كانت قرية قصر رشوان بمركز طامية بالفيوم علي موعد قبل ثلاثة أشهر مع زيارة من جمال مبارك للقرية التقي عددًا من السياسيين بها للحديث عن اللامركزية، وقد تم اختيار هذه القرية تحديدا لاستقبال جمال مبارك لسهولة تأمينها إذ يفصلها عن طريق القاهرة- الفيوم ثلاثة كيلومترات فقط لاسيما إنها ليست ضمن مشروع الألف قرية الذي يرعاه أمين سياسات الحزب الوطني. تم رصف طرق القرية وتزيينها فور علم المسئولين بزيارة نجل الرئيس لاستقبال نجل الرئيس كما تم تغيير أثاث المدرسة وطاقم الممرضات بالمركز الصحي الذي زاره ليعود كل شيء كما كان بعد انتهاء الزيارة، إذ عاد الأثاث المحطم إلي المدرسة وعادت الممرضات من أهل القرية إلي عملهن بعد منحهن إجازة أثناء الزيارة. وعلي الرغم من أن القرية فازت بلقب القرية النموذجية علي مستوي المحافظة فإن أهالي القرية يؤكدون أن القرية تعاني إهمالا جسيما وحالها كمعظم قري المحافظة، فالزرع يروي بماء المجاري والصرف الزراعي، والبحر مليء بالحيوانات النافقة ولم يستفد الأهالي من زيارة نجل الرئيس سوي بردم مصرفها الذي يطالب المواطنون بردمه منذ عشرات السنين ولكن تم ردمه في عدة أيام بتكلفة خمسة ملايين جنيه وهو ما دفع أحد المحامين لتقديم بلاغ ضد محافظ الفيوم يتهمه بإهدار المال العام. ويؤكد الأهالي أن القرية ضد الحزب الوطني علي طول الخط فعندما رشح الحزب علي قوائمه النائب أحمد عبد القوي سقط في الانتخابات، وعندما ترشح الرجل نفسه مستقلا نجح فورا رغم انضمامه للحزب بعد ذلك، والأمر نفسه تكرر مع النائب عبد القوي عبيد ابن القرية الذي فشل في الانتخابات وهو علي قوائم الحزب، ونجح مستقلا في الانتخابات التالية، ويعيش معظم أهالي القرية حالة من الفقر الشديد لأن معظمهم يعمل في الزراعة وتسببت مياه الصرف في فساد الأرض، وما قام به محافظ الفيوم من طلاء واجهات المنازل مع زيارة نجل الرئيس وعمل أرصفة بالقرية أصبح كأن لم يكن وباتت مياه المجاري تغرق القرية بالأيام ودخلت القرية دوامة النسيان من جديد، ولم يعد يزورها المحافظ كما كان يفعل يوميا خلال ترقبه زيارة جمال مبارك حتي أنه أصبح ضيفا علي أهل القرية قبل الزيارة.