إخوان بلا عنف.. وإخوان بعنف! تماما مثل الفتّة بالثوم، والفتّة من غير ثوم.. أو كما قال النجم عادل إمام فى مسرحيته الشهيرة «شاهد ماشافش حاجة» «والواحد يبقى عنده بنطالونين.. واحد اللى بعفريت، والتانى اللى أبو من غير عفريت»!! عجبا لما نمرّ به من مهازل وسخريات يندى لها الجبين.. لماذا نبدو دائما كأننا نتمسّح ونلهث ونهرول وراء شبح الإخوان عملا بالمثل القائل «لا بحبك، ولا باقدر على بعدك!».. كل هذا يحدث، حتى بعد أن تآكلت طلعتهم البهية، وفضحت سيرتهم العفنة، وتشرّد دستورهم الخطيئة، لقيط الليالى الخوالى!
فأيّا كان صنف أو نوع هؤلاء الشباب من الإخوان الذين يحاولون أن يتسرّبوا إلى حياتنا، وإلى مشهدنا السياسى من جديد.. سواء كانوا منشقين، أو منزوعى العنف والدسم.. فهم إخوان، فإذا طلعوا علينا بأقنعة الشيوخ.. فهم شيوخ الإخوان، وإذا طلعوا علينا فى صورة صبيان.. فهم صبيان الإخوان، وإذا تخفّوا وتنقّبوا ليطلعوا علينا فى هيئة النساء.. فهن نساء الإخوان «والعياذ بالله».. فهن تماما مثل تلك المرأة الجامبو التى شاهدناها فى اعتصام رابعة تهدّد المسيحيين، وتقول لهم أمام عدسات المصورين بصوت خشن كأسنان المنشار الخشّابى «حانحرقكم يا نصارى.. حانولّع فيكم...».
ولا أستطيع أن أمنع نفسى من أن أطرح هذا السؤال الذى أراه منطقيا وواضحا وضوحا منزوع السذاجة.. «لماذا يتمسك هؤلاء الشباب المنشقون عن الإخوان بأن يلقبوا أنفسهم بشباب الإخوان؟! وهم رافضون لنهج وسلوك وأفعال الإخوان، يذرفون الدمع خجلا من أفعال قادتهم ورموزهم.. وينكّسون رؤوسهم وهم يعلنون رفضهم لأساليب العنف والإرهاب التى نشرها الإخوان فى ربوع البلاد!! إذن فما أنتم إلاّ منتج جديد من خلايا الإخوان.. بعث بكم كبيركم هذا.. أو شاطركم هذا.. أو مرشدكم هذا.. بورقكم هذا.. «فلينظر أيها أزكى طعاما فليأتكم برزق منه وليتلطّف ولا يشعرن بكم أحدا» صدق الله العظيم.. هم يتلطّفون حتى لا يشعر بهم أحد.. وقد يصل هذا التلّطف إلى حد أن يخضعوا بالقول، فيطمع الذى فى قلبه مرض.. والذى فى قلبه مرض هذا، هو الذى يدعونا دائما للمصالحة والمصافحة التى تصل بنا فى النهاية إلى حدّ الصفح والصفع على قفانا، وقفا ثورتنا وشهدائنا وشرطتنا، ومساجدنا وكنائسنا، واقتصادنا المنهار وسياحتنا المغتالة.. ومياديننا وشوارعنا المستباحة لمظاهرات الشر والعنف والرايات الصفراء التى تسب الوطن والجيش وقائده وتاريخه المجيد! متى ستعرفون أيها السادة أن الثورة يقين؟! وأن التغيير حتمى وواجب لن يحيد عنه هذا الشعب الذى نفد صبره مرتين.. والتالتة تابتة!! لماذا تصرّون على مسخ ملامح الثورة وتجريدها من ثوبها الجديد الناصع الأخّاذ؟! لماذا أدمنتم الرعشة والارتعاش وغرس رؤوسكم فى الرمال.. تارة أمام المتسللين من بقايا الإخوان، وتارة أمام حزب النور الذى يشرط ويتشرّط ويتبغدد كأنه صانع الثورة ومفجّرها الباذل من أجلها كل غالٍ ونفيس من أرواح شهدائه الذين لم يجودوا لمصر بنقطة دم واحدة.. بل كانوا دائما يرقصون على حبال أبناء عمومتهم من الإخوان المفلسين.. يقبلون دوما أن يكونوا ذراعهم وفزّاعتهم التى يهدّدوننا بالبطش بها عند اللزوم.. لم نر وقوع شهيد سلفى واحد منذ اندلاع ثورة 25 يناير وحتى يومنا هذا، مرورا بكل ساحات البطش فى التحرير وماسبيرو والاتحادية ومحمد محمود.. ولا حتى فى ميادين الوهم الثورى، مصطفى زلطة وعبده كفتة!! ورغم ذلك نجد من يتعلّق فى ذيل ثوبهم مستميتا يستجديهم فى البقاء. يهينون مصر فى الاستخفاف بسلامها الجمهورى ولا يجدون حرجا أو غضاضة فى انتشار شعار رابعة الماسونى المشبوه الذى تتبناه جماعة الإخوان المسلمين، فيرفع باسم الإسلام لإحداث الشر والعنف والإرهاب فى المجتمع الآمن.. لم نجد من يخرج علينا من حزب النور ليدين كل فعل يشوّه الإسلام تبنته جماعة الإخوان.. لكنهم حريصون كل الحرص أن يدسّوا أنوفهم فى مكاسب الثورة التى لم تشهد منهم لمحة ثورية واحدة.. ولا حتى فتفوتة ثورة أسيلت بسببها دماؤهم الذكية.. وسلم لى على ذكية!! فعلاقتهم بالثورة تذكّرنا تماما بعلاقة لحية محمد بديع.. بنقابه!!
أفيقوا يا أولى الأمر.. امنعوا مظاهرات الشر والتهديد التى تتسع دائرتها يوما بعد يوم، وقد أصبحت مرتعا وملاذا لكل حاقد ومحبط وخائن ومخرّب وفئوى وأولتراسى.. فلم تعد هذه المظاهرات عنوانا للإخوان المسلمين وحدهم.. وهذا ما شجّع على اشتعال التبجّح فى الجامعات.. فكفانا لعب وهزارا مع العبيط.. فنحن إذن ودوما الخاسرون!!