وعدت فأخلفت..أو بالأحرى لم تستطع تنفيذه، هكذا وُصفت حركة "تمرد غزة" الشبابية التي دعت إلى النزول والتظاهر في القطاع والدخول في عصيام مدني على حكومة حماس المتواصل على غزة منذ منتصف عام 2007، تحت شعار" التمرد على الظلم"، وللمطالبة بإنهاء الانقسام الفلسطيني وإسقاط حكم حماس المنفرد بالقطاع ثم الاتجاه نحو صناديق الانتخابات. الإثنين 11 نوفمبر.. يشير إلى اليوم الموعود لتحقيق الحلم المنتظر منذ سنوات وهو إنهاء التفكك واللجوء إلى الصناديق لكبح جماح "حماس" المسيطرة على القطاع ، وبعد انتظار وقلق خفي من جانب حماس ، مضى ذلك اليوم دون أي مظهر من مظاهر الاحتجاج أو العصيان المدني، الأمر الذي دعا حماس إلى القول : " تمرد غزة وهمية..ولا وجود لما يسمى تمرد بالقطاع". وبهذا الهدوء العجيب الذى لاحق دعوتها إلى النزول فى الشوارع ، تكون الحركة قد اتفقت مع سابقتها ومصدر إلهامها "تمرد المصرية" في الأهداف، ولكنها اختلفت نوعًا ما و بشكل قد يكون متغيرًا في النتائج، فبعد أن رأت "تمرد غزة" ما أصاب حكم الإخوان من كسر في الهيكل والتنظيم بسبب "تمرد المصرية"، استلهمت الفكرة وبدأت في جمع التوقيعات، حتى بلغ عددها 45 ألف توقيع يدعم الحملة التمرد على حكم حماس، بحسب أحد مؤسسي الحركة. ويبدو أن إحكام حماس سيطرتها على القطاع قد بلغ من الصلابة ما يجعلها تخمد تلك التظاهرات قبل خروجها، ولكن "تمرد غزة" أرجعت السبب إلى وجود أيدي مشبوهة تابعة لحماس تسعى إلى جر الناس للعنف، ومجموعات تدعي أنها "تمرد" ليقوموا بجر البلاد إلى عنف، وامتلاكها معلومات أن قوات الأمن التابعة لحماس تلقت أوامر باستخدام القوة ضد المتمردين، بالإضافة إلى معلومات موثوقة بشأن إعداد حماس لخطة قمعية ضد المظاهرات، بحسب إياد أبو روك المتحدث باسم الحركة. المشهد المقلق نسبيًا لحركة "حماس" دفعها إلى التصريح بأن "تمرد غزة" هي حركة وهمية من صنيعة أجهزة مخابرات أوروبية وعربية، وليس لها أي وجود بقطاع غزة. وقال الناطق باسم حماس سامي أبو زهري في تصريحات إن "تمرد" تسعى لإعادة إنتاج الفوضى بغزة، واتهم أجهزة مخابرات عربية وأوروبية لم يسمها، بالوقوف خلف هذه الحركة، معتبرا أنها مؤامرة على المقاومة وغزة، لن تجني إلا الفشل والوهم. وكانت حركة تمرد اعلنت قبل ايام تأجيل نشاطها الشعبي لاسقاط حكم حماس بحجة خشيتها من اقدام الأجهزة الامنية في غزة التابعة لحماس على سفك الدماء. ولا شك أن تلك التداعيات في المشهد الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة، يستدعي تعقيب اسرائيلي، حيث ذكرت القناة السابعة الإسرائيلية، إن حركة "تمرد غزة" تتأهل لكي تطيح بحركة حماس في غزة، وأكدات أن الحركة تؤكد أن "حماس" تخلت عن هدفها المتمثل في المقاومة المسلحة ضد إسرائيل منذ السيطرة على غزة بالقوة عندما هزمت حركة فتح في عام 2007. وعادت "تمرد غزة" لتعلن 13 نوفمبر يومًا للغضب الفلسطيني في قطاع غزة ، وأوضحت أن اليوم الثلاثاء سيقومون بزيارة أسر القتلى الذين سقطوا على يد حماس، ولكن السؤال هنا.. هل ستقوم الحركة بإثبات قدرتها على الحشد وتحدي "حماس" فى عقر دارها..أم سيتكرر وهم 11 نوفمبر مرة أخرى؟. الآراء تتباين في حقيقة قدرة "تمرد غزة" على حشد أنصارها ضد حكم "حماس" الموصوف بالقمعي، ولكن الأيام تتحدث وليس البشر..فلننتظر ونرى.