المنظمة الحقوقية : الذين سيحضرون الحفل سيضعون الدعم الذي تقدمه حكوماتهم إلى العدالة الدولية "محل سخرية" البشير قالت الأممالمتحدة إن أكبر ممثليْن لها في السودان سيحضران حفل تنصيب الرئيس السوداني عمر حسن البشير لولاية رئاسية جديدة، وهو ما أثار احتجاج منظمة هيومان رايتس ووتش على اعتبار أن البشير مطلوبا للمحكمة الجنائية الدولية. وأعلنت الأممالمتحدة عزمها إرسال رئيس بعثتها في السودان هايلي منكيريوس ورئيس البعثة الأممية الأفريقية المشتركة إبراهيم جامبري للمشاركة في حفل التنصيب المقرر في 27 مايو الحالي بالخرطوم. وتلاحق الرئيس السوداني مذكرة اعتقال أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية في مارس 2009، لاتهامه بارتكاب جرائم حرب في إقليم دارفور. وتلتزم الأممالمتحدة عادة بنصيحة قانونية تحد من اتصالات رئاستها بعمر البشير إلى أدنى مستوى ممكن بسبب مذكرة الاعتقال. وقالت المتحدثة باسم الأممالمتحدة ماري أوكابي إن مهمة المسؤولين الساميين تتطلب اتصالات منتظمة مع الحكومة المضيفة لضمان سير المهمة وتسهيل معالجة القضايا. من جهتها، اعتبرت منظمة هيومن رايتس ووتش أن حفل تنصيب الرئيس السوداني لولاية جديدة يعتبر مناسبة احتفالية، وليست مسألة جوهرية تبرر الحضور الأممي. وأضاف بيان صادر عن هيومن رايتس "إن حضور حفل التنصيب من شأنه أن يعطي رسالة رهيبة لضحايا دارفور وللعالم". واعتبر البيان أن الدبلوماسيين الذين سيحضرون حفل تنصيب البشير سيضعون الدعم الذي تقدمه حكوماتهم إلى العدالة الدولية "محل سخرية". وذكرت هيومن رايتس بالرأي القانوني الذي أصدره مكتب الأممالمتحدة للشؤون القانونية في 2006، والذي ينص على "تفادي تواجد ممثلين للأمم المتحدة في المناسبات الشرفية أو المماثلة مع أشخاص وجهت لهم اتهامات من قبل محاكم". ذكر أن عمر البشير فاز بولاية رئاسية جديدة خلال الانتخابات الرئاسية التي جرت الشهر الماضي في السودان وحصل خلالها على 68% من أصوات الناخبين. في سياق آخر، أدى زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان سلفاكير ميارديت اليمين الدستورية رئيسا لحكومة الجنوب. واعتبر أن السودان الآن على محك يهدّد وحدته. وقال سلفاكير في كلمة له بعد القسم في جوبا بجنوبي السودان إنه سيلتزم بالعمل على وحدة شعب جنوبي السودان، لكنه اعتبر أن السودان اليوم على محكّ يهدّد وحدته وينبغي على حزب المؤتمر الوطني الحاكم بذل جهد أكبر لجعل الوحدة خيارا جاذبا للجنوب. وتعهد الزعيم الجنوبي بأن تبذل الحركة الشعبية ما بوسعها لدعم مثل هذه الجهود. وأكد سلفاكير التزام حكومته بالسلام والاستمرار في تنفيذ بنود اتفاقية السلام الشامل وصولا إلى التاسع من يناير القادم موعد الاستفتاء على حق تقرير المصير لجنوبي السودان.