«لجنة الخمسين» طلعت «مغلقة».. ليس للتحسينات.. ولكن للتصويت «ومغلقة غير سرية»!! هذا ما قاله للناس والإعلام المتحدث الرسمى باسم اللجنة الكاتب والمبدع محمد سلماوى. .. وكأن فى إبداع الأستاذ/ سلماوى «المغلقة» غير السرية.. خصوصا أنه يخرج من المغلقة ليقول السرِّى الذى اتخذ فيه قرارا من الجنة فى المواد التى يتم وضعها فى صياغتها النهائية فى الدستور.
.. فتلك هى شفافية لجنة الخمسين!!
.. تلك الشفافية التى لم يعد الناس يعرفون أنهم إزاء ترقيعات دستورية على دستور الإخوان الطائفى المعطل.. أم يكتبون دستورا جديدا.
.. تلك الشفافية التى لا يريدون فيها أن يرى الشعب مناقشات الأعضاء حول مواد الدستور.
.. وكأن الشعب ليس له علاقة بما يحدث.. وأن عليه أن يتعلم أن يسمع القرارات.. ويستجيب لجماعة الخمسين فقط لأنهم يفهمون أكثر.. ويمثلون قوى سياسية كانت صاحبة الدور العظيم فى الثورة سواء كان ذلك فى 25 يناير أو 30 يونيو، خصوصا الأحزاب الرائدة من أمثال الأحزاب التاريخية والتى قدمت خدماتها لأى نظام سواء كان نظام مبارك أو نظام الإخوان.. بل كان رئيس الحزب عرّابا بين الأنظمة والقوى السياسية.
.. ورئيس الحزب التاريخى الطامح فى أن يكون خليفة الإخوان للسيطرة على الحكومة القادمة ويهيئ إليه أن نظام القائمة فى الانتخابات سيضعه على قمة السلطة «بالوهم».
هو الذى سعى أن يكون أحد جنرالات المجلس العسكرى مرشحا للحزب التاريخى للرئاسة وقدم له استمارة الترشيح الذى ما زال يحتفظ بها الجنرال!!
.. فتخيلوا هذا الرئيس التاريخى للحزب والذى عندما استطاع تبوؤ الحزب قدم أوراق اعتماده والسمع والطاعة إلى رئيس لجنة الأحزاب وقتها صفوت الشريف (!!) هو الذى يدعى الآن أنه أحد قيادات الثورة ضد مبارك وضد مرسى وجماعته.. رغم أن الجميع يعرف أنه كان «عرابا» وصاحب صفقات بين الأنظمة -أى نظام- والقوى السياسية.. فيمارس هوايته فى عقد الصفقات بين القوى والأفراد الساعية إلى المصالح الشخصية على حساب أم الوطن ومستقبله ودستوره.. وبالطبع لا بد من المغلقة حتى لا يراه أحد.. حيث إنه سيخرج ويقول كلاما آخر فى وسائل إعلامه من أنه رجل شفاف ويمارس الشفافية على نفسه!!
لكن الغريب أيضا أن هناك أعضاء اعترضوا على الجلسات السرية أو المغلقة التى يفضلها -تعبيريا- المبدع محمد سلماوى.. وطالبوا بالشفافية وعلانية الجلسات والمناقشات النهائية حول مواد الدستور.. إلا أنهم عادوا إلى ممارسة صفة الصمت والسكوت.
.. فلماذا صمتوا.. على الجلسات السرية.. أو حتى المغلقة.
.. فالشعب يريد أن يعرف ماذا يدور فى هذه الجلسات.
.. أليس الشعب هو صاحب الفضل فى الثورة؟
.. أليس الشعب هو الذى تصدى للإخوان عبر عام من حكمهم فى نفس الوقت الذى كان هناك من يعقد الصفقات من قيادات لجنة الخمسين مع الإخوان وشاطرهم؟!!
.. فمن حق الشعب أن يعرف دستوره الذى بذل الكثير من أجله.. ولا يزال.
.. ومن حق الشعب أن يرى أعضاء لجنة الخمسين وهم يناقشون المواد.. وصياغتها.
وعيب على هذه اللجنة أن تخضع لقرارات السرية التى لا يعلمون من أين مصادرها.
.. فكفى سرية.
.. وكفى إنكارا للشفافية.
.. فلن ينصلح أحوال البلاد فى ظل ما يجرى من إنكار.. حتى ولو كان هناك متحدث رسمى.
.. لقد ذهب الإخوان بالبلاد للجحيم لإنكارهم الشفافية.
.. وقبلهم جرّف نظام مبارك الاستبدادى البلاد بإنكارهم الشفافية.