بحسب التقرير دفعت تركيا بجهودها لبناء محور قوة إسلامي سنى جديد وتكون هي ركيزته و كانت المشورة تتعلق أكثر بدعم حلفائها الإسلاميين فيما كانت تحاول أن تدعم نفوذها الإقليمى المتضائل، وعقب الاطاحة بالاسلاميين من السلطة في مصر أعادت تركيا التفكير في محاولتها لإعادة تشكيل المنطقة وبدلا من ذلك تتواصل مع أكبر قوتين شيعيتين في المنطقة "إيران" و"العراق". فقد سعت تركيا سعيا جاداحثيثا لبناء تحالف في منطقة الشرق الاوسط تترأس زعامته بل وكانت تأمل أن تكون مصر بقيادة الإخوان المسلمين جزء من هذا التحالف ومشاركة فيه، إلا أنه عقب عزل "مرسي" كانت النصيحة المصرية التي تلقاها المسئولين الاتراك تحمل إصرارا يقول " قفوا بالميدان الخاص بكم".
"سوات كيينكيلي أوغلو" المسئول السابق بحزب العدالة والتنمية التركي الحاكم يؤكد قائلا: "إنه لا يوجد شك في أن الرومانسية المتعلقة بالشرق الأوسط قد ولّت".
كما أن الفكرة المثالية الخاصة بقيادة تحالف سني قد تم التخلي عنها لصالح نهج أكثر "براجماتية" يرتكز على تأمين وصول النفط والغاز من أجل الاقتصاد التركي وتحسين الظروف للأعمال التركية وإيجاد مخرج للنزاع المستعصي على الحل في سوريا، الامر الذي يصفه العديد من المحللين بأن هذا التغيير هو بمثابة عودة إلى سياسة تركيا الخارجية مع جيرانها التي تعتمد على عدم إثارة مشكلات معهم.
وبشأن سوريا فإن تركيا بدعمها لمقاتلي المعارضة هناك تقف على الجانب المضاد من كل من إيرانوالعراق الداعمتين لحكومة "بشار الأسد".
إلا أنه في الوقت الذي يواصل فيه المجتمع الدولي سعيه نحو حل سياسي للصراع فقد دخلت تركيا في الخط الدبلوماسي والسبب في ذلك يعود جزئيا إلى أنها قلقة بشأن صعود الإسلاميين المتطرفين ليقودوا المعارضة السورية بجوار حدودها، حيث كانت تفضل أن يقوم العرب بعمل عسكري ضد سوريا.
وفيما يتعلق بإيران فإن تركيا تحاول أن تنصب نفسها باعتبارها قادرة على إقناع إيران على الأقل بالتخلي عن دعمها للأسد تحديدا كجزء من أي خطة سلام، وهذا يسمح لأسطنبول بأن تحفظ ماء وجهها بعد أن أصرت على ضرورة ترك الأسد للحكم.
وقد صرّح مسئول تركي شارك في محادثات مع الإيرانيين قائلا: "إنهم لا يقولون لا أو نعم فهم يعرفون أنهم لا يستطيعون أن يدعموا الأسد إلى الأبد".