زاخر: نظام الإخوان يكرر نفس سياسات النظام السابق تجاه الأقباط.. وخطابه فقرة هزلية فى سياق جاد مرسى أشار فى نهاية خطابه الأخير إلى المواطنين المصريين المسيحيين، مطالبًا إياهم بعدم الخوف من كل ما هو «إسلامى»، قائلا «الأخوة المسيحيين، ودًا وتقديرًا وبرًا، نحن شركاء بلد واحد، وإنى لا أشعر براحة كبيرة من علاقات فاترة خلف الزيارات والبروتوكولات التى تجمعنا، وإن كنت أقدر حجم ما جعل كل ما هو إسلامى فزاعة لكم، لكن المتدينين هم أكثر الناس حرصًا على بعضهم البعض وعلى البلاد».
يذكر أن بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الأنبا تواضروس الثانى غاب عن حضور الخطاب، كما غاب عن الحضور أى من ممثلى الكنائس المصرية الأخرى، وكذلك شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب.
سكرتارية البابا تواضروس ذكرت أنه لم توجه دعوة إلى الكنيسة لحضور الخطاب، وأن البابا ألقى محاضرته الأسبوعية فى موعدها المعتاد.
كمال زاخر منسق التيار العلمانى القبطى، قال إن الخطاب فى مجمله «فقرة هزلية فى سياق جاد»، موضحا ل«التحرير»، أن مرسى يحاول غسل يديه مما يقوم به تنظيم الإخوان، وهو عضو أساسى أو الجماعات المنبثقة منه، مضيفًا أنه «إذا كان النظام السابق مسؤولًا عن ترويع الأقباط بإطلاق كلاب السلطة عليهم، فالنظام الحالى يفعل نفس الأمر، وكان عليهم أن ينفوا ذلك عنهم، فمنذ حادثة أطفيح وحتى الكاتدرائية، يتضح أنهم ضالعون فيها عن قناعة مدعومة برؤية عقائدية».
زاخر أضاف أن لغة الحديث عن الأقباط تثير علامة استفهام، خصوصًا عندما تكلم عما سماه «المراوغة» فى اللقاءات مع الكنيسة، قائلًا «كنا نتمنى أن يرتقى إلى مستوى الحدث، ويقدم حلولًا حقيقية»، لافتا إلى أن الكنيسة مع البابا تواضروس قررت الابتعاد عن السياسة، وإذا كان برتوكوليًّا الحضور، فلا يحضر البابا ويرسل شخصًا مندوبًا عنه سواء كان علمانيا أو أحد الآباء الكهنة، فهذا يحمل رسالة مهمة أن الكنيسة لم يعد لها دور فى العملية السياسية. مشيرا إلى غياب الكنيستين الكاثوليكية والإنجيلية وعدم حضور أى ممثل لهما.
منسق التيار العلمانى القبطى قال «هناك رسالتان، إحداهما غابت، وكان يجب أن توجه إلى أبواق الإرهاب والترويع من أهله وعشيرته، والرسالة الثانية تاهت، التى وجهها إلى الإعلام، وهو عنوان خطأ، وكان يجب أن توجه إلى العشيرة».
جمال أسعد الكاتب والسياسى قال عما ذكره مرسى تجاه المسيحيين «هى رسالة ضمن الرسائل التى يقصد منها بطريق غير مباشر التودد والمجاملة والاستقطاب لبعض القطاعات، ومنهم المسيحيون والقوات المسلحة والشرطة، وتحدث عن العلاقة الفاترة بينه وبين الكنيسة، مع أن العلاقة بين المؤسسة الكنسية وبين الرئاسة هى فى الإطار التاريخى والوطنى، لا السياسى، فهو يتمنى أن تكون الكنيسة تحت أمرة السلطة».
أسعد أوضح أن مرسى لم يتحدث عن أسباب فتور العلاقة، معللًا بأن النظام السابق جعل الإسلاميين فزاعة، متسائلا: أليس عاصم عبد الماجد يهدد الأقباط والكنيسة الآن؟ وأنهم لو نزلوا 30 يونيو سيكونون ضد الشريعة، قائلا إن «مرسى تناقض فى خطابه، وعلى رأس التناقض ما قاله بشأن المسيحيين، ومرسى ذاته لم يتقدم قيد أنملة بخطوة واحدة إيجابية تجاه الأقباط، خصوصًا عند الاعتداء على الكاتدرائية لأول مرة، وفى ذات الوقت يتحدث عن المواطنة، فأين هى المواطنة؟».
الباحث والكاتب سليمان شفيق قال «للمرة الأولى فى حياتى أشعر أن هناك رئيسًا مقتنعًا أن الجميع ضده ويبقى فى مكانه»، مضيفًا أن «مرسى ذكرنى بالرئيس الراحل السادات، حينما قال أنا رئيس مسلم لدولة مسلمة، وهاجم قداسة البابا شنودة، وبعدها قتل»، مضيفًا أن «مرسى أعلن شهادة وفاته كرئيس خلال الخطاب، فرسائله الأخيرة شملت كل المؤسسات والجهات، معتبرهم ضده، سواء الأقباط أو القضاء أو وزارة الدفاع، والشرطة وشباب الثورة فهو لا يرى خارج الجماعة، ولم يعد له ثقة بنفسه وجماعته، فلأول مرة فى التاريخ يوجد رئيس يوحد الأمة ضده».