دراسة ميدانية بجامعة جنوبالوادي تكشف: بالأغلبية والعادات والتقاليد .. الصعايدة يؤيدون ختان الإناث الصعايدة كشفت دراسة ميدانية أجريت مؤخرا بجامعة جنوبالوادي حول ختان الإناث بصعيد مصر عن ارتفاع معدل الختان بمحافظات قناوأسوانوسوهاج، بعد أن احتلت محافظة قنا المرتبة الأولي، تليها محافظة أسوان، فيما جاءت محافظة سوهاج في المركز الأخير من بين المحافظات الثلاث التي شملتها الدراسة. وقالت الدراسة التي شملت 180 فتاة من المدارس الثانوية وكليات الآداب والعلوم والتربية و180 أما و90 أبا، نصفهم يعيشون في المدينة والنصف الآخر في القري والنجوع أن انخفاض المستوي الاقتصادي والاجتماعي للأسرة والمستوي التعليمي للأمهات في هذه المحافظات يقف وراء ارتفاع نسبة ختان الإناث وعدم التوقف عن ممارسة هذه العادة . وأشارت الدراسة إلي أن قرار الختان داخل الأسرة يتم غالبا اتخاذه بمشاركة الأبوين معاً، مستبعدة انفراد الأب وحده بالقرار وعدم قهره للأنثي، مدللة علي ذلك بمشاركة الأمهات في قرار ختان بناتهن وتمسكهن به حتي ولو كان الأب رافضا له، وهو ما يثبت عدم تأييد الأمهات في الصعيد لمناهضة الختان. وأوضحت الدراسة التي أجرتها د. سلوي محمد المهدي أستاذ علم الاجتماع المساعد بكلية آداب قنا أن 47 % من الفتيات التي شملتهن عينة الدراسة لا يرفضن الختان، ويعتقدن أنه واجب ديني يقوي من تتمسك به. وكشفت عن أن إجراء عملية الختان يمارس في كتمان وسرية تامة، خصوصاً بعد الدعوة الصريحة لمناهضته وتجريمه، فضلا عن أن الدخول في حديث عنها يعتبر ضمن ثقافة العيب نظرا لارتباطها بالأعضاء التناسلية للأنثي. وأضافت أن ختان الفتيات يتم في سن صغيرة، قد تقل عن 6 سنوات ولا تتجاوز 10 سنوات، وأنه في حالة قيام بعض الأمهات بختان بناتهن فإنهن يخفين ذلك عن المجتمع والأقارب والجيران خوفاً من أن يقابل ذلك بالغضب والاستنكار، وهو ما يوضح علي سبيل اليقين أن مجتمع الصعيد غير مؤيد للمناهضة التي تدعو إلي عدم إجراء الختان . وأوضحت الدراسة أن 34.7% من الفتيات (أمهات المستقبل) أعربن عن رفضهن ختان بناتهن لاحقا، وأن دور "الداية" في إجراء هذه العملية قد تضاءل بشكل كبير، بعد أن أصبحت تجري في المقام الأول علي يد الطبيب، مما يؤكد ارتفاع حالة الوعي الصحي بتلك المحافظات. وقالت الباحثة إن مشاركة الفتيات والأمهات والآباء في مشروعات مناهضة الختان غير فاعلة، وتقتصر فقط علي حضور الندوات، مرجعة أسباب عدم المشاركة الجادة إلي عدم الاقتناع بمناهضة الختان والاعتقاد بأنها حرام دينياً، مما يكشف بوضوح عن قصور في مجهودات وأنشطة القائمين علي مشروعات المناهضة وعدم احتوائهم للمجتمع واختراقه بشكل كاف لنشر مبادئ المناهضة وتعريفه بكيفية المشاركة الفاعلة . كما لفتت إلي أن مشروعات مناهضة ختان الإناث أثرت في تحسين إجراء الختان نفسه، حيث انخفضت بصورة ملحوظة نسبة الختان بطريقة البتر والتكميم التي كانت مرتفعة لدي الأمهات، وارتفعت نسبة البتر الجزئي بين الفتيات. المفارقة أن د.سلوي المهدي أوصت بسرعة المحاكمة الفعلية للأطباء القائمين بعملية الختان من قبل الأجهزة المعنية، وتشديد الحصار علي من تبقي من «الدايات» الممارسات لتلك العملية في الريف عن طريق الشرطة أو العمدة أو شيخ البلد في القري. ونوهت إلي ضرورة تبصير الفتيات في المدارس والجامعات بالثقافة الجنسية الصحيحة، حتي تقتنع أمهات المستقبل بعدم جدوي ختان بناتهن، وتعريفهن بالمشكلات الصحية الناجمة عنها، داعية إلي تعزيز وتفعيل الشراكة بين المنظمات الحكومية والأهلية والجامعة، خاصة أقسام الاجتماع وعلم النفس بكليات الآداب ومعاهد وكليات الخدمة الاجتماعية وكليات الطب، في وضع منهجية مثالية للتدريب والدعوة للمناهضة . صورة مشيرة خطاب؟ صورة د، سلوي المهدي؟ صورة فتيات جامعيات بجامعة جنوبالوادي.