أن يحترق مصنع أو شركة.. فهذا خبر لم يعد يثير الانتباه بسبب تكراره.. لكن الأسبوع الماضي تعددت الحرائق الضخمة.. فكان حريق مصنع الشرقية للدخان بمدينة أكتوبر.. وبعده بأيام كان حريق مصنع جهينة للألبان بأكتوبر.. والذي حمل أكثر من علامة استفهام وملاحظة.. منها: 1- ضخامة حجم الخسائر والتي بلغت 350مليون جنيه.. مما جعله الحريق الأكبر خلال السنوات الأخيرة.. وزاد من حجمها تدمير الحريق لكل منشآت ووحدات المصنع. 2- كشفت الصحف غياب أجهزة إطفاء تعمل بكفاءة عالية داخل المصنع.. مما كان سيقلل من حجم الخسائر.. فكيف لمصنع يضم كل هذه الاستثمارات الضخمة ولا يمتلك أجهزة إطفاء حديثة تواجه مثل هذه الأخطار.. هل هو سوء تقدير من إدارة المصنع لأهمية تلك الأجهزة؟. 3- أن يهمل مصنع في إنشاء أنظمة إطفاء حرائق.. فهذا جائز.. أما غير الجائز فهو عدم اهتمام الأجهزة الحكومية المسئولة بغياب أجهزة الإطفاء عن المصنع.. رغم أن تلك الأجهزة تحرر المحاضر لورش بير السلم إذا لم تجد لديها أنظمة الأمان الحديثة.. ولم تنشر الصحف ما يفيد توجيه إنذارات من الجهات المعنية لمصنع جهينة حول غياب نظام حديث للإطفاء. 4- هرعت 25سيارة إطفاء إلي مكان الحريق.. لكن النتيجة النهائية هي احتراق المصنع بالكامل.. مما يعني تأخر وصول سيارات الإطفاء أو أنها وصلت لكن دون استعداد كافٍ.. أو أن القائمين بالإطفاء تنقصهم خبرة التعامل مع تلك الأنواع الضخمة من الحرائق.. هذه كلها أسئلة تحتاج إجابات وتوضيحات من المعنيين. 5- أخطر ما كشفت عنه الصحف هو حصول المصنع علي رخصة إنشاء فقط دون الحصول علي رخصة تشغيل.. رغم أنه يعمل منذ سنوات.. ولا تكفيني هنا كل علامات الاستفهام والتعجب.. فهذا مصنع يعمل به عدة آلاف من العمال.. وصاحب المصنع رجل أعمال معروف للجميع.. كما أن المصنع لا يعمل تحت بير السلم بل داخل المنطقة الصناعية.. ويحمل علامة تجارية تكاد تكون الأشهر في مجالها.. ثم نفاجأ بعد ذلك بأن المصنع لا يحمل رخصة تشغيل.. بالذمة ده اسمه كلام. 6- رغم كل الملاحظات والمخالفات السابقة فإن إدارة المصنع كانت حريصة علي التأمين عليه ضد أخطار الحرائق وما شابه.. حتي تجد التعويض المناسب حال حدوث كوارث مثلما جري.. لكن علي الجهة المقابلة فإن إدارة المصنع أهملت توفير أجهزة إطفاء.. وكذا استكمال بقية أوراق التشغيل وتلك علامة استفهام أخري. بقيت ملاحظة أخيرة وهي أن الحريق عندما دمر المصنع بالكامل فإنه قد أثر بالتالي في حصة إنتاج المصنع بالسوق في قطاع الألبان.. مما سينتج عنه قلة العرض وزيادة الطلب وارتفاع الأسعار.. وستسعي الشركات المنافسة إلي تحقيق مكاسب مادية استغلالاً لما جري.. فهل تنتبه الأجهزة الرقابية لذلك.. أم أن الأمر متروك للفهلوة بعد أن أصبحت السوق دون رابط أو ضابط ؟! حريق مصنع جهينة كبير.. لكن أسئلته أكبر.