«سلسلة طويلة من الخوف والكبت والجُبن والكدب.. والعمر قصير عشان نضيعه في المتاهه دي».. تلك هي النتيجة التي وصل لها «عدلي» أو «محمود حميدة» الذي في سبيل الحصول علي «آخره بيضا» قرر أن يعيش هو وأسرته «عيشة سودا».. وهي النتيجة التي تقوده إلي ذلك السؤال المفزع الذي يضعه ويضعنا معه أمام مرآتنا البشرية المشروخة والكاذبة والمتناقضة.. «يعني لو مافيش ولا جنة ولا نار.. ياتري كنت حاعمل نفس الحاجات»؟! لو أراد الله لنا ألا نخطئ أبداً.. لخلقنا منذ البداية ملائكة.. ولو أراد لنا أن نكون مدفوعين بغريزتنا فقط لخلقنا منذ البداية حيوانات.. لكنه أرادنا بشراً.. بشراً تتنازعهم شهوة غرائزهم من جانب فتنتصر أحياناً بينما تتنازعهم حكمة عقولهم من جانب آخر فتنتصر أحياناً أخري.. ومن ذلك الصراع الأزلي بين غرائزنا وعقولنا وبين شهوتنا وحكمتنا تنبثق القوة الدافعة لتسيير تلك التجربة الدرامية المسماة.. حياه.. تلك الهبة الجميلة والمعجزة العظيمة التي منحها الله لنا أو منحنا لها لنعيشها ونفهمها ونحاول تغييرها للأفضل.. لكننا قررنا اختزالها بكل جلالها ورونقها في مجرد حصالة.. حصالة لتحويش أكبر عدد ممكن من الحسنات.. التي عن طريقها يمكننا الدخول إلي الجنة ِعِدل.. وفي خضم عملية الحساب والتحويش تلك قررنا إقناع أنفسنا بأننا طيبون بالفعل وبأننا نفعل الخير ونأتي الحسنات ابتغاء مرضاة الله وليس ابتغاء امتلاء الحصالة.. فانهمكنا في التمثيل علي أنفسنا وعلي الآخرين وعلي ربنا ونسينا السبب الرئيسي الذي من أجله أتينا إلي تلك الحياة.. ألا وهو.. أن نحياها! هكذا.. إنهمك «عدلي» المتزمت والمتناقض والمثير للشفقة في تحويل الحياة إلي جهنم صغنتوته أملاً في أن ينال مقابل ذلك آخرة عبارة عن جنة كبيييرة.. وهو ما لا يمكن أن يسفر سوي عنه وهو يتحدث ببرود أشبه ببرود إنسان آلي تمت برمجته حديثاً.. «كل اللي بنعمله دا حيقعد لنا في السما».. لتجيبه زوجته «نعمات» أو الجميلة «ليلي علوي» بزهق وغضب أنثي يخشي زوجها الاقتراب منها أملاً في الاقتراب أكثر من الجنة.. «يا أخي دا إحنا كده بقالنا عزبة في السما.. حوشلنا شوية علي الأرض»!