إذا كان ما يصحش البني آدم يخون وطنه.. هل يصح إن وطنه هو اللي يخونه؟!

وطنك المكان اللي بتنتمي ليه مش بس الانتماء الجغرافي وطنك هو كل حاجه بتحبها وشايفها تستحق أنك تنتسب ليه زمان علمونا معاني كبيرة أوي عن الوطن والانتماء والحب علمونا إزاي نبقي أوفياء لوطنا مهما حصل مهما كانت حالته عمرنا ما نخونه طب لو الوطن هو إللي خاين لو وطنك عمل كل حاجه ممكنه لنزع انتماءك ده من جواك لما تبقي بلدك اللي استنيت منها كتير واستحملت منها كتير وحلمت أنك تعملها كتير تكتشف أنها فعلا عمرها ما قدمتلك حاجه وعمرها ما هتقدملك ولا حتي تسمحلك أنك في يوم تكون أي حاجة لما في بلدك دي كل يوم تتهان وترخص ويتقالك ده عادي يعني أنت عايز تغير الكون يبقي ده إيه مش خيانة.
لما أهلك يكونوا عارفين كويس أوي أنهم غلط لما يربوك في عالم مفرداته :لو سمحت - شكراً - ممكن عالم مفيهوش كدب ولا خيانة ولاغدر ولا ولا ولا ولما تكتشف الحقيقة وتقدر -بمعجزه ما- أنك تتأقلم معاها وتعيش في العالم ده بقوانينه تبقي في نظرهم منفعتش تربيتهم فيك تبقي إيه دي مش خيانة لما حبيبتك إللي اتصورت أنها وطنك وراحتك وأن الدنيا أخيرا ضحكتلك معاها ومستعد معاها للدنيا كلها وتكتشف أنك كنت بالنسبة ليها مجرد فرصه سابتها لما عرفت أنها متجيبش همها تبقي إيه دي مش خيانة لما حلمك ومهنتك إللي استنيت منها أنها تخليك إنسان محترم ومتقبل كل عيوبها وبهدلتها بأمل أنك في يوم هتوصل وتعرف أنك كالمعتاد كنت موهوم وأنها بقت أكبر مصدر لأهانتك، لما صاحبك إللي كنت فاكره سندك وأمانك في الدنيا وأنك زي ما مكن تموت عشانه هو كمان ممكن يموت عشانك تلاقيه مش جنبك في أول أزمة ليك لما مبادءك إللي فضلت تدافع عنها طول حياتك تبقي مجرد سخريه بين الناس لأنك عبيط لسه مصدق في الحاجات دي، لما كل وطن من دول انتميت له وأنت مستني الراحة واكتشفت أنه بيخونك بمنتهي السهولة، ساعتها لازم تعرف أن أكيد الغلط مش فيهم هم الغلط فيك أنت أنك أرخص وأقل من أن حد يهتم بيك وأن انتماءك لمكان أو شخص أو فكره مش شيء يضيف لأي حد في اللحظة دي لازم تعرف أنت ليه محتاج وطن ليه محتاج شيء تؤمن بيه ليه كل مره تستني الخيانة اللي أنت متأكد أنها هتيجي ليه متكونش شخص مستقل بنفسك وليذهب العالم للجحيم كنت عايز بس أقول اللعنه علي كل الأماكن التي لم تستقبلني وكل الأشخاص الذين لم يفهموني وكل الفرص التي لم تنتظرني أذهبو جميعا إلي الجحيم غير مأسوف عليكم.