أنهت جميع البعثات استعدادتها لعودة المعتمرين فى الرحلات التي تبدأ بعد ختم القرآن مساء غد الثلاثاء ، حيث عقد وكيل أول وزارة السياحة رئيس قطاع الشركات صلاح هيكل اجتماعا موسعا مع أعضاء البعثة للتنسيق فى رحلات عودة المعتمرين المصريين وتلافى أية مشكلات تظهر فى الرحلات سواء بتكدس المعتمرين أو اختلاف حجز الطيران. وقال هيكل - فى تصريحات خاصة له - إنه تم توجيه لجان وزارة السياحة فى كافة المنافذ والمطارات بضرورة اتخاذ التدابير اللازمة لعدم حدوث أية مشكلات تواجه رحلات العودة والتشديد عليهم بضرورة التدخل الفورى لحل أية مشكلة طارئة يمكن أن تحدث مثل تعطل الأتوبيسات فى رحلات البر أو تعطل الرحلات الناقلة عبر البحر إلى ميناء نويبع ، مشيرا إلى أن هناك أتوبيسات احتياطية تم تخصيصها للأعطال المفاجئة.
وأضاف أنه تم التنسيق مع السلطات السعودية بعدم السماح للأتوبيسات الناقلة للمعتمرين بعدم التنقل إلى المطارات والموانىء إلا بالأتوبيسات المحددة وتذاكر سفر مؤكدة وقبل موعد الرحلة بست ساعات فقط وذلك منعا للتكدس والزحام حيث يحرص جميع المعتمرين بعد ختم القرآن الكريم على السفر إلى مصر لقضاء العيد مع ذويهم فيتوجهون إلى المطارات أملا فى إيجاد مكان فى أى رحلة للعودة إلى مصر.
وأكد أن الأرقام الرسمية تشير إلى أن المتبقى من المعتمرين المصريين فى الأراضى المقدسة حتى الآن حوالى 21 ألف معتمر فقط ، إلا أن العدد الحقيقى يتجاوز هذا الرقم ويصل إلى أكثر من مائة ألف معتمر لأن معظم الشركات السياحية لم تسجل أسماء المعتمرين وقامت بالمخالفة للضوابط بمد فترة العمرة من شهر شعبان أو أول شهر رمضان وحتى نهاية شهر رمضان .
وقال وكيل أول وزارة السياحة رئيس قطاع الشركات صلاح هيكل إن رحلات البر شهدت تجاوزات صارخة من شركات السياحة الموسم الحالى حيث لم تسجل سوى 51 شركة فقط من بين 120 شركة بنسبة 43 فى المائة فقط أسماء المعتمرين وتسليم جوازات سفر السائقين وهى تعد نسبة منخفضة جدا ومخالفة صارخة للضوابط مما يستلزم معاقبة الشركات المخالفة بالحرمان من تنظيم الحج والعمرة وعقوبات للسائقين والمشرفين.
وشدد على أن عدم التزام الشركات السياحية بالصورة التى جاءت هذا الموسم نتيجة لعدم تنفيذ العقوبات التى يتم توقيعها على الشركات السياحية بالكامل نتيجة تدخلات وضغوطات لتخفيف العقوبات على الشركات أو إلغاءها.
وأوضح أنه لتلافى كل هذه الأخطاء والمخالفات أعدت البعثة مجموعة من التوصيات التي يتم رفعها لوزير السياحة هشام زعزوع للأخذ بها بدءا من الموسم القادم منعا لتلك المشكلات.
وأضاف أن تلك التوصيات تتضمن تطبق أحكام القانون المنظم للشركات السياحية على المخالفين لضوابط العمرة المعتمدة ويستلزم ذلك الأمر وضع لائحة جزاءات تفصيلية عن كل مخالفة لأن الوضع الراهن يشير إلى أن أى مخالفة تندرج تحت بند الإخلال بتنفيذ البرنامج وهو أمر غير رادع للشركات التى اعتادت ارتكاب المخالفات بشكل فج وصريح .
وأِشار إلى أن التوصيات تتضمن أيضا البحث عن آلية فعالة بالتنسيق مع غرفة الشركات للحد من نفوذ السماسرة حيث إن دورهم مازال مستفحلا وزاد نفوذهم بشكل أربك رحلات العمرة ، وتتضمن أيضا تغليظ العقوبات على الشركات التى تقوم بتعديل سكن المعتمرين دون إخطار الوزارة خاصة إن السكن البديل غالبا ما يكون غير معاين من لجان الوزارة وفى أماكن نائية أو محظور الإقامة بها مما يعرض حياة المعتمرين للخطر ويسىء لسمعة مصر فى الأراضى السعودية.
وقال وكيل أول وزارة السياحة رئيس قطاع الشركات صلاح هيكل إن التوصيات تضمنت أيضا إعادة النظر فى الضوابط الخاصة بالمشرفين التابعين لوزارة السياحة حيث تبين من الواقع العملي انخفاض المستوى المهني للعديد منهم وعدم إلمامهم بواجبتهم وهو ما كان مصدر تضرر من جانب المعتمرين ، وهو يأتى نتيجة اعتماد الشركات على السماسرة.
وأضاف إن البعثة أوصت بعقد اجتماع عاجل بين مسئولى الوزارة والغرفة وشركات الطيران الناقلة لعرض السلبيات المتعلقة بالحجوزات الوهمية بين بعض شركات السياحة وشركات الطيران فيما يتعلق بمواعيد عودة المعتمرين وعدم الاكتفاء بخطاب تأكيد الحجز ذهابا وعودة مع إلزام الشركات الناقلة فى حال ثبوت مخالفاتها بتحمل الوزارة قيمة تذاكر العودة وخصمها من خطاب الضمان.
من جانبه ، قال وكيل وزارة السياحة رئيس البعثة بمكة المكرمة عبد الله عبد الخالق إن هذا الموسم يعتبر الأسوأ بين مواسم العمرة خلال السنوات القليلة الماضية ؛ نظرا لتجرؤ العديد من الشركات وعدم تخوفهم من العقوبات مما يدفعهم لعدم الالتزام بالضوابط .
وأكد أنه فى حالة الالتزام بالتوصيات التى سيتم رفعها من البعثة للوزير سيتم تضييق الخناق على المخالفين والمتلاعبين بمصير ضيوف الرحمن ، والقضاء على ظاهرة السماسرة تماما ..مشيرا إلى أن ذلك سيتم مناقشته بالتفصيل خلال الاجتماع الذي يعقد عقب الموسم بين الجانبين المصري والسعودي.