انفردت صحيفة الوطن بنشر الجزء الثانى من تسجيلات المكالمات الهاتفية بين زعيم تنظيم القاعدة والرئيس المعزول محمد مرسى، والتى تكشف تورط خيرت الشاطر نائب مرشد الإخوان ورفاعة الطهطاوى رئيس ديوان الرئاسة السابق فى لعب دور الوسيط للتقارب بين مرسى والإخوان من جهة وتنظيم القاعدة من جهة أخرى. وحصلت "الوطن" على تفريغ مكالمات جديدة بين الظواهرى ومرسى، تكشف العلاقة بينهما، كما تكشف أن تنظيم الإخوان أسس شبكة اتصالات من خلال شركة أمريكية لمنع مراقبة الاتصالات، ومنع التجسس على رسائل البريد الإلكترونى، وكان مسئولو هذه الشركة على علاقة مباشرة بالرجل القوى فى تنظيم الإخوان خيرت الشاطر.
وقالت مصادر سيادية مسئولة "للوطن" إن أجهزة سيادية استطاعت فك شفرات الشبكة، التى كان يستخدمها تنظيم الإخوان فى الاتصالات التليفونية والرسائل الإلكترونية مع عناصر تنظيم القاعدة خارج البلاد، وكشفت أن «مرسى» تسلم هواتف خاصة من خارج البلاد، استوردتها تركيا من إحدى الدول الكبرى، وسلمتها لمسئولين بعينهم داخل مؤسسة الرئاسة المصرية، وأن أحمد شيحة، أحد مستشارى الرئيس المعزول، والسفير رفاعة الطهطاوى استخدما تلك الهواتف أكثر من مرة فى إجراء الاتصالات مع تنظيم القاعدة.
تكشف التسجيلات للمرة الأولى عن أن عناصر باكستانية وفلسطينية اجتمعت مع خيرت الشاطر، وكان لهذه العناصر اتصالات مباشرة مع أيمن الظواهرى زعيم «القاعدة»، وتلقت توجيهات منه، قبل 24 ساعة من ارتكاب مذبحة رفح.
كما كشفت المصادر عن أن عناصر تنظيم القاعدة استخدمت شبكات إسرائيلية للاتصال من داخل سيناء بمناطق مختلفة، لتجنب الرقابة عليها، ولصعوبة فك شفرات اتصالات الشركة الإسرائيلية، إلا أن الأجهزة المصرية استطاعت فك ثلاث شفرات ورصد اتصالات بين تلك العناصر وتنظيم القاعدة فى بلاد العراق والشام.
وأكدت أنه منذ تولى مرسى الحكم أصبح أيمن الظواهرى المسئول عن تنظيم القاعدة داخل مصر.
وقال الظواهرى زعيم تنظيم القاعدة لمرسى، هاتفياً، عن مذبحة رفح، إن «الجنود لا ذنب لهم ولكن قادتهم الطغاة الذين ينفذون سياسة النظام الصهيوصليبى الأمريكى يتحملون المسئولية.
ثم قال الظواهرى فى المكالمة: «يجب أن يكون الجيش المصرى جيشاً إسلامياً يُسمح فيه بتدريب كل عناصرنا، كما يُسمح بتربية اللحية و بدخول الجهاديين فيه للتدريب، مع عدم السماح للطغاة بإدارة الجيش، مع السماح بإلحاق ضباط وجنود به من كافة الجنسيات، لمواجهة الطغيان ونصرة بلاد الإسلام».
فرد «مرسى»: «نسعى لتكوين جيش إسلامى من المتدربين والجهاديين والإسلاميين تحت قيادة «جيش الإسلام»، إنه يسعى جاهداً لدمج أبناء المجاهدين والإخوان والجميع داخل مؤسسة الجيش».
وقال الظواهرى أيضا : «عناصرنا كان لها الفضل فى وجودكم خارج سجون الطغيان، وساندنا جميعاً مع إخواننا المجاهدين لتحرير الإخوة من نظام الطغاة، ونسعى لدولة الخلافة فى اليمن والعراق، ومساندتنا واجبة، ومطالبنا صغيرة؛ الإفراج عن رجال القاعدة والمجاهدين فى سجون العقرب، وغيرها من السجون، ودعمنا بالمال والسلاح فى ليبيا واليمن وسيناء، وأن يكون هناك جزء من المال لأسر المجاهدين وتدريباتهم فى سيناء".
وقال الظواهرى لمرسى : «أطلب الإفراج عن الشيخ عمر عبدالرحمن، والضغط على أمريكا للإفراج عنه» ورد مرسى "موافق طبعاً".
وكشفت المصادر أن مرسى أجرى اتصالات مباشرة، عقب المكالمة مع مسئولين أمريكيين، وكلف مساعده عصام الحداد للتحرك للإفراج عن «عبدالرحمن»، وتقديم تنازلات كبيرة لأمريكا، تتمثل فى زيادة قوات حفظ السلام الدولى فى سيناء، واستغلال عدد من الكيلومترات داخل سيناء لتوطين الفلسطينيين القادمين من غزة، والسماح لإسرائيل بزرع أجهزة استشعار على الحدود مع مصر، إلا أن أجهزة سيادية أوقفت ذلك المخطط وأحبطت الصفقة تماماً.
كما قال الظواهرى ل «مرسى»: «العلمانيون المبتذلون يتوافقون على حساب عقائد الإسلام، يهددون ويخرجون فى مظاهرات لا طائل منها، وأطالبك بتعيين الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل نائباً لرئيس الجمهورية، لأنه سيطبق شرع الله، والكثير يخافون منه، وإذا لم تطبقوا شرع الله سنطبقه نحن، والشيخ عماد عبدالغفور يستحق من المجاهدين الاحترام والتقدير، ولابد من اعتقال شيخ الأزهر، وغلق هذه المؤسسة بالكامل، لانحرافه عن المسار، وتطبيق حد الله عليهم، لتنفيذ قوانين أمريكا، وعليك بتعيين خيرت الشاطر أميراً لقوم المجاهدين، وإياك والسلفيين، فإنهم لا يطبقون شرع الله، وينفذون أجندة خارجية».
ورد الرئيس المعزول قائلاً: «السلفيين مرحلة لمساندتنا، ثم بعد ذلك سيتم استبعادهم، وعودتهم مرة أخرى للسجن ستكون قريبة».