حينما أعلنت شبكةABC التي تملكها شبكة «ديزني» عن انتقال الإعلامية «كريستيان أمانبور» إليها الشهر الماضي، قالت شبكة CNN في بيان لها إن عمل «أمانبور» بالشبكة طوال 18 عاماً رفع من مصداقية أخبار القناة وجعلها في الطليعة، وفي المقابل فتحت CNN لها الأبواب حول العالم، وقدمت لها منصة عالمية للتغطية الإعلامية تميزت بالجرأة. وقد عبرت تلك الصفقة الإعلامية عن القيمة الكبيرة التي تتمتع بها «أمانبور» داخل الإعلام الأمريكي والعالمي، إنها من أشهر الإعلاميات التي ظلت تعمل كمراسلة في جميع أنحاء العالم في العديد من المناطق الساخنة والخطرة في العالم، وأصبح وجهها مألوفاً لمتابعي نشرات الأخبار في أمريكا والشرق الأوسط، هي شخصية تملك كثيرًا من الصفات المهنية الاحترافية والعلاقات المتعددة التي جعلتها من أكثر مراسلات العالم التصاقاً وتفهماً لمنطقة الشرق الأوسط. «أمانبور» ابنة الإيراني «محمد أمانبور» الموظف بشركة طيران والإنجليزية «باتريشيا»، انتقلت مع عائلتها بعد مولدها في لندن عام 1958 إلي طهران وقضت طفولتها في إيران تحت حكم الشاه، وفي عام 1969 هربت عائلتها من طهران إلي لندن بعد قيام ثورة الخميني وخلع الشاه، ولاحقاً درست «أمانبور» الإعلام في الولاياتالمتحدة وعملت في عدة وظائف لصالح شبكةNBC وبعدهاCNN وأتتها الفرصة لتعمل مراسلة حربية وقت حرب الخليج الأولي، ومعروف عن «أمانبور» إجادتها الفارسية والفرنسية إلي جانب الإنجليزية وأثناء حرب الخليج تمكنت «أمانبور» من تقديم عديد من التقارير التي مثلت نقلة مهمة بالنسبة لتغطية أخبار تلك المنطقة الغريبة بالنسبة للأمريكيين المسماة بالشرق الأوسط، ولهذا جاءت برامجها التحليلية بعد ذلك ذات خصوصية في تفسير السياسة الأمريكية وكيفية تأثيرها في العالم، عن ذلك قالت في حديث صحفي إنها تحاول جعل الأخبار العالمية أقل غرابة علي الأمريكيين، وقد شهدت «أمانبور» أهم أحداث العالم خلال سنوات عملها كمراسلة أثناء حصار البوسنة وفي البلقان وأفغانستان والصومال ورواندا وداخل الأراضي الفلسطينية وفي العراق وإسرائيل، لها موقف شهير علي الهواء أثناء محادثة تليفونية مع الرئيس الفلسطيني الراحل «ياسر عرفات» الذي كان محاصراً داخل مبني المقاطعة في رام الله حينما أغلق الهاتف في وجهها غاضباً من أسئلتها، قامت بكثير من الحوارات مع كثير من قادة الشرق الأوسط، لها برامج تحقيقات وثائقية شهيرة من بينها برنامج بعنوان «جنود الرب» أثار كثيراً من الجدل قامت فيه بلقاء شخصيات متدينة متطرفة من الديانات الثلاث الإسلام والمسيحية واليهودية، وخلص البرنامج الوثائقي إلي أن التطرف في الديانات الثلاث يحمل نفس الصفات والأفكار المتشددة، ولكنهم يختلفون في التصرفات وردود الفعل، وقد اتهمتها مجموعةHonest Reporting المهتمة بصورة إسرائيل في الإعلام بأنها كانت لينة مع المسلمين وقاسية علي اليهود في برنامجها. برنامج «أمانبور» «Amanpour» الذي تقدمه منذ سبتمبر عام 2009 من أشهر برامج التحقيقات واللقاءات التليفزيونية علي شبكةCNN الإخبارية، وتبدأ «أمانبور» في شهر أغسطس المقبل تقديم برنامج «هذا الأسبوع» «This Week» بدلاً من مذيعه «جورج ستيفانوبولوس» الذي انتقل لتقديم برنامج «صباح الخير أمريكا» بدلاً من الإعلامية «ديان سوير»، وبرنامج «هذا الأسبوع» توك شو أسبوعي يقوم بالتحليلات السياسية لأحداث الأسبوع، وتعد تلك هي المرة الأولي التي تستعين بها شبكة ABC بمذيعة من خارج الشبكة لتقديم برنامج مهم.