لو تتبعت الأخبار التي صاحبت مهرجان «كان» في مصر ستجد الخبر الرئيسي هو أن «خالد النبوي» يشارك في بطولة فيلم عالمي «لعبة عادلة» إخراج «دوج ليمان» مع «شون بين» و«ناعومي واتس».. كنت أعلم بالطبع أن الدور صغير لا أقول هامشي ولكنه صغير وذلك لأن تجاربنا مع «خالد» هي أنه يملأ الدنيا صخباً قبل عرض فيلمه ثم يسفر الأمر عن لا شيء فعلها مع فيلم «مملكة الجنة» إخراج «ريدلي سكوت» وكان الأمر وقتها لا يخلو من أحاديث عن غزو عالمي لنجم مصري وأنه القادم للعالمية بعد «عمر الشريف» وبعد أن شاهدنا الفيلم اكتشفنا أن الفنان السوري «غسان مسعود» يلعب دوراً رئيسياً في الفيلم هو دور «صلاح الدين الأيوبي» ولم تسبقه أي دعاية بل إنه في سوريا لا وجود له علي خريطة السينما هناك.. هذه المرة مع فيلم «لعبة عادلة» كان «النبوي» أكثر هدوءاً فلم تسبقه تلك الزفة وقدم دوراً صغيراً في عدد مشاهده لكنه أساسي في البناء الدرامي للفيلم فهو عالم ذرة عراقي يؤكد أنه في عام 90 قامت العراق بتفجير كل أسلحة الدمار الشامل ولا توجد لديهم مثل هذه الأسلحة ولكن بالطبع جهاز المخابرات الأمريكية ال C.I.A كانت تريد الحصول علي وثيقة تبرر غزو العراق في 2003 «خالد» أدي دوره بأسلوب جيد صحيح أن المخرج «دوج ليمان» لم يقدم فيلماً ممتعاً ولكننا في النهاية شاهدنا ممثلاً مصرياً يشارك في فيلم عالمي ولم يكن «خالد» هو الفنان المصري الوحيد كان لدينا أيضاً «هناء عبد الفتاح» الذي لعب دوراً صغيراً في الفيلم نفسه أدي شخصية أستاذ جامعي.. بالطبع «هناء» لم يكتب عنه أحد.. قابلت «خالد» بالصدفة علي شاطئ الكروازيت في «كان» قلت له الدور هذه المرة أكبر بالتأكيد وأكثر أهمية وأداء أيضاً جيد قال لي قرأت ذلك في «الدستور».. إلا أنني فوجئت بأن ما يجري في الإعلام المصري شيء آخر المساحة الأكبر احتلها «خالد» علي قناة «نايل سينما» وكأنه قد صار نجماً عالمياً وكأن هذا هو أهم أحداث مهرجان «كان».. «خالد» كان حريصاً علي أن يتم تصويره أثناء صعوده علي السجادة الحمراء بجوار «ناعومي».. غاب «شون بين» بطل الفيلم عن العرض وبالتالي كانت الفرصة مهيأة أمام «خالد» للاقتراب أكثر من «ناعومي».. جميل بالطبع أن يشارك «خالد» في هذه الأفلام وأن يملك أيضاً الطموح الدائم في هذا الاتجاه ولكن علينا ألا نعتبر أن هذه عالمية.. الممثل المصري الوحيد الذي من الممكن أن تنطبق عليه شروط العالمية بعد «عمر الشريف» هو «خالد عبد الله» الذي شارك مؤخراً في دور رئيسي في فيلم «المنطقة الخضراء» وقبله «يونايتد 93» و«الطائرة الورقية» فنان مصري يعتز بجذوره رغم أنه مولود في لندن ومع الأسف لا يحصل من إعلامنا علي أي اهتمام.. أنا بالطبع أعتبر أن طموح «خالد» مشروع ولكن لا ننسي أن في هذا الاتجاه مثلاً قد نري علي الطريق كلاً من «خالد أبو النجا» و«عمرو واكد» و«محمد كريم» يحققون وجوداً في نفس الاتجاه ولكن بدون أي بقعة ضوء إعلامية.. لا أري أن الإعلام والأضواء التي يصنعها النجوم هي تهمة عليهم أن ينكروها كما أنها أيضاً بنفس القدر ليست شرفاً مفروضاً عليهم أن يتحلوا ويتباهوا به.. جاء لقائي مع «خالد النبوي» علي رصيف «الكراوزيت» في «كان» في ليلة عودتي للقاهرة والمهرجان كان قد لملم أوراقه وهي من المرات القليلة التي أجد فيها متسعاً من الوقت للتنزه قبلها بلحظات كنت قد التقيت علي الرصيف المقابل بالمنتج «محمد حسن رمزي» ورغم أننا في «كان» نعيش أجواء تبعدنا عن السينما المصرية عادة إلا أنني كنت أهيئ نفسي بعد ساعات قليلة للعودة للقاهرة وأجد نفسي مشتبكاً رغم أنفي مع الأفلام لأننا في عز الموسم الصيفي.. كنت قد كتبت أكثر من مرة عن مأزق كتابة الأسماء في فيلم «الديلر».. أثيرت هذه المشكلة بعد احتجاج «خالد» واعتبرت أن احتجاج «خالد» بسبب كتابة الأسماء يعرقل مسيرة وجوده علي الخريطة السينمائية التي لا تعترف مع الأسف إلا بالأرقام التي يحققها و«خالد» يعاني من ضآلة في هذا الشأن.. قلت إنه لا يوجد عقد يتيح له أن يكتب اسمه بالتترات قبل «السقا» لأنه في هذه الحالة ينبغي أن يحصل علي موافقة الطرف الآخر وأنه لا يمكن أن يتعاقد معه منتج علي أن يسبق اسمه «السقا» لأن الشباك لصالح "السقا" الجمهور يأتي إليه ويقطع التذكرة.. قلت هذا لمحمد حسن رمزي وصدق علي رأيي.. وكانت مع «خالد النبوي» الفنانة «بشري» تقضي شهر العسل مع زوجها وقلت لها ألم يحدث أنك رشحت لدور أمام نجم شباك وكان المخرج والمنتج متمسكان بتواجدك واعترض عليك نجم العمل فتم استبعادك.. أجابتني حدث ذلك ولم أسألها عن الفيلم أو النجم وهي أيضاً لم تتبرع بأن تذكر الاسم ولم يكن موضوعنا هو البحث عن أسماء بقدر ما نتحدث عن قانون السينما المصرية الذي مع الأسف يحرك كل شيء وفقاً لإرادة نجم الشباك.. «خالد»، قال لي إنه لا يستسلم لقانون السينما ولم أفهم كيف يستطيع فنان أن يحطم قانوناً ويخترع قانوناً خاصاً به.. اتضح بالفعل أنه لديه عقد مع «سامي العدل» أول منتجي الفيلم يتيح له فيه ألا يكتب اسمه في التترات.. «حسن رمزي» قال لي إنه بعد أن اشتري الفيلم من «سامي العدل» فوجئ بهذا العقد الغريب وأنه طوال تاريخ السينما لم يحدث ذلك.. قلت مرة واحدة حدث ذلك في مسلسل «زيزينيا» عندما طلبت «فردوس عبد الحميد» أن تحذف اسمها من التترات حتي لا تسبقها «آثار الحكيم» ووافقوا علي طلبها.. حالة استثنائية بالطبع.. رغم أننا قرأنا في إعلانات دور العرض اسم «خالد» في المركز الثالث بعد «أحمد السقا» و«مي سليم».. قال «رمزي» لي إنه أنهي المشكلة وإنه كتب اسم «النبوي» في التترات بأسلوب يرضيه.. الفيلم مفروض أنه عرض مساء أمس الثلاثاء وهذا المقال أخذ طريقه للنشر مساء الاثنين لا أدري ما هو الذي أرضي «النبوي» في التترات ولم يغضب «السقا» الذي أتصوره وهو لا يزال ينظر إلي صورته مع «ناعومي واتس» منتعشاً بدفء السجادة الحمراء؟!