هل هو حقا إعلام مواز؟أم هل هو كما يصفونه الإعلام الجديد؟ بصفة عامة لا أعتبر نفسي من المهوسين بالكمبيوتر،و أعترف بأنني قد سبق لي وأن فتحت عدة حسابات علي ذلك التويتر ثم اختفت ولم أتمكن من العثور عليها بعد ذلك فنسيتها تماما،ثم تناهي ذكر التويتر إلي سمعي بعد ذلك في مناسبات مختلفة ومتنوعة،فعندما انفجرت المظاهرات في الشارع الإيراني عقب الانتخابات الرئاسية قدم التويتر خدمة إعلامية عوضت منع السلطات الإيرانية لوكالات الأنباء من تغطية تلك الأحداث.ثم بدأ اهتمامي بالأمر يزداد تدريجيا أثناء وقوفي بين الشباب في المطار انتظارًا لوصول طائرة البرادعي،رأيتهم يتناقلون الأنباء أولاً بأول علي التويتر باستخدام تليفوناتهم المحمولة، ثم علمت أن البرادعي ذاته يوجه كلماته للناس أيضا عن طريق التويتر ولقد فوجئت بأن الرئيس الأمريكي باراك أوباما له حساب هو الآخر علي التويتر يتخاطب من خلاله مع ملايين البشر،حوالي ثلاثة ملايين وسبعمائة ألف ومتتبع،و كذلك «آل جور» الذي يتبعه أكثر من مليوني شخص، ولقد أضحكني كثيرا تعليق أحد الشباب الذي قال «يا حلاوة ياولاد، لو كان لرئيس مصر حساب علي التويتر لأمكننا حل كل مشاكلنا»،مبالغة ولكن تظل فكرة جيدة أن يتواصل الرئيس مع أي كان دون حواجز وقيود أمنية ومكاتب سكرتارية «وشماشرجية»، فقط أن يكون متطورا بمافيه الكفاية للتعامل مع التكنولوجيا الحديثة ليكون مواكبا لعصره بعيدا عن كل هذه المعوقات التقليدية.العالم يتطور بسرعة مذهلة،كلمات قليلة تصل إلي مائة وأربعين كلمة تحت عنوان«ماذا يحدث الآن؟» يمكن كتابتها علي ذلك التويتر وبضغطة زر واحدة تٌنشر تلك الكلمات في كل كوكب الأرض ويمكن ربطها بصور ومواد فيلمية وأخبار تنقل مايحدث في العالم لحظة بلحظة،وكالة أنباء في حد ذاتها.إذا أردت أن تفتح حسابا فيكفيك أن تكتب « twitter» علي أي محرك بحث وبعد أن تمتلك حسابا تكتب تويت «tweet » وهو اسم المقطع الذي ترسله عبر الموقع ثم تختار من تقرر أن تتبعه وستجد آخرين يتتبعونك،فكرة سهلة وبسيطة. وتتبعت د.محمد البرادعي فوجدته يكتب «مقاطعة» بالعربية والإنجليزية وهو يكتب تقريبا كل يوم وكان آخرها «مصري حر مصيره بيده هو مصري معزز مكرم حدد مصيرك.. شارك» أما الرئيس الأمريكي باراك أوباما فقد كان آخر ما كتبه «حان الوقت لأن تكون البنوك الكبيرة محلا للمحاسبة بواسطة الشعب.اظهر دعمك من أجل أن يصل الإصلاح إلي وول ستريت"طبعا لو كان الرئيس أوباما يخاطب المصريين طالبا منهم الدعم لاستغربوه إذ يكفيه أن يأمر فيطاع،أما في المجتمعات الديمقراطية فالشعب هو شريك فعال بمؤسساته وكياناته والشعب هو الذي يأمر فيطاع وإلا فإنه يطيح بمن لا يرضي عنه فيسقط في الانتخابات التي هي نزيهة،في الوقت الذي يطالب فيه نواب الحزب الوطني عندنا المنتخبين في انتخابات نص نص،يطالبون وزارة الداخلية بإطلاق النار علي المتظاهرين.و كتب «آل جور» «العسكريون في العراق وأفغانستان يؤيدون الطاقة النظيفة والوظائف الخضراء(الصديقة للبيئة)». وممالاشك فيه أن هذا التويتر وأمثاله يعدون حلا عبقريا لهؤلاء الذين أسعدهم بالعيش في مدينة القاهرة،فمنذ أيام كنت قد قرأت تقريرًا يقول: إن متوسط السرعة في شوارعها قد وصل إلي خمسة كيلومترات فقط في الساعة، وأن هذه الشوارع لم تعد تقبل مزيدا من التوسعة وماهي إلا شهور قليلة حتي تصل تلك السرعة إلي ما يقرب الصفر، وطبيعي في ظل هذه الحالة لن يتمكن الناس من مقابلة بعضهم بعضا .التويتر وإخوته سيقدمون الحل المبتكر لهذه المعضلة المستحكمة.