً من بشاعة المجزرة الإنسانية التي جرت في رابعة والنهضة 14 أغسطس 2013، والمظالم الكثيرة التي وقعت من قتل وحرق وبطش وتنكيل وجنون قوة ، ضد طرف أرعن يترنح متشبثا بالوهم وحلم العودة للسلطة بزجاجات الملتوف والقنابل البدائية والسلاح الأبيض، الكل يحمل السيسي وزر ما حدت ، حتى لو صوره إعلام السلطة على إنه البطل الذي خلص مصر من الإرهابيين .
فقد وقر في الضمير الجمعي للإخوان إلى يوم الدين مسؤولية السيسي مباشرة عن هذا القتل والحرق والاعتقال هو ومن معه من شرطة وجيش ، - حتى وإن كان الإخوان لاعبين فاعلين فيه – والرهان هو: هل بمقدور السيسي التنصل من هذه المظالم والمشاهد المؤلمة وكيف؟!
- بقى الاعتراف أن حلم الدولة المدنية بات سراباً. حقيقة لا شك فيها وأن روج البعض أن مقتضيات الحرب ضد الشبح الهلامي المسمى بالإرهاب ، تقضي بالتضحية بحلم الدولة المدنية.
وبلغة الأرقام يمكن القول، إذا كانت كاميرات ولقطات فيلم خالد يوسف في 30 يونيو ، قد نجحت بالفعل في تصوير الملايين الغاضبة في خروجها ضد مرسي تفويضا للسيسي، وهم بالفعل ملايين، فإن ملايين آخرون لم يكونوا مع السيسي ، أكثر من ستة ملايين انتخبوا مرسي وأربعة ملايين انتخبوا أبو الفتوح...والثوار الذين منحو نحو خمسة ملايين صوتا لحمدين ، كل هذه الملايين تعتبر السيسي عدو للثورة واستمرار لحكم العسكر ، ذلك الحكم الذي نجح المشير طنطاوي خلال مرحلته الانتقامية الانتقالية في المحافظة عليه، وعلى مبارك وعلى السيسي نفسه الذي رأى البعض فيه خروجاً آمنا للمشير طنطاوي، أكتر من كونه خلاصاً رحيماً من المشير، ذلك الثعلب العجوز الذي كان يباهي العالم بأن المجلس العسكري قد حمى الثورة ، في وقت يحق لنا أن نقول أنه عمى الثورة وفقأ عيون الثوار ، ولما انكشف الملعوب خرج في لقاء تليفزيوني حديث ليصف 25 يناير بالانقلاب ، والثوار بالمجرمين والبلطجية!
- حمدين صباحي، هو الرائحة المتبقية مما كان يسمى بثورة 25 يناير 2011، فرصه حظوظه لا تعنيني شخصياً، كونه محللاً أو ديكوراً أو غطاءً لا يشغلني، كونه مناضل ثوري أو حنجوري لا يساوي عندي بصلة، هي لعبة وجب أن تكتمل بكل فصولها السخيفة، التي تهاوى بعضها منذ شهور ، بحملة جس نبض كارتونية للفريق سامي عنان ، الذي أعلن انسحابه دون أن يترشح أساساً، وحملة خزعبلات وكرامات رجوع الميت الحي اللواء عمر سليمان في الوقت المناسب ، ومن بعد ذلك رمي اسم اللواء مراد موافي ، واللعب باسم المستشار هشام جنينة ، ليأتي تهافت وانسحاب المحامي خالد ، ومروراً بحواديت الفريق شفيق الذي مات الكلام الآن بشأن رجوعه.. ووصولا للأخ أحمد المختار الذي لا أعرفه شخصيا ولا أعرف من أين يمول بوستراته المنتشرة في كل مكان، فشر ولا حازم صلاح أبو أسماعيل.
المسألة عندي وضع يد وامتداد للتفويض، وكما كان المفوضون كثر، فأن الذي هللوا للسيسي وطبعوا بوستراته وحملت نساؤهم بنجمه، وطلبت أخريات أن يغمز بعينه ويشاور، وطالبه أخرون بأن يحكم فهو الواحد القهار- على حد قولهم طبعا – هم كثر أيضاً ، ومسألة أنه سيعيد إنتاج دولة مبارك أو الدولة العميقة أو العبيطة فهذا لم يعد ذا بال، ولم يعد يعنيني أن حملته الانتخابية ستكون تقليدية ولا اسراف فيها ، وكيف لا وقد صارت صوره في كل مكان خلال الشهور الفائتة ، وصار الرجل زجاجة زيت ومنشط جنسي الاثنين في واحد – ( راجع اعلان زيت السيسي رئيسي في بيتي ) ، وتبعه شيكارة أرز وكيس مكرونة ، وطرازات ملابس حريمي خاصة الاندروير، وبطاقة رقم قومي باثنين جنيه ، تعقد حولها برامج توك شو تتغزل في وطنية المصريين الزائدة ، ومروراً بأن أصبح الرجل خلف قمة الإعجاز العلمي في علاج الايدز والفيروس سي ، بصباع كفتة نتغذى عليه ، ومليون وحدة سكنية تهبط من السماء للمشردين بلا مآوى وساكني القبور – أفلح إن صدق - ، فلا تسألوا عن حلم ولا أمل ولا تطالبوه ببرنامج .
الأجدى أن تفضووها سيرة ووفروا أموال الشعب ونفذوا مخططكم كاملاً وللنهاية ، لن نشمت - رغم رفضنا الواضح لما جرت به الأمور منذ 3 يوليو 2013 وحتى الآن - ونتمنى لمصر التوفيق والاستقرار. ولتعلموا أن المغامرة والمقامرة بمستقبل الأوطان والشعوب ليست دائماً مأمونة العواقب، خاصة مع شعب لم ينم ولم يرتاح ولم يفرح ولم يأمن على قوت يومه منذ أكتر من ثلاث سنوات، شعبه تملكه الغضب إلى حد الجنون والاكتئاب المصوب بجوع وفقر ومرار طافح.
في ظل هذه الحالة العبثية لن أشارك فيما يراد تسميتها بالانتخابات ، لست أبنا لتجربة كتلك ، ولا أرحب أن أكون شريكا فيها أو في أي من تفاصيلها المزعجة ، متمنياً لها النجاح كله ، فإن فشلت - ولا أود لها ذلك – فليتحمل المدبرون المفوضون حماة الوطن من الإرهاب تبعات فشلهم وتلاعبهم بأقدار الوطن ومقادير أبناءه!
ويا كل لعان طعان سباب شتام ، البذاءة التي تهاجم بها السيسي جعلتنا موضع سخرية وازدراء من شعوب العالم الذي بتنا فرجة يتسلى بها ويمضي وقته ، خاصة الدويلات والممالك الصغيرة التي استيقظت على كابوس أم الدنيا ، كفى ازدواجية وتناقضاً، كفى طاقة سلبية، اعد لملمة نفسك مرة أخرى واعترف بأخطائك التي أوصلتنا للمصيبة التي نحن فيها الآن، ولتصمت أو تترك التجربة بمرها ومرها تتحدث عن نفسها!