وصف عدد من السياسيين زيارة المشير عبد الفتاح السيسى روسيا أمس والمحادثات التى حدثت بين الوفد المصرى والروسى وإشادة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بالمشير السيسى ودعم ترشحه لرئاسة الجمهورية فى مصر لإنهاء المرحلة الانتقالية، والوصول إلى الاستقرار، بالزيارة التاريخية، وعودة العلاقات المصرية الروسية مجددا كما كانت فى عهد الرئيس السابق جمال عبد الناصر، التى أسهمت كثيرا فى تقوية دور مصر الإقليمى والدولة وقتها، معتبرين أن زيارة المشير إلى روسيا فى الوقت الحالى باب أمل جديد لاستعادة العلاقات بين البلدين وتقوية العلاقات الاقتصادية والأمنية، مما سيساعد كثيرا فى حل عدد من المشكلات التى تعانى منها مصر حاليا. الدكتور محمد أبو الغار، رئيس الحزب المصرى الديمقراطى قال إن زيارة المشير عبد الفتاح السيسى لروسيا إيجابية جدا، خصوصا فى ظل هذه المرحلة التى يجب على مصر أن تنفتح فيها على كل دول العالم ولا تتوقف عند دولة واحدة، أو تخضع لإرادتها. مضيفا أن مصر لا يجب أن تقيم علاقات مع دول على حساب قطع علاقاتها مع دول أخرى، كالولايات المتحدة، ولكن عليها أن تؤسس علاقات متوازنة مع كل الدول الكبرى فى المنطقة والعالم. أبو الغار قال إنه مع هذه الزيارة بقوة خصوصا أن روسيا أحد الأقطاب المهمة فى المنطقة ويجب أن تكون لمصر علاقات قوية معها. مضيفا أن هذه الزيارة ستساعد فى حل بعض المشكلات التى تتعلق بالأمن القومى المصرى. حسام الخولى سكرتير عام مساعد حزب الوفد، قال إن زيارة المشير عبد الفتاح السيسى لروسيا خطوة مهمة للغاية ومطلوب منذ فترة طويلة، مضيفا أنه لا بد من أن تكون هناك علاقات مصرية طيبة مع كل دول العالم خاصة الكبرى منها كدولة روسيا. الخولى قال إن مثل هذه الزيارات ستفيد المنطقة بأكملها ومصر بشكل خاص، مضيفا أن دعم الرئيس الروسى فلاديمير بوتين لترشح المشير عبد الفتاح السيسى لرئاسة مصر دليل على درايته بالأمور المصرية وإلمامه الكامل بالواقع المصرى، وما يعيشه ويشعر به المصريون على عكس الأمريكان والأوروبيين.
وأضاف أنه على مصر أن تفتح علاقات مع كل دول العالم وليس روسيا فقط، وأن لا تميل لدولة على حساب دولة أخرى، فالتوازن فى العلاقات المصرية الأجنبية مطلوب، فلا يجب أن تعود مصر للمعسكر الشرقى متمثلا فى روسيا وتعادى المعسكر الشرقى متمثلا فى الأمريكان والأوروبيين أو العكس، فيجب أن تتوازن علاقاتها الخارجية مع كل الدولة وأن تكون لها إرادتها وكلمتها المستقلة.
الباحث والكاتب الصحفى سليمان شفيق، أحد الذين درسوا فى روسيا سابقا، قال ل«الدستور الأصلي» إن هذه الزيرة تأتى فى إطار وجود دولة جديدة اسمها روسيا مختلفة تماما عن الاتحاد السوفيتى السابق، موضحا أن المسافة بين عبد الناصر والسوفيت، والسيسى وبوتين هى 60 عاما، انتقلنا فيها من الثورة الصناعية إلى ثورة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ومن الشيوعية إلى الرأسمالية والاشتراكية الديمقراطية. شفيق أوضح أنه لقاء بين أمتين عريقتين، تبحثان عن دور تستعيدان به مكانتهما فى العالم، مشيرا إلى أن كليهما الرئيس بوتين والرئيس المحتمل لمصر المشير السيسى رجال مخابرات من الطراز الأول، وكلاهما يوجه رسالة للعالم. الكاتب الصحفى أوضح أن الذى لم يقل منهم خلال اللقاء، أهم مما صرحوا به، موضحا أن الروس سوف يعودون للمنطقة الدافئة أى الشرق الأوسط، مرة أخرى، وأن مصر تعلن عبر الرجل الأول لمكافحة الإرهاب فى العالم أن «اللى إيده فى الميه مش زى اللى فى النار»، لافتا إلى تحالف جديد، يشير إلى كيفية استخدام المياه الدافئة لإطفاء نيران الإرهاب من الشيشان لتركيا والعراق وسوريا مرورا بمصر.