. فخاضوا حروبًا ضد الحكومة من أجل حقوقهم محلة مرحوم..عرف الأهالي أن حل مشاكلهم لن يأتي إلا بالاحتجاج لم تترك حكمة النظام أي قرية مصرية إلا وأصابتها، فجعلت عاليها سافلها، ومن تلك القري قرية محلة مرحوم التي تقع غرب مدينة طنطا وتتبع مركزها، وهي القرية العريقة التي كان يخرج أهلها نماذج عظيمة في مختلف العصور، هم أنفسهم من يخرجون الآن لتقديم الشكاوي للمسئولين لحل مشكلة مياه الشرب أو التلوث البيئي أو أزمة المواصلات أو طوابير الخبز. أزمة مياه الشرب في قرية محلة مرحوم هي الحاكمة والمسيطرة في الوقت الحالي علي الحياة اليومية لأهالي القرية التي تعاني مثلها مثل العديد من القري في البحث عن نقطة مياه نظيفة رغم الوعود الحكومية الدائمة بحل الأزمة، فمياه الشرب تكاد تصل إلي الأدوار السفلي وهو ما يضطر الأهالي إلي شراء المياه من المحال التي تتخصص في معالجة المياه وتبيعها في جراكن للمواطنين، بجانب استخدام المياه المعدنية. يضاف إلي ذلك مشكلة المواصلات التي ظهرت مؤخرا، فبعد أن كان أهالي القرية يستخدمون مواصلة واحدة إلي منطقة القرشي أو المحطة بطنطا، أصبحوا الآن مجبرين علي استقلال مواصلتين من القرية إلي منطقة المعرض ومنها إلي أي منطقة أخري وهو ما أضاف عبئاً علي الموظف أو العامل الذي يتحمل ذلك من قوت يومه، هذا بجانب مشكلة التلوث الناتج عن محرقة النفايات الطبية التي كانت تقع بجوار صهاريج المياه بالقرية، وهو ما أضر بصحة الأهالي حتي تمكنوا من وقفها بخلاف مشاكل طوابير الخبز. رغم المشاكل التي تعاني منها القرية، فإنها استطاعت من خلال وعي أبنائها في الضغط علي المسئولين لحل مشاكلها بعد أن شكلوا لجنة شعبية برئاسة مؤسسها أبو المعالي فايق - أمين حزب العمل بالغربية وأحد أبناء القرية - وبمشاركة الأهالي، وهي اللجنة التي ناضلت بصدق واستطاعت أن تقدم حلولا فعلية لأزمة طوابير الخبز بتفعيل مشروع توصيل الخبز إلي المنازل، بالإضافة إلي تنظيم عدة وقفات احتجاجية تطالب بحل مشكلة محرقة النفايات، إلي جانب ذلك فقد تميزت القرية بتنظيم وقفات احتجاجية عديدة تضامناً مع القضية الفلسطينية، لذلك تعتبر محلة مرحوم ملتقي لجميع أطياف القوي السياسية رغم الوجود القوي للإخوان. وقد اشتهرت القرية قديماً بصناعة العقادة «الستائر الحريرية» الموجودة حتي الآن والتي كانت تدعم قديماً من قبل الدولة. وقدمت القرية العديد من الشخصيات الذين تولوا مناصب عليا منهم اثنان من وزراء العدل هما مصطفي الشوربجي وسليمان الشوربجي، وعمرو موسي، أمين جامعة الدول العربية، بالإضافة إلي المهندس عبد العزيز الشريف، مساعد محافظ القاهرة وخبير الإسكان، والدكتور مصطفي الشكعة، المفكر الإسلامي ومؤلف كتاب إسلام بلا مذاهب، ومحمد الأبشيهي، أحد علماء الأزهر.