«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. جمال زهران يكشف: تفاصيل 48 ساعة للوفد الشعبي المصري في موسكو
نشر في الدستور الأصلي يوم 30 - 10 - 2013

مرسى التقى بوتين لدقائق طلب فيها التعاون.. لكنه رفض لأنه ينتمى إلى منظمة إرهابية

مصر عبد الناصر كانت حاضرة بقوة فى لقاءات الوفد الشعبى المصرى مع المسؤولين الروس

المؤكد وخلال العامين المنصرمين (منتصف 2011 - 2013) وإلى الآن، أن النظام الدولى قد تغير فعلا، وانتقل إلى وضع جديد وهو «الثنائية القطبية المرنة» التى تسمح بدخول أطراف جديدة، وذلك على خلفية الأزمة السورية، والثورة الشعبية الجارفة فى مصر فى 30 يونيو. حيث لم يعد فى المشهد فقط روسيا وأمريكا، بل هناك قطب ثالث وهو الصين التى تنحاز فى مواقفها ناحية القطب الروسى، وأضحى النظام الدولى مثلث الأضلاع (روسيا - الصين - أمريكا)، أما أوروبا فهى دائرة فى فلك أمريكا ولم تستطع أن تتشكل كقطب دولى مستقل ويبدو أنها ستظل على هذا الوضع لفترة قادمة.

وقد خلصت دراسات قليلة وجادة فى مجال نظرية العلاقات الدولية بعد سقوط وتفكك الاتحاد السوفيتى واختزاله فى دولة روسيا الاتحادية باعتبارها أكبر جمهورية فى ذلك الاتحاد وتمثل 70٪ منه، وذلك بنهاية عام 1991م، وما ترتب على ذلك من هيمنة أمريكية أحادية على النظام الدولى فى ظل الضعف الروسى وعدم رغبة الصين فى المنافسة، إلى أن الأحادية القطبية قد تستمر من عشر سنوات إلى عشرين وقد تمتد إلى ربع قرن، وقد رأت هذه الدراسات التى شاركتُ فى بعضها أن عام 2010 هو عام التفكك وإعادة الهيكلة للنظام الدولى المرشح آنذاك للانتقال إلى التعدد القطبى. والسؤال: ماذا يعنى هذا الكلام فى مقدمة هذا التحليل؟

الإجابة بتركيز واختصار، أن انتقال النظام الدولى إلى مرحلة جديدة وهى التعدد القطبى أو الثنائية المرنة يسمح بحرية حركة واسعة أمام الدول الصغرى والمتوسطة على عكس ما كان سائدا إبان حقبة «الأحادية القطبية». وقد شاهدنا مدى الصَّلف والغرور فى السياسة الأمريكية تجاه الدول الصغرى وغيرها خلال العشرين سنة الأخيرة، حتى تفجرت الثورات العربية بنهاية عام 2010، وبداية عام 2011، حيث سعت الولايات المتحدة الأمريكية لإجهاض هذه الثورات وإدارتها بما يحقق أهدافها ومصالحها باستمرار هيمنتها على المنطقة العربية وإعادة تشكيلها فى ظل المشروع الاستعمارى وهو الشرق الأوسط الجديد «The New middle East» وفى ظل الإقحام الأمريكى لسوريا لإدخالها ضمنًا داخل مربع الثورات العربية ليتحقق المشروع «الصهيو - أمريكى» فى لحظة واحدة لتضمن أمريكا التبعية المطلقة للمنطقة العربية، والهيمنة الإسرائيلية المطلقة على هذه المنطقة باعتبارها دولة دينية والولاية ال«51» التابعة للولايات المتحدة، إلا أن اليقظة الروسية والدرس المستفاد من إدارة نصف الثورة التى حدثت فى ليبيا والتدخل السافر بغطاء عربى ودولى وبقوات حلف الأطلنطى لإسقاط نظام بالقوة الخارجية، قادت إلى التصلب والتشدد الروسى فى محاولة الإقحام الغربى لسوريا ضمن مشهد الثورات العربية، وفى هذا السياق فإن دمشق كانت المحطة المحورية فى انتقال النظام الدولى إلى التعددية وما يترتب على ذلك من استبعاد الضربة العسكرية الأمريكية ضد سوريا، واستمرار النظام السورى، والأكثر تأكيدا لذلك أن ما حدث فى سوريا كان حصادا لما عاشته مصر فى 30 يونيو 2013، حيث تفجرت ثورة شعبية أطاحت بالرئيس الإخوانى غير الشرعى وجماعته من الحكم، وتدمير المشروع الأمريكى ومخططاته فى المنطقة لتخرج روسيا وقد كسبت معركة فاصلة فى إعادة هيكلة النظام الدولى وتأكيد وجودها فى المنطقة العربية والشرق الأوسط، وغُلّت اليد الأمريكية التى كانت مطلقة إلى حد كبير.

مثل هذا المشهد كان حافزا لعدد من الوطنيين المصريين للتفكير فى لفت الأنظار إلى ضرورة انفتاح السياسة المصرية على الشرق وفى المقدمة دولة روسيا التى كانت لمصر إبان الاتحاد السوفيتى، علاقات وثيقة الصلة قائمة على الاحترام والصداقة والتشاركية، لا التبعية والاستسلام والخنوع، وهو نمط العلاقة المصرية الأمريكية فى ما بعد حرب أكتوبر 1973 حتى قيام ثورة 30 يونيو 2013، وقد تم الترتيب لهذه الزيارة بتشكيل وفد شعبى كبير وصل إلى 25 شخصية وطنية، ولأسباب لوجيستية، ثم اختصار العدد فى 11 شخصية فقط هم: «اللواء السابق أحمد عبدالله، والسفير رؤوف سعد، والأستاذ سامح عاشور، والأستاذ محمد سلماوى ،والفنان عزت العلايلى، والفنانة هند عاكف، والأستاذ ثروت الخرباوى، والأستاذة سناء الأسيوطى، والأستاذ حسام فودة، والأستاذ كامل أبو على، والدكتور جمال زهران». ولو استُكمل هذا العدد بأشخاص آخرين هم رموز قوية فى المجتمع المصرى، لكان هذا الوفد أكثر تعبيرا وشمولا وتأثيرا وفاعلية حسب تقديرى، ولكن الظروف حالت دون تحقيق ذلك.

وفى هذا السياق كانت فكرة هذا الوفد الشعبى نابعة من نقاشات أوَّلية داخل الجمعية الوطنية للتغيير (ضمير الثورة المصرية) حتى تداخلت وتفاعلت، فتمخض الأمر عن الوفد الفعلى الذى تقرر ذهابه إلى موسكو فى الفترة من الخميس 24/10/2013 حتى السبت 26/10/2013 وقد عقد الوفد مؤتمرا صحفيا ظهر يوم الأربعاء 23/10 فى نقابة الصحفيين استغرق ساعة ونصف الساعة قبل بدء زيارة الوفد ب24 ساعة، تم فيه توضيح أسباب سفر الوفد والأهداف المبتغاة، وتقرر عقد مؤتمر صحفى عقب العودة لشرح ما تم فى الزيارة باعتبار أن الرأى العام هو صاحب الحق فى معرفة كل ما دار، لأن الوفد شعبىٌّ ويعبر عن قطاعات مختلفة داخل الرأى العام، وكل فئات الشعب المصرى.

النشاط الفعلى للوفد فى موسكو

بعد وصول الوفد إلى موسكو نحو الساعة السابعة مساء يوم الخميس 24/10/2013 بدأت نشاطات أعضاء الوفد فى التواصل مع وسائل الإعلام المختلفة (صحافة - إذاعة - تليفزيون) وتم عقد اجتماع بين أعضاء الوفد لتنظيم الأدوار والترتيب للقاءات الغد والبرنامج المعدّ لذلك

اللقاء الأول: وزارة الخارجية الروسية

- بدأت نشاطات الوفد بلقاء فى العاشرة صباحا بالضبط داخل مقر وزارة الخارجية الروسى مع السيد ميخائيل بوجدانوف بصفته الممثل الشخصى للرئيس الروسى بوتين لشؤون الشرق الأوسط، ونائبا عنه فى هذا اللقاء، وكذلك بصفته نائبا أول لوزير الخارجية وممثلا عنه أيضا، لأنه خارج البلاد للإعداد لمؤتمرات وزيارات للرئيس بوتين، واعتذر نيابة عنهما.

وكان بصحبته السفير السابق بالخارجية والمستشار السياسى حاليا ألكسندر سخبوف، صاحب الخبرة الطويلة فى مصر والعالم العربى والشرق الأوسط، مع عدد من المستشارين من وزارة الخارجية لمتابعة اللقاء والحوار.

وبعد التحيّات المتبادلة، كان التقدير الرسمى للوفد الشعبى المصرى كبيرا على مدار ساعتين ونصف الساعة، وكانت «مصر عبد الناصر» حاضرة فى اللقاء بقوة كبيرة، ومن أهم ما قيل للوفد:

«نؤكد أن أى شخص له علاقة بمصر، لا يرضَى بغير دور قيادى محورى لمصر على كل المستويات، ولم يكن هناك من أسس لفقدان مصر لدورها القيادى مطلقا».

«إننا متحمسون لعودة العلاقات المصرية الروسية لسابق عهدها وفى جميع المجالات وبقوة غير مسبوقة وبأسرع ما يمكن».

«إن الدبلوماسية الشعبية من خلال زيارة الوفد الشعبى المصرى هى القوة الناعمة المكملة للدبلوماسية المصرية ولا يمكن انفصالهما»، وذلك فى تقدير خاص رسمى لزيارة الوفد المصرى الشعبى.

«كنا نشعر بخطر شديد وقلق غير مسبوق، ونحن نتابع ما يجرى على أرض مصر، حيث كان هناك خطر شديد أن يحدث وجه آخر لتغيير ملامح العالم العربى، واختلاط الدين بالسياسة».

لقد احتفلنا فى أغسطس الماضى بذكرى تأسيس العلاقات المصرية السوفيتية الروسية، تقديرا لهذه العلاقات القائمة على الصداقة والشراكة والاستراتيجية».

وتعليقا على ما حدث فى 30 يونيو فى مصر، قال السيد ألكسندر سخبوف: «إن عودة الدور المصرى القيادى مهمّ للغاية ليس لمصر فقط بل للعالم كله، وللمنطقة العربية بل ولروسيا على وجه الخصوص».

«العالم كله كان يقف على حافة الهاوية، وسيذكر التاريخ أن مصر وشعبها حال دون ذلك، بما قمتم به فى 30 يونيو، فأنتم لا تناضلون لمصلحكتم فقط بل لمصلحة العالم كله، ونحن نحترم بشكل قاطع سيادة واستقلال مصر وشعبها ونحن ندعم ذلك ولن نسمح بالمساس بذلك، وسنساعدكم حتى تكتسب مصر دورها القيادى وتستعيده، وفى هذا السياق، أودّ لفت أنظاركم إلى ضرورة تقوية العلاقات المصرية مع سوريا لأن هذا سيشكل العلاقات فى المستقبل ومقدمة لصياغة خارطة جديدة للمستقبل فى المنطقة والعالم».

وقد عبرنا خلال اللقاء عن أهمية العلاقات «المصرية - الروسية» فى كل المجالات الاقتصادية والعسكرية والسياحة والثقافة والفنون، وشرحنا خارطة المستقبل ومعركة الدستور الدائرة، والانتخابات البرلمانية والرئاسية القادمة لتحقيق الدولة المدنية الديمقراطية، ترجمةً لثورتَى 25 يناير، و30 يونيو، وشرحنا معركة مصر مع الإرهاب، وتأكد أنهم ضد الإرهاب ووضعوا جماعة الإخوان ضمن المنظمات الإرهابية، وأن د.مرسى حضر إلى روسيا فى زيارة غير رسمية والتقى مع بوتين لدقائق طلب فيها التعاون مع روسيا، ورفض بوتين باعتبار أنه ينتمى إلى منظمة إرهابية، فطلب مرسى منه رفع جماعة الإخوان من قائمة المنظمات الإرهابية، فرفض بوتين وانتهى اللقاء!

ومن أهم الطلبات المباشرة ضرورة البدء بالسماح للوفود الروسية بالحضور لمصر للسياحة، بما فيه من دعم للاقتصاد المصرى، خصوصا بعد إيضاح حالة الأمن الجيدة فى مصر فى المناطق السياحية، وهو ما شهدت به زيارة المسؤولين عن السياحة الروسية.

اللقاء الثانى: البرلمان الروسى (الدوما)

تمت مقابلة السيد ألكسندر رومانوفيتش، نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالدوما، وهو من الحزب الحاكم (روسيا الموحدة)، وبحضور أحد أعضاء اللجنة البارزين «السيد/ أنور» الذى ينتمى إلى حزب «روسيا العادلة»، وهو أكبر حزب يلى الحزب الحاكم، وهما معا أكبر حزبين فى روسيا حاليا.

ودار حوار امتد إلى ساعة ونصف الساعة، كانت خلاصته تأييد «الدوما» إجمالا وأغلبية لما جرى فى مصر فى 30 يونيو، وأكدا أنهما يريان أن مصر شهدت ثورة حقيقية عبَّرت عن الغالبية العظمى للشعب المصرى فى حتمية الإطاحة بالرئيس مرسى الإخوانى وجماعته، التى كانت تحكم من وراء ستار ودون سند من الشرعية. وقد طلبا فى استفساراتهما شرح ما يحدث فى مصر من تطورات وشرحا لخارطة المستقبل، وتم إيضاح ذلك كله من السادة أعضاء الوفد، ووعدا ببذل كل الجهد مع السلطات الرسمية فى روسيا لدعم العلاقات الشاملة بين البلدين، والدعم المباشر للسياحة وتشجيع الروس على الذهاب إلى مصر تدريجيا، حتى يتم رفع الحكومة للحظر المفروض الذى لا يخرج عن التحذير لا المنع المباشر. كما تم إيضاح حجم الإرهاب الذى تواجهه مصر من الجماعة وأنصارها المتأسلمين.

ومن ناحيتهما أكدا أن مصر شريك استراتيجى فى كل شىء، ودعم العلاقات فى كل المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية ضرورة لا غِنى عنها الآن، خصوصا بعد الانتهاء من الأزمة السورية ونجاح روسيا فى إدارتها، وبعد إسقاط الجماعة الإرهابية من السلطة والحكم فى مصر.

وأكد السيد ألكسندر فى ختام اللقاء، بصفته نائبا عن رئيس البرلمان الروسى، وعن رئيس لجنة العلاقات الخارجية، بأن هذه الزيارة للوفد الشعبى المصرى سيكون لها صدى كبير لدى أعضاء البرلمان الروسى، الذين سيبذلون جهدا كبيرا فى تشجيع ودعم الحكومة على السير فى طريق دعم العلاقات «الروسية - المصرية» فى كل المجالات، وتعويض ما فات من فاقد سياسى واقتصادى كبيرين أضرَّا البلدين طوال الأربعين عاما السابقة.

اللقاء الثالث: زيارة مركز الاستشراق

وهو لقاء مع أهم مركز أكاديمى يدعم الحكومة الروسية فى اتخاذ القرارات، وهو الشبيه بمركز «بروكنجز» فى واشنطن. وقد استضافنا المركز بحضور 10 من كبار الأكاديميين، وعلى رأسهم نائب أول رئيس المركز، فى لقاء جاد وشامل مع الوفد المصرى، وقد استمعنا إليهم أكثر مما تحدثنا، لنرى رؤيتهم إزاء ما حدث فى 30 يونيو، حيث تحدث هؤلاء ليؤكدوا أن ثورة شعبية حدثت فى مصر، وأنها تحتاج إلى الدعم والرعاية حتى تستكمل نجاحها بتأسيس نظام ديمقراطى حقيقى، والدعم فى حل جميع مشكلات هذا البلد العظيم «مصر» وأنهم يركزون فى توصياتهم على ضرورة إسراع الحكومة الروسية فى دعم العلاقات فى كل المجالات مع مصر، وأنهم يؤيدون كل ما حدث فى مصر بعد 30 يونيو ويتابعونه، وكانوا يتوقعون ذلك، لأن جماعة الإخوان جماعة إرهابية ولا تصلح لإدارة شؤون البلاد، وغير صالحة للوجود فى السلطة، وأن الشعب المصرى كان سبَّاقا فى إجماعه على إسقاط هذه الجماعة بدعم الجيش المصرى الوطنى.

ومن بين ما ذكره بعض هؤلاء الأساتذة، أن روسيا وشعبها توّاقون إلى عودة عهد عبد الناصر، وأنهم يشعرون ويتوقعون أن عصر عبد الناصر بدأ يعود مرة أخرى.

اللقاء الرابع: مؤتمر صحفى برعاية وكالة موسكو

حيث استمر اللقاء لمدة ساعة بالضبط، وتم الرد فيه على كل تساؤلات الصحفيين، من بينها ما هو مستفز، وما هو مؤيد، وما يحمل الدلالات، ولكن ردود الوفد كانت واضحة ومباشرة وشديدة إزاء وجه الإخوان العنيف. ووصف أحد أعضاء الوفد هذه الجماعة بالإرهابية وأنه لا بد من إقصائها أملًا منه فى معرفة ردود فعل الحاضرين، إلا أنه لم يرد أحد على ذلك الأمر، الذى يشير إلى عدم وجود فعلىّ لهذه الجماعة أو أنصارها فى روسيا، مما يساعد على تنمية العلاقات الشاملة بين البلدين بسرعة شديدة، حال توافر الإرادة السياسية لدى الطرفين.

ولا شك فى أن العمل الدؤوب من التاسعة صباحا حتى الحادية عشرة مساءً دون حتى تناول طعام الغداء، والتنقل بين مؤسسة وأخرى من أجل نقل الصورة كاملة لما يحدث فى مصر، مع الوقوف على الموقف الروسى الرسمى تجاه ما حدث فى 30 يونيو، وآفاق العلاقات «المصرية - الروسية»، كل هذا يشى بأمر مهمّ، وهو أن هذا الجهد لن يضيع سدًى، بل هو مقدمة لفتح آفاق العلاقات الجادة بين البلدين، على خلفية التغيير الحادث فى النظام الدولى، وفى المقابل الأزمة الهيكلية التى حدثت فى العلاقات «المصرية - الأمريكية»، حيث ما زالت الإدارة الأمريكية ووراءها الاتحاد الأوروبى يدعمان الإخوان ويصران على معاداة الشعب المصرى، وهذه فرصة كبرى لكسر علاقات التبعية مع الغرب، والذهاب إلى علاقات الصداقة والشراكة دون تبعية تحقيقا للاستقلال الوطنى المنشود باعتباره أحد أهم أهداف الثورة المصرية فى 25 يناير، و30 يونيو، بعد الحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية.

عاشت ثورة الشعب المصرى، وعاش الشعب المصرى على طريق التقدم والرقىّ، وعودة الدور القيادى لمصر عربيًّا وإسلاميًّا وإفريقيًّا، ويا ليت الشعب المصرى كان معنا فى موسكو، ونحن لسانه وعيونه، ليستمع كلمة «العالم العربى» بعد كلمة «مصر» وهى تخرج بمشاعر حميمية تعيدنا إلى الزمن الجميل، زمن العدالة والاستقلال الوطنى والكرامة.. زمن مصر جمال عبد الناصر.

الثورة مستمرة حتى النصر بإذن الله.. والحوار متصل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.