قبل 70 عاماً أحب المصريون «محمود شكوكو» وعبروا عن هذا الحب بشرائهم لتمثال منحوت به ملامح «شكوكو» وزعبوطه الشهير، وكانوا يستبدلون التمثال بزجاجة «كازوزة» فارغة.. لم يكن «شكوكو» ينال من هذه الصفقة شيئاً ولكن تردد أن رجال مقاومة الاستعمار الإنجليزي كانوا وراء استثمار حب الناس لشكوكو وهذه الزجاجات كانوا يملئونها بالمواد المتفجرة ويلقونها علي أماكن تجمعات عساكر الاستعمار. سواء كانت هذه الزجاجات تستخدم بالفعل في المقاومة أم أن التجار كانوا يستثمرونها لمصالحهم المادية، فإن «شكوكو» في الحالتين لم يتقاض أي أجر مقابل هذا الحب الذي عبر عنه الناس لنجمهم الشعبي الأول. في 2010 أري أن الزمن بالفعل قد تغير، أصبح الفنان هو المستفيد الأول من حب الناس وهكذا من الممكن أن تتابع علي كل القنوات الفضائية هذا الإعلان اتصل بأكاديمية الزعيم علي رقم كذا.. ماذا تعني هذه المكالمة إنها نقود تدخل حصالة القناة الفضائية التي تتولي تسويق برنامج الزعيم وبالطبع أخذ «عادل» رقماً غير مسبوق في دنيا البرامج من القناة الوليدة «اللورد» مقابل يقينها أنها سوف تحصل باسم «عادل» علي مئات بل آلاف من المكالمات التليفونية التي تدر عليها أيضاً الملايين.. القناة تريد أن تحقق وجوداً في دنيا الفضائيات الذي صار مزدحماً فقررت أن تتكئ علي اسم «عادل إمام» وهو في الوقت نفسه لا يمانع في استغلال اسمه طالما أنه سيحصل علي المقابل المادي.. قد يقولون وما ذنب «عادل»، الناس هي التي تتصل وهي التي تدفع.. هذه حقيقة بالطبع، لكن عندما يصل الفنان إلي مكانة وشعبية استثنائية عند الجماهير تفرض عليه هذه المكانة ألا يشارك في مثل هذه الصفقات.. الكل يتطلع لكي ينضم إلي «أكاديمية الزعيم» من المنتظر أن يصل الرقم إلي مئات الآلاف وكلنا نعرف إلي أي مدي يلهث الشباب وراء فرصة أو ضربة حظ وعدد الموهومين يتفوق بمئات المرات علي الموهوبين واسم «الزعيم» يحمل جاذبية بالطبع، وهي لعبة مثل رقم «0900» التي هي مصيدة للمشاهدين نشاهدها علي العديد من القنوات.. وفي كل الأحوال لا أعتقد أن الخدعة سوف تستمر طويلاً ستنتهي مع اكتشاف الناس أن من بين الآلاف عدداً محدوداً جداً من الملهوفين سوف يشاركون في البرنامج وعدداً محدوداً جداً لا يزيد علي أصابع اليدين سوف يشارك في الفيلم.. وفيلم «عادل إمام» الجديد والذي لم يستقر بعد علي مخرجه، لكن «عادل إمام» استقر علي كل الممثلين الرئيسيين ويبقي أدواراً ثانوية لهؤلاء المجانين بالفن.. كنا نعيش زمن شكوكو «بإزازة» فأصبحنا نعيش زمن عادل «برنة»!!