«عرمان» يطالب الأممالمتحدة بإجراء تحقيق في الانتهاكات التي قامت بها حكومة الشمال الجيش الجنوبى يشتكى من ميليشات القبائل العربية طلبت الحركة الشعبية لجنوب السودان من الأممالمتحدة أمس الأول «التحقق» ميدانياً من اتهامات مفادها أن السلطات المركزية في الخرطوم تسعي إلي زعزعة استقرار جنوب السودان عبر تسليح الميليشيات والقبائل مع اقتراب الاستفتاء حول الاستقلال. وصرح «ياسر عرمان» المسئول الرفيع المستوي في الحركة الشعبية لتحرير السودان بأن علي الأممالمتحدة أن توجد حيثما تنتهك الاتفاقات الأمنية، ولابد من تفويض قوات الأممالمتحدة هنا ونطلب منها التعاطي مع هذا التفويض بجدية والتحقق من اتهامات مختلف الأطراف. وقال «عرمان» الذي رشحته الحركة إلي الانتخابات الرئاسية في أبريل التي أعادت الرئيس «عمر البشير» إلي السلطة في مؤتمر صحفي: إن التحقق أمر مهم جداً لكنه لا يحصل. ووقعت مواجهات بين عناصر من قبيلة الرزيقات العربية وجيش جنوب السودان قتل فيها 55 شخصاً قبل أسبوعين علي الحدود بين دارفور وجنوب السودان، ووقعت مواجهات في السابق بين عناصر من قبيلة المسيرية العربية والقوات الجنوبية. وفي الحالتين، اتهم الجيش الجنوبي الحكومة المركزية في الخرطوم بتسليح هذه القبائل العربية لزعزعة استقرار جنوب السودان، وهي منطقة شاسعة تتمتع بشبه حكم ذاتي، ومن المقرر أن يجري في يناير المقبل استفتاء حول الانفصال أو البقاء ضمن السودان. ويضم السودان بعثتين للسلام، بعثة الأممالمتحدة «حوالي 10 آلاف رجل» ومكلفة بمراقبة تطبيق اتفاق السلام المبرم في أواخر 2005 والذي وضع حداً ل22 عاماً من الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب، والبعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي المنتشرة في دارفور. ويتعين علي عناصر البعثتين الحصول علي تصريح من الجيش السوداني لدخول بعض المناطق في شمال السودان، ومن الجيش الجنوبي بالنسبة إلي جنوب السودان، لكن طلباتهم تلقي الرفض أحياناً. وقال «عرمان» نعتبر أن البعض يستخدمون الدسائس بهدف زعزعة استقرار الجنوب من الداخل والخارج، من الداخل مع ميليشيات وعبر بعض الشبكات، ومن الخارج عبر استخدام بعض القبائل. وقد عمد «جورج أثور دنغ» وهو جنرال في الجيش الجنوبي ترشح في انتخابات أبريل كمستقل لمنصب حاكم ولاية جونغلي لكن لم يحالفه الحظ، حيث فاز منافسه حاكم الولاية المنتهية ولايته كول مانيانغ، إلي تحريك مجموعة من المقاتلين هاجموا قاعدة للجيش الجنوبي الأسبوع الماضي. ويريد هؤلاء المتمردون إلغاء فوز مانيانغ، وتوعدوا بالسير نحو بور عاصمة ولاية جونغلي، ووقعت صدامات الخميس الماضي بينهم وبين الجيش السوداني في منطقة نائية من ولاية جونغلي. وتحدث «أثور» عن سقوط 53 قتيلاً في صفوف الجيش وثلاثة في حركة الثوار في تصريحات لوسائل الإعلام، لكن الجيش نفي هذه الحصيلة متحدثاً عن جريح فقط. وقال «ياسر عرمان» لدينا معلومات عن أن «جورج أثور» يتعامل مع أناس من خارج جنوب السودان، فكيف حصل علي السلاح والذخائر للقيام بحرب؟ معرباً عن الأمل في أن يتراجع أثور عن تمرده.