الدعاة يطالبون الشعب بتحمل المسؤولية والمشاركة فى الاستفتاء على الدستور «العنف والتخريب محاولة لإسقاط الدولة المصرية لصالح أهداف سياسية حزبية»، هذا ما أعلنه الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، مضيفًا أن حالة العنف التى تتبناها بعض الجماعات تتلاقى مع مصالح ومؤامرات خارجية، وتقوم على إنهاك الشرطة والجيش المصرى لتحقيق مآربها فى الحصول على السلطة، ولا يهمها إذا أدى ذلك إلى تمزيق الدولة المصرية وكسر شوكتها وضياع القوى الباقية للأمة العربية، موضحًا أن الله سيرد كيدهم.
وزير الأوقاف أوضح خلال المؤتمر الذى عقدته مشيخة الأزهر، أمس، تحت عنوان «دور وعاظ الأزهر فى مواجهة العنف والفكر التكفيرى»، بمشاركة «الأوقاف» و«الإفتاء» فى قاعة مؤتمرات الأزهر بمدينة نصر وحضره أكثر من 10 آلاف داعية وإمام وواعظ، أنه وافق على الطلب الذى تقدم به وكيل الأزهر بشأن نقل تبعية الجامع الأزهر العتيق إلى مشيخة الأزهر علميًّا وأدبيًّا وإداريًّا، وعلى أن تكون كل شؤون الدعوة والدروس العلمية فى هذا الجامع العتيق تحت إشراف الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وتتكفل مشيخة الأزهر بسائر النفقات والتكاليف وكل ما يتصل بشؤون المسجد العتيق.
جمعة أضاف أن الأزهر بفكره الوسطى هو صمام أمان لمصر وأهليها لما يتمتع به من مكانة تاريخية يتميز بها فى قلوب المسلمين، مؤكدًا أن الأزهر ليس طرفًا فى المعادلات السياسية، وإنما يؤدى واجبًا وطنيًّا وشرعيًّا بعيدا عن التقلبات السياسية.
الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، أكد أن الأفكار تتسارع فى كل وقت، وأن محاربة الفكر لا تكون إلا بالفكر، مضيفًا أن أسوأ ما فى هذا العصر هو التصنيف بين المؤمن وغير المؤمن وانتشار التكفير، قائلًا إن المشكلة فى تحديد معايير التكفير ومفاهيم الكفر التى لا بد من أن تعالج من خلال تحرير بعض المصطلحات مثل الإسلام والإيمان والشرك والفسوق والبدع، فلا بد من توضيح العلاقة بين هذه المصطلحات من خلال منهج الأزهر الذى علمنا أن التمييز يأتى بالفعل بعد القول أو باتفاق العلماء، وما عدا ذلك لا يجوز أن يُخرج أحدًا من الإيمان، موضحًا أن الأزهر يصحح المفاهيم وهذا دوره.
مفتى الجمهورية طالب بتفعيل مبادرة «رصد» التى دعت إلى جمع الأفكار والفتاوى الشاذة، وإنشاء مرفد لجمع هذه الفتاوى لتفكيك الفكر التكفيرى، موضحًا: «إذا نجحنا فى ذلك سنقتلع التكفير من جذوره».
الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، قال: «إننا نعقد هذا المؤتمر ونحن على بُعد خطوات من جامعة الأزهر التى تشهد محاولات للتخريب وتعطيل الدراسة وما يلاقيه أبناء الأزهر من أفعال عنف وتخريب ومنعهم من دخول الامتحانات والتعدى على المنشآت والتطاول على مشايخ الأزهر»، مضيفًا: «أن هولاء لا ينتمون إلى الأزهر بأى شكل، لأن مَن يتطول على الرموز لا يستحق شرف الانتماء إلى الأزهر».
وكيل الأزهر أضاف أننا أقمنا هذا المؤتمر لنتحدى الإرهاب ونواجهه بشراسة، لأن هذا هو دور الدعاة وعلماء الأزهر، ونحن على بُعد خطوات من إرهابهم، مضيفًا أنه لا يحق لأى أحد الإفتاء، مشيرًا إلى أن الأزهر ومؤسساته يشهدون أكبر تناغم فكرى فى هذه الفترة.
الدعاة طالبوا فى كلمتهم بضرورة إعادة النظر فى تحسين الأوضاع المادية والأدبية لهم حتى يتفرغوا لمهام الدعوة، معلنين دعمهم لقرارات الأمام الأكبر لحقن الدماء ولم الشمل وإعلاء مصالح الوطن، موجهين دعوة إلى الشعب المصرى بتحمل مسؤوليته الوطنية والمشاركة فى الدستور، مؤكدين أن الإسلام برىء من العنف الذى يجتاح المجتمع الآن، محذرين المواطنين من الفتاوى التكفيرية التى تدعو إلى التعدى على المنشآت العامة، مضيفين أن هذه الفتاوى بعيدة عن الإسلام وأن دور المؤسسة الدعوية هو نشر الفكر الوسطى، وتأكيد أن الدعوة هى مهمة الإمام والاهتمام بتدريس مادة التربية الدينية والاستعانة بعلماء متخصصين للقضاء على الفكر المنحرف.
الدعاة أعلنوا عددًا من التوصيات، ومنها إرسال المزيد من القوافل الدعوية وترسيخ القيم الأخلاقية والتعايش السلمى بين أبناء الوطن.